دعاء الاستخارة للزّواج
إذا أراد شابٌ أن يخطب فتاةً بادر بالسّؤال عنها، ثم يستشير مَن يثق بدينه، وعلمه، وحكمته، وبعد أن يأخذ بكلّ الأسباب يستخير الله جلّ وعلا، متوكّلاً عليه سبحانه، ومن بعدها يُقدِم على الأمر، فإن تيسَّر وسهّله الله جلّ وعلا فهو خير، وإن تعرقل وانتهى فهو خيرٌ أيضاً، وهذه تكون نتيجة الاستخارة. وكذلك الفتاة تقوم بالاستخارة بعد التحرّي عن الشّاب، واستشارة أهل العلم، والدّين، والصّلاح، ويقدّم الله لها ما فيه الخير.
ويدعو المسلم عند طلب الاستخارة بالدّعاء التّالي:” اللّهمّ إنّي أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علّام الغيوب، اللّهمّ إن كنت تعلم أنّ زواجي من (فلانة بنت فلان أو فلان بن فلان ) خيرٌ لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسّره لي، ثمّ بارك لي فيه، اللّهمّ وإن كنت تعلم أنّ زواجي من (فلانة بنت فلان أو فلان بن فلان ) شرٌّ لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عنّي، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثمّ ارضني به، وفي رواية ثمّ رضّني به “.
………………………………………………………….
الاستخارة
الاسْتِخَارَةُ لُغَةً: طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ. يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك. وَاصْطِلَاحًا : طَلَبُ الاخْتِيَارِ. أَيْ طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى، بِالصَّلاةِ، أَوْ الدُّعَاءِ الْوَارِدِ فِي الِاسْتِخَارَةِ. ويعرّف دعاء الاستخارة بأنّه اعتراف المسلم بحاجته إلى الله تعالى ليختار له الخير في الدّنيا والآخرة، وتعدّ الاستخارة شاملةً؛ أي نستطيع القيام بها لتحقيق جميع أمور الحياة من سفرٍ، وعملٍ، وزواج، وقد ورد عن الصّحابة رضي الله عنهم بأنّهم كانوا يستخيرون الله، حتّى لو أراد أحدهم شراء نعل، وهذا دليل على أهميّة الاستخارة حتّى في الأمور الّتي قد يظنّها الإنسان أنّها ليست ذات قيمة. ودعاء الاستخارة سنّةٌ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويعدّ الزّواج من أكثر الأمور الّتي يستخير بها المسلم الله تعالى، لييسّر له أمره، ويكون اختياره لشريك حياته صائباً.
………………………………………………………….
طرق الاستخارة
استخارة ربّ العالمين عزّ وجل، الذي يعلم ما كان وما يكون.
استشارة أهل الرّأي، والصّلاح، والأمانة، وكان النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وهو أسدُّ النّاس رأياً، وأصوبهم صواباً، يستشير أصحابه في بعض الأمور التي تشكل عليه، وكذلك خلفاؤه من بعده كانوا يستشيرون أهل الرّأي والصّلاح.
………………………………………………………….
صلاة الاستخارة
إنّ العبد في هذه الدّنيا تعرض له أمور يتحيّر منها، وتُشكل عليه، فيحتاج للجوء إلى خالق السّموات والأرض، وخالق النّاس، يسأله رافعاً يديه، داعياً، مستخيراً بالدّعاء، راجياً الصّواب في الطّلب، فإنّه أدعى للطّمأنينة وراحة البال. فعندما يُقدم على عمل ما، كشراء سيارة، أو إن أراد الزّواج، أو العمل، أو أراد سفراً، فإنّه يستخير له. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:” ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وثبت في أمره “. وقد قال سبحانه وتعالى:” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ “، آل عمران/159.
………………………………………………………….
كيفيّة صلاة الاستخارة