ما هي الطريقة المثلى لنصح أختي بالالتزام؟ وكيف أصبح خاشعا في صلاتي؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك –أخي العزيز– وأشكر لك تواصلك مع الموقع, وحرصك على تحصيل حسن الصلة بالله تعالى والهداية والصلاح لأختك –أصلحها الله ووفقها– وهذا من جميل حسن الدين والخلق والبر وصلة الرحم ثبتنا الله وإياك على الدين، وهدانا صراطه المستقيم، وملأ قلوبنا بالرضا واليقين، وأدخلنا جنّات النعيم.

– لا يخفاك أن الإنسان لاسيما المسلم مبتلىً ولابد بأنواع البلاء النفسي والحسّي والمادي والمعنوي, ومنها الابتلاء بالفتن والشهوات, وفي الحديث: (حفّت الجنة بالمكاره, وحفّت النار بالشهوات).

– ومن فضل الله عليك توفيقه إياك إلى التوبة الصادقة والنصوح, بالحرص على فعل الطاعات وترك المعاصي والمنكرات, ومن واجب شكره سبحانه: الثبات على التوبة والمحافظة عليها, ومما يسهم في ذلك المحافظة على صلاة الجماعة ودروس العلم، واستماع المحاضرات والبرامج العلمية المفيدة, ولزوم الصحبة الطيبة والصالحة والناصحة، والمبادرة إلى الزواج ما أمكن, واستثمار الوقت والفراغ في الاهتمام بالدراسة والرياضة والقراءة النافعة, واستحضار أن الإنسان مسئول عن عمره وشبابه ووقته وماله, وإدراك ضرر المعاصي في الدنيا والآخرة, وأن عاقبتها إلى الخزي والزوال.

وفقك الله وثبتنا وإياك على التوبة والاستقامة والهدى والخير، ولا بأس بل ولا بد للمسلم من الترويح عن النفس بالمباح من المزاح والنزهة والرياضة ونحوها (أجمّوا هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان)، وعدم القنوط واليأس من رحمة الله حين مقارفة بعض الذنوب, وحسن الظن به والمبادرة بالتوبة إليه.

– أما بخصوص -أختك الكريمة- فأنصحك أولاً بتنمية الإيمان فيها ودعوتها إلى المحافظة على الصلوات, ويمكن الاستعانة بتوفير الكتب والمحاضرات المفيدة, لاسيما الكتب الإيمانية والعلمية والوعظية القوية والمؤثرة, والتي ينبغي الاعتناء بها واقتنائها وتوفيرها في البيت وتشجيعها أو تكليف الداعيات العاقلات بنصحها ومدافعة الشبهات عنها مع ضرورة الإحسان في نصحها والتعامل معها, وإذا أمكن فبضرورة دعم والديك والعقلاء من أهلك لتوفير النصح والهيبة من الوقوع في مخالفة ترك الحجاب لما في ذلك من الإساءة إلى السمعة أحياناً, كما وفي شغل الفراغ بالمفيد والصحبة الطيبة والدراسة والزواج المبكر منفعة لا تخفى.

– أوصيك –أخي الفاضل– إلى التحلي بالصبر والحلم وحسن الخلق وتوفير الهدية المناسبة لها تحبباً وتودداً إليها, وفي الحديث: (تهادوا تحابوا), وكن لها نعم الأخ المحب والصديق المخلص.

– اللجوء إلى الله تعالى بخالص الدعاء لها بالهداية والصلاح وعدم اليأس من رحمة الله.

هذا وأسأل الله لنا ولك -ولأختك الكريمة- أن يلهمنا التوفيق والسداد، والهدى والخير والصواب والرشاد، والعلم النافع والعمل الصالح، وحسن الدعوة إليه، والثبات على الدين وحسن الختام وسعادة الدارين.

Leave a Reply