لماذا القيامة يوم ؟! الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون وحدد لكل شى فيه ميلاد ونهاية .. فالأرض لها ميلاد ولها نهاية.. والشمس لها ميلاد ولها نهاية.. وكل ما فى الكون .. له ميلاد وله نهاية.. إلا ما شاء الله.. لأن الله سبحانه وتعالى له طلاقة القدرة فى كونه.. فلا شئ يعلو مشيئته.. ولا شئ يخرج عن مشيئته. وهذا الكون الذى نعيش فيه مخلوق بالأسباب .. أى أن الله . سبحانه وتعالى جعل فيه أسباب لكل شى. فالكون فيه عنصران.. عنصر ينفعل لك فيعطيك بلا أسباب.. كالشمس والهواء والمطر وغير ذلك. وعنصر ينفعل بك .. إن أخذت بأسباب الله فى الأرض أعطاك.. وإن لم تأخذ بأسباب الله لا يعطيك. فالأرض إن حرثتها وسقيتها .. وذرت فيها الحب أعطتك الثمر الوفير .. وإن لم تأخذ بالأسباب لا تعطيك شيئا.. والثروات الموجودة . فى الجبال وفى باطن الأرض أن بحثت عنها أعطتك وإن لم تبحث عنها لا تعطيك .. فالذين بحثوا عن البترول مثلا أو المعادن فى باطن الأرض والجبال أعطتهم الأرض من بترولها ومعادنها وإن لم يبحثوا عنها ظلت هذه المعادن لا يأخذ منها الإنسان شيئا فقد خلق الله عز وجل الانسان لغاية معلومة وهي عبادته وحده لا شريك له وعمارة الكون فيجب علي الانسان طوال حياته ان يستمر في التعلم والاكتشاف لعمارة الارض والاجتهاد في عبادة الله عز وجل حق عبادته، حتي يفوز الانسان بالجنة يوم القيامة .
كيف يكون الحشر
هناك آيات عديدة في القرآن الكريم تصف مشاهد يوم القيامة، ولنا أن نتصور البشر كلهم من عهد آدم إلى يوم القيامة وهم يخرجون من باطن الأرض دفعة واحدة، إنها ستضيق بهم.. لأنهم عاشوا فيها فى أزمان مختلفة، جيل بعد جيل، ولكنهم يخرجون منها فى هذا اليوم دفعة واحدة.. ولذلك سمى يوم الحشر لأن الناس تحشر فيه حشراً، فالحشر أن تضع فى المكان أكثر من سعته، بحيث يكون الموقف ساعة الحشر، أعداد هائلة من البشر والجن وغير ذلك من خلق الله، كلها حشرت حشرا فوق الأرض التى عشنا فيها، وفى هذا يقول الحق تبارك وتعالى: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم مرة اخري ) طه 55 ، فإذا اردنا ان نتخيل الصورة فانظر الي اسراب الطيور .
ما يقول الشيطان يوم القيامة؟
الحق سبحانه وتعالى يرينا صورة أخرى هى صورة الشيطان الذى نراه يوم القيامة ونعرفه بصورته وهيئته، يأتى الشيطان يوم . القيامة ويعترف أمام الناس جميعاً، بأنه قد خدعهم وبأنه قد ضلهم، وبأن الله سبحانه وتعالى وعد الناس وعد الحق وأن الشيطان كذب عليهم كما كنب على آدم من قبل ويتبرأ الشيطان من أنه أجبر إنساناً على المعصية.. ويقول إن أولئك الذين اتبعوه فعلوا ذلك لأنهم فی قلوبهم مرض و هوی، وأشياء يريدون أن يفعلوها، فلم يكد الشيطان يزينها لهم حتى فعلوها، ويقول لهم: إنكم فى موقفكم هذا لا تستطيعون أن تنجونى من العذاب، ولا أستطيع أنا أن أنجيكم.
ويقول الشيطان: إنه لم تكن لى قدرة وقوة لأقهركم على فعل المعاصی، والله سبحانه و تعالی لم یعطینی قوة القهر علیکم حتی أستطيع أن أجعلكم تفعلون شئ لا تريدونه، وأن أقهركم عليه، ولا أعطانى سلطة الحجة، لا أستطيع أن أقنعكم بأن تفعلوا الباطل بقوة الحجة والمنطق بل أنتم كنتم تريدون أن تفعلوا المعصية فما كنت أزينها لكم حتى أسرعتم إليها بدافع من أنفسكم.
ويعطى لنا الله سبحانه وتعالى هذه الصورة فى القرآن الكريم فى قوله تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)) (اپراهیم: ۲۲). وهكذا يتبرأ الشيطان يوم القيامة من الذين اتبعوه ويعلن براءته .
أصحاب الأعراف ، ومن هم؟
يقال فى أصحاب الأعراف إنهم مساكين أهل الجنة، ذكر عن عبد الله بن الحارث قال: أصحاب الأعراف ينتهى بهم إلى نهر يقال له: الحياة، حافتاه قضب الذهب، قال: أراه قال: مكلل باللؤلؤ، فيغتسلون منه اغتسالة فيبدو فى نحورهم شامة بيضاء، ثم يعودون فيغتسلون، فكلما اغتسلوا زادت بياضاً، فيقال لهم: تمنوا، فيتمنون ما شاءواا، قال: فيقال لهم: لكم ما تمنيتم وسبعون ضعفاً، قالوا: فهم مساكين أهل الجنة. وفى رواية: فإذا دخلوا الجنة وفى نحورهم تلك الشامة البيضاء فيعرفون بها، قال: فهم يسمون فى الجنة مساكين أهل الجنة.