الوليمة العجيبة
كان الشاطر ( شعبان) في طريقه الى بلدته بعد أن أمضى سنوات طويلة في بلاد بعيدة عن أهله،يتمني رؤية بلدته، ويري الاهل ولاصحاب،ويستريح قبل أن يسافر لأنه يحب السفر وبعد أن سار مسافة طويلة،وصل الى مدينه كبيره وكان في شدة التعب والجوع والعطش فأراد أن يشتري الطعام ولكنة علم أن هذة المدينة ليس فيها اي مطاعم أو فنادق لان جميع الناس يعملون وينتجون ما يحتاجونه من غذاء تقوم زوجاتهم وامهاتهم في البيوت بإعداد الطعام ووجده أحد أبناء المدينة حائرا لا يعرف أين يأكل أو يشرب قال له تريد أن تأكل وتشرب وتستريح من تعب السفر عليك الذهاب الى قصر الامير فهو رجل غني عندة خدم وطباخون وعندة طعام وفير لحوم و فاكهة واسماك وطيور وحلوي وماء نقي سأل الشاطر شعبان: وهل سيسمح لي بالدخول إلى القصر ، اجابة الرجل : أن أمير مدينتنا معروف بكرمه وحبه الضيوف سأل شعبان اين هو القصر قال له الرجل عند أطراف المدينة .
دق الشاطر شعبان باب القصر رد عليه رجل جميل الثياب فقال له سمو الأمير قال له انا الخادم فاستغرب شعبان قال له الخادم تفضل دخل الشاطر الي القصر فوجده قصرا عجيبا فريدا بالسجاد الفاخر وحوائطه لامعه مغطاة بالدهب والفيروز الازرق وعليها ستائر من الحرير الفاخر اختفي الخادم داخل القصر وجلس الشاطر علي أحد المقاعد المكسوة بالحرير جاء الأمير ليقابل الشاطر فرآه يضع علي رأسه عمامة كبيرة مرصعة بالماس واللؤلؤ والياقوت وكثير من الاحجار الكريمه قال له الأمير السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ايها الضيف مرحبا بك في قصري.رد شعبان وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته انت الأمير اذن؟ قال الأمير نعم وانت …. هل انت غريب عن مدينتنا قال له الشاطر نعم ياسمو الأمير قال له الأمير لا تقلق هذا هو موعد تناولي الطعام ، فاهلا ومرحبا بك علي مائدتي.. قال له الشاطر اشكرك كثيرا ياسمو الأمير فقد سمعت عن كرمك العظيم .
صفق الأمير بيديه وهو ينادي ياغلام.. احضر بسرعة ابريق ماء وطستا. ولم يظهر غلام قال الأمير الشاب تقدم يارجل وتغسل يديك مثلي قبل أن نبدأ في تناول الطعام وبدأ يحكم يديه وكأنه يغسلهما فعلا بالرغم من عدم وجود ابريق وظن الشاطر شعبان أن الأمير يمزح ففعل مثلما فعل وبعد ذلك نادي الأمير مرة أخري ايها الخدم ….أحضروا الطعام ومرة أخرى لم يحضر أحد وقال الأمير لشاطر لقد وصل الطعام الان وبدأ الأمير نفسة ياكل طعاما غير موجود فكان يمد يده الي صحن لايراه أحد ويقطع من اللحم لايراها أحد ويمد يده فارغة الي فمه وياكل طعاما لاوجود له.قال الشاطر لنفسه هذه وليمه عجيبه حقا وبدأ يفعل كما يفعل الأمير يأكل من طعام لا وجود له ما رايك ياصديقي في طعامنا؟ هل اعجبك هذه الاوزة المحمرة انها لذيذه جدا قال الشاطر الذي لم يرد اوزة ولم ير اي طعام قائلا كم هي لذيذة ياسمو الأمير وقال له شكرا لسموك لقد شبعت والحمدلله ونهض الشاطر يريد الانصراف اخذ الأمير يضحك ويضحك ثم قال: اجلس مرة أخرى لقد كنت ابحث عن شخص يتمتع بهذا القدر من الصبر والحلم وعادة لاتكون الجائع صبورا أو حليما واخيرا وجدت هذا الشخص وانت ذالك الشخص قال له الشاطر شعبان لكني دخلت قصرك جائعا وهانذا اخرج جائعا ، ابتسم الامير وقال : انك لن تخرج لاني لمست فيك الصبر والحلم سوف تكون صديقي ووزيرى، فقال الشاطر شعبان وانا لمست فيك ياسمو الأمير روحا عاليه وتواضعا كبيراً وحكمة عظيمة ويسعدني أن أقبل أن أكون صديقا ووزيرا لك.