السؤال
السلام عليكم.
أشكر لكم موقعكم هذا وسرعة ردكم.
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، وكنت قبل مدة أقع في معاصٍ كثيرة، ولكن تاب الله علي منها، وأقلعت عنها بفضل الله تعالى، ولكن يأتيني الشيطان بين حينٍ وآخر ويجعلني أفكر بالسابق، وأن المتعة والراحة بما كنت أفعله، وأن الصلاة والالتزام به بعض التعب والعناء، وكنت أرجع لما كنت فيه، ويأتيني بعض تأنيب الضمير، وأرجع للطريق وأستقيم، وبعد فترة يوسوس لي الشيطان مرة أخرى، خصوصا أن التزامي بدأ يسبب الحساسية لدى بعض الناس بأني إنسانة غير انفتاحية، ولا أغتاب أو أسمع الأغاني أو الكلام البذيء وغيره، حتى أني شعرت بأني لا أستطيع الاستمرار بصداقة بعض الأشخاص لأني لن أستطيع أن أكون مثلهم، ولاحظت تأففهم من التزامي، فأصبحت تأتيني لحظات فتور كثيرة جدا، وأقول بيني وبين نفسي أو أن الشيطان يوسوس لي: بأن العمر أمامي، فلماذا ألتزم الآن؟ وإذا كبرت أتوب، ولكن يأتيني شيء آخر ويقول لي هل تضمنين العيش الطويل؟ ولكن يرادوني الشعور الأول أكثر، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
طريق الاستقامة والتوبة يحتاج إلى صبر ومصابرة؛ لأن الشيطان حريص على إفساده. وطالما أن الله تعالى قد وفقك للتوبة ومعرفة طريق الاستقامة؛ فعليك بتوطين نفسك على الثبات والصبر عليها، واستبعاد أي خواطر شيطانية أو وساوس من النفس الأمارة بالسوء لإعادتك إلى طريق الغواية والانحراف، بل كلما تذكرت ماكنت عليه من الانحراف فعليك الشعور بالندم على ضياع تلك الفترة من عمرك في معصية الله سبحانه؛ لأن من شروط قبول التوبة الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه.
وما بدر في خاطرك من وساوس تذكرك بأن أيام المعصية كانت أحسن من الآن فيجب التخلص منه، واستبداله بالندم على تلك الفترة، والشعور بأنك انتقلت من مرحلة الضياع إلى مرحلة الهداية والصلاح، فعليك نسيان الماضي وعدم تذكره، ولو مر بخاطرك ذكره؛ فاحمدي الله على أن وفقك للتوبة والإقلاع عن ماكنت تقعين فيه من معاصي ومنكرات.
وما يجري في خاطرك من حوار حول (ضرورة عودتك للماضي وتأخير الاستقامة، وأنك ما زلت في مقتبل العمر، وبين ضرورة التوبة، وأن العمر بيد الله، ويمكن ينقضي في أي وقت) هو حوار بين قوى الخير وقوى الشر داخل النفس البشرية، وبين صوت الإيمان والعقل، وبين شهوات النفس ووسواس الشيطان، ولابد أن تتخذي كل الوسائل لكي تنتصر قوى الخير على قوى الشر لديك.
وذلك من خلال:
1.الثقة بالله تعالى سبحانه، وأنه من عليك بالتوبة وحسن الظن به، والإكثار من دعائه بالثبات على الاستقامة.
2. البحث عن رفقة صالحة ناصحة تعينك على الطاعة وتشجعك عليها، والابتعاد عن الرفقة السيئة التي تدعوك للعودة إلى المعاصي، أو تنتقص من استقامتك، أو تتعامل معك بشيء من التنقص بسبب توبتك.
3. وضع برنامج إيماني لك يحتوي على عدد من الطاعات اليومية مثل: الذكر، وقراءة القرآن، وصلاة النافلة، والصوم النافلة، والصدقة، وغيرها من الأعمال الصالحة، تحافظين عليها حتى يتقوى إيمانك، وتصلح نفسك، ويذهب ما بها من خواطر وضعف.
4.استحضار أن الآجال بيد الله، وأن العمر لا يعلمه إلا الله، والاستعداد لملاقاة الله سبحانه، وإبعاد وساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء عن نفسك؛ حتى لا تسوف عليك بالتوبة والعمل الصالح، وتذكر أن الموت غيب لا يعلمه إلا الله، فيمكن أن يموت الشاب ويبقى الشيبة العجوز حيا، فلا بد من الاستعداد له في أي وقت.
أسأل أن يتوب عليك، ويصلح حالك، ويغفر لك ما سلف، ويثبتك على الاستقامة حتى تلقي ربك. آمين.