كثير منّا يؤمن بالعين والحسد، ويؤمن بقدرتها الكبيرة في التأثير على حياة الإنسان. إسلامنا الحنيف لم ينكر وجود الحسد والعين، ولذلك فإنّه وضع لنا حدوداً وطرقاً ووسائل للتخلص من هذا الشيء دون أن يصبح هاجساً كما هو لدى الكثير ممن هو بعيد عن دين الله ورعايته.
لقد ثبت عن رسولنا الكريم محمد “صلّى الله عليه وسلّم” أنّ الحسد موجود، فيقول صلوات الله عليه: “إن كل ذي نعمة مسحود”. ويكون الحسد لكثير من النعم التي أنعمها الله علينا، منها نعمة المال ونعمة الأبناء الصالحين، يقول رسولنا الكريم في ذلك: “أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين”، رواه البخاري في صحيحه. وبما أنّ الحسد موجود وثابت عن الرسول “صلى الله عليه وسلم”، فإنّه أوصانا بطرق ووسائل تعيننا على النجاة من شر هذه العين ومن شر الحسد.
إنّ أهم وسائل التحصن من الحسد والعين التعوّذ بالله من شر الحسد، وتقوية أواصر العلاقة بين العبد وربه بإتباع تعاليمه وعباداته والإبتعاد عن نواهيه ومعاصيه. كما أنّ التوكّل على الله جلّ وعلا والصبر والإحتساب إليه بقولنا: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، هي أفضل طرق التحصّن.
إنّ شعرت بأنّك محسود فلا تنسى أن تعود إلى ربّك العظيم، وأن تخلص له، وأن تحبه وترضيه، وأن تتوب عن معاصيك، وأن تتصدق وتحسن لله، فهذا كلّه يعينك في دفع الحسد والبلاء عنك.
بعد التوكل على الله والإنابة إليه، لا تنسى أن تحصّن نفسك وعائلتك وأبنائك ونعمك كلّها التي أنعم الله عليك بها، فرسولنا الكريم قد أوصانا بالتحصين والرقية لنذهب العين والحسد والسحر.
يكون تحصين النفس بالقرآن الكريم والأدعية النبويّة المرسلة والمنقولة عن رسول الله محمد. فيكون التحصين من القرآن الكريم بقراءة سورة الفاتجة، وقراءة الآيات الأربعة الأوائل من سورة البقرة، وقراءة آية الكرسي، وقراءة خواتيم سورة البقرة. كما عليك أن تحرص على أن تقرأ سورتي البقرة وآل عمران دائماً، حيث ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه0 في فضلهما، قال: سمعت رسول “صلّى الله عليع وسلّم” يقول:” لا تجعلوا بيوتكم قبوراً فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان” ،وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله “صلّى الله عليه وسلّم” يقول:” اقرأوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه اقرأوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران فإنّهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان- أو كأنهما غيابتان – أو كأنهما فرقان من طير صواف بحاجات عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فأن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة” . ولا ننسى بالطبع السور الثلاث المعوّذات سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس،وقراءة كل واحدة منهم ثلاث مرّات.
كما أنّه هناك بعض الأدعية التي وردت عن الرسول والتي كان يتحصّن بها، منها:
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامّة ومن كل عين لامة (ثلاث مرات).
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يضرون.
اللهم أنت ربي لا إله أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن ولاحول ولاقوة إلا بالله أعلم أن الله علي كل شئ قدير وان الله قد أحاط بكل شئ علماً أحصي كل شيء عنده،
اللهم أني أعوذ بك من شر نفسي وشر شيطان وشركه ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي علي صراط مستقيم.
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولافي السماء وهو السميع العليم (ثلاث مرات صباحاً وثلاث مساء).