توبة شاب من ضحايا بانكوك
كان هناك شاب في الثالثة ولعشرين من عمره ذهب الي بانكوك بحثاً عن المتعة المحرمة والعياذ بالله فوجدها ولكنه سقط معها الي الهاوية، إلا ان عناية الله عز وجل وفضله عليه قد تداركته في آخر لحظة، كان هذا الشاب لا يترك التدخين والسجائر من يده، وتخلي عن دراسته الجامعية واضطر الي ان يعمل في مهنة اخري حتي يتمكن من الحصول علي المال الكافي لشراء السجائر وغيرها ، يروي هذا الشاب قصته بنفسه فيقول : كان لدي احد عشر اخاً من الذكور، ولكنني الوحيد الذي سافرت الي بانكوك، وكان سفري الاول قبل عام تقريباً من الآن حيث كنت جالس مع بعض اصدقائي الذين اخذوا يحدثونني عن المتعة في بانكوك، وخلال عام واحد سافرت الي هناك سبع مرات وصل مجموعها الي تسعة اشهر كاملة من الاقامة هناك .
بداية رحلتي كانت في الطائرة في أول رحلة الي بانكوك، حيث ناولني احد اصدقائي الخمسة الذين كنت معهم كأساً من البيرة، في البداية لم استسغها فقال لي خذ كأساً اخري وسوف تجد الامر مختلفاً تماماً، فاخذتها بتردد وكانت هذه بداية الادمان في حياتي حيث كان فيها نوع من أنواع المخدر يسمى (الكنشة).
بمجرد ان وصلت الي بلدتي قمت ببيع سيارتي وعدت الي بانكوك من جديد، ومنذ وصولي بدأت اسال عن الكنشة، فاصبحت ادخنها بشراهة وبكثرة غير طبيعية ولم اكتف بذلك بل كنت ابحث عن تجربة انواع اخري متعددة من المخدرات،فجربت (الكبتيجول) فلم تناسبني، واستمريت في البحث عن لذة اخري تشبة الكنشة او حتي تفوقها ولكنني لم اجد فعدت الي بلدي، وفي منزل احد اصدقائي الذين سافرت معهم لأول مرة وجدت لديه الحشيش فتعاطيته، وكان سعره مرتفعاً قليلاً ولم يكن لدي ما يكفي من المال، فقررت خداع اخي واوهمته أن هناك صديق لي يطالبني بمبلغ كبير من المال كنت قد اقترضته منه، فباع اخي سيارته واعطاني النقود فاشتريت بها حشيشاً وسافرت إلى بانكوك.
وعندما رجعت الي بلدي بدأت ابحث من جديد عن انواع اخري اقوي من الحشيش فسافرت الي احد البلدان العربية فيطلب زيت الحشيش، ومع هذه الخطوة كنت قد بدأت اتجه نحو الهاوية، فلم استطع ترك المخدرات من وقتها، تورطت فيها لاقصي درجة، سافرت الي بانكوك وكانت سيجارتي المدهونه بزيت الحشيش لا تفارق شفتي، عرفني الجميع هناك بالحشاش، واصبت باصابات خطيرة في جسمي شفاني منها الله عز وجل الحمد لله، فلم أكن أتصور يوماً من الأيام أنني سأشفي من إدمان زيت الحشيش.
واصبح المال مشكلتي الوحيدة التي تقف عائقاً امامي، اضططرت ان اعمل في النصب والاحتيال، اطلقت لحيتي وقصرت ثوبي حتي أوهم اقاربي أنني بدأت في الالتزام بالدين، واقترضت منهم الكثير من المال وسرقت بعض المال من خالي وعمي، واغريت اصدقائي بالسفر الي بانكوك حتي اسافر معهم علي حسابهم، بل لقد أصبحتُ نصّاباً في بانكوك فكنت أحتال على شباب الخليج الذين قدموا للتو إلى هناك وأستولي على أموالهم، وكنت اخدع كبار السن من الخليجين واستولي عي جميع اموالهم، حتى التايلنديين أنفسهم كنت أتحدث معهم بلغة تايلندية مكسرة وأنصب عليهم!
اصبحت لا اغادر بانكوك لان عملي وهو مهنة النصب كانت هناك، ففكرت في الاستقرار هناك والزواج من تايلندية بهدف الحصول علي الجنسية حتي اتمكن من انشاء مشروع صغير اعيش منه، اصبحت خبيراً في الحشيش واستطيع التفريق بين انواعه، ومضت الأيام وفقدت كل ما أملك فلم أجد من يقرضني، عرف جميع اخوتي واصدقائي واقاربي حقيقتي، ولم اجد من يساعدني، ضاقت بي الدنيا وربطت الحبل حتي أشنق نفسي وذلك بعد ان شرب زجاجة عطر لأسكر، ولكن اخي قال لي : انت غبي، فغضبت لذلك ونزلت لأناقشه فأقنعني أنني لن أستفيد شيئاً من الانتحار.ركبت السيارة وأنا مخمور وفي ذهني آنذاك أمران إما أن تقبض عليّ الشرطة، وإما أن أصل إلى المستشفى لأعالج من حالة الإدمان التي أعاني منها، وبفضل الله عز وجل ذهبت الي المستشفي وتلقيت العلاج هناك، وها أنذا الآن أصبحت سليماً معافى تبتُ إلى الله ولن أعود إلى سابق عهدي.