«المصري اليوم» تقضى يوماً كاملاً فى مكتبة الإسكندرية .. مصطفى الفقى: الحاكم الذكى هو من يعرف ساعة «الانصراف»

الدكتور مصطفي الفقي في ندة للمصري اليوم

الدكتور مصطفي الفقي في ندة للمصري اليوم


تصوير :
حسام فضل

قضت «المصرى اليوم» يوماً كاملاً داخل مكتبة الإسكندرية، وتفقدت سير العمل بها، واطلعت على جميع الأقسام التى تحتويها، ومن بينها مكتبة المواد السمعية والبصرية، والتى تحتوى على وسائل ذاتية لتعليم اللغات المختلفة وبرامج الكمبيوتر وغيرها من وسائل التعليم الذاتى فى شتى المجالات.

كما تفقدت الصحيفة مكتبة المكفوفين التى تستهدف تمكين المكفوفين وضعاف البصر من الوصول للمعلومات، ومحاولة إدخالهم إلى عصر جديد من المعرفة وتكنولوجيا المعلومات.

الدكتور مصطفي الفقي في ندة للمصري اليوم

وتجول وفد الصحيفة، برئاسة محمد السيد صالح، رئيس التحرير، داخل مكتبتى الأطفال والنشء بالإضافة إلى مكتبة المواد الميكروفيلمية، التى تضم قاعة اطلاع على الميكروفيلم، بهدف تمكين الباحثين من الاطلاع على عدد من المخطوطات والوثائق المختلفة إلى جانب الصحف اليومية المصرية منذ تاريخ صدورها، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب الخاصة المتوفرة فى صورة «ميكروفيلم».

وتجولت «المصرى اليوم»، برفقة الدكتور مصطفى الفقى، مدير المكتبة،وأجرت جولة داخل مكتبة الخرائط، التى تحوى آلاف الخرائط التى تغطى جميع أنحاء العالم مع التركيز بشكل خاص على مصر والدول العربية، والدول المطلة على البحر المتوسط.

و كشف الفقى، عن أن المكتبة ستوثق الأحداث الكبرى التى شهدتها مصر، منذ عام 2011 حتى لو أغضب ذلك بعض الجهات. وقال «الفقى»، خلال ندوة عقدتها «المصرى اليوم»، إن المكتبة تعرضت لهزة عنيفة بسبب ارتباطها فى الأذهان بكونها مؤسسة رئاسية ذات طابع شخصى، واقتران اسم سوزان مبارك بها.. وإلى نص الندوة:

■ فى البداية.. كيف ترى أهمية مكتبة الإسكندرية بعد ٤ أشهر على توليك إدارة المكتبة؟

– تسلمت عملى فى 1 يونيو الماضى ويجب أن أقول صراحة إن المكتبة صرح ثقافى على المستوى الدولى متميز للغاية ورفيع المستوى، ويجب أن أرد الفضل فى ذلك لقيادة الدكتور إسماعيل سراج الدين المدير السابق للمكتبة باعتباره عالما كبيرا استطاع أن يستقطب مجلس أمناء رفيع المستوى، وأن يفتح أمامها آفاقا لعلاقات دولية متميزة، أما كونها بدت حتى الآن مكتبة النخبة ولم تصل إلى رجل الشارع العادى فهذا أمر طبيعى لأنك لا يمكن أن تتصور أن الأوبرا وهى أم الفنون تصل إلى قاع الشارع.

والمكتبة لم تتواصل مع قطاعات معينة خاصة الشباب، وبعض الندوات التى تقيمها المكتبة تستقطب لها متحدثين على أعلى مستوى وتنفق عليها أموالا كبيرة، ولا يحضر العدد المطلوب لهذه الندوات بما يتناسب مع العائد المادى الذى تنفقه الدولة على هذه المؤتمرات.

والمشكلة أن المكتبة بدت لكثير من الناس كما لو كانت متحفا على شاطئ البحر الأبيض يأتون لزيارتها بين الحين والاخر وأنا لا أطلب تسييسها لان تسييسها يضر بالمكتبة ولكنى أطلب مشاركتها فى القضايا الفعالة فى المجتمع وأن تكون جزءا من الوطن لانها مؤسسة عالمية على أرض مصرية وهو ما تطالب به الدولة.

والدكتور إسماعيل سراح الدين سعى إلى تحقيق كثير من ذلك ولكن ربما الظروف لم تسعفه وجاءت ثورة 25 يناير فعطلته كثيرا عن تحقيق هذا الأمر لانها تعيد للأذهان أهمية التاريخ المصرى، والمكبتة لديها مشكلات مادية وإدارية، وأناس كثيرون من خارجها متصورون أن لديها موارد كافية وهذا غير صحيح.

والناس تتخيل أن الموظفين الموجودين فى المكتبة يتقاضون مرتباتهم بالعملة الأجنبية وأنا شخصياً خسرت لانى تخليت عن أشياء لدى والمكتبة ليست فى ربيعها المادى وإنما فى خريفها المادى، ولدينا ودائع مجمدة فى البنوك المصرية والدولة تعطينا جعلا سنويا معقولا من هذه الودائع للإنفاق على المكتبة.

ولكن وفقا للأسعار الجديدة وتعويم الجنيه فلم يعد كافيا هذا المبلغ للوفاء بمتطلبات وطموحات المكتبة خاصة أننا نتواصل مع منظمة الثقافة والعلوم «اليونسكو» والمتحف البريطانى وكل المؤسسات المعنية بالتعاون معنا، والثورة صنعت هزة عنيفة للمكتبة لانها ارتبطت فى الأذهان بكونها مؤسسة رئاسية ذات طابع شخصى وارتبطت بسوزان مبارك تحديداً وهى بالطبع صاحبة جزء أساسى فى إنشاء المكتبة بلا شك وهذا أدى إلى وجود انطباع لدى المواطنين بأنه ينبغى بزوال النظام أن يخفت صوت المكتبة وهذا فيه ظلم كبير للمكتبة.

■ نريد أن نعرف حجم الودائع المملوكة للمكتبة فى البنوك المصرية؟

– تصل حالياً إلى نحو 140 مليون دولار شاملة الأرباح السنوية.

■ هل لديكم وسائل لاستعادة هذه المبالغ حال طلبها؟

– هى محفوظة باسم المكتبة و«محدش سطا عليها» أو اقترب منها وساعدنا إلى حد كبير عضو مجلس الامناء الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى السابق فى الحصول على وثيقة من البنك تؤكد أحقيتنا بالمبالغ ونطالب بأرباحها ولو بالجنيه المصرى من بعد ثورة يناير لتسمح لنا بالحركة والانتشار.

وللعلم تستطيع المكتبة أن تكون جهة تلقى منح من الخارج لكن فى النهاية الدول المانحة تضع عليك قيوداً فى توجهاتك الثقافية المعينة باعتبار أنها الجهة المانحة والمكتبة بها متاحف وقاعات مناسبات والقبة السماوية والمؤتمرات والبلازا والمخطوطات والترميمات، وهى مجمع ثقافى دولى ضخم وكبير ولم أكن أتصور أنها بهذا الحجم إلا عندما اقتربت منها أكثر.

■ هذا يعنى أن المكتبة تعانى من أزمة مالية؟

-لا أستطيع أن أقول إنها فى حالة عسر مالى وانما أقول إنها لم تكن فى حالة الرخاء الذى كانت عليه طيلة السنوات الماضة واضعاً فى الاعتبار أن جزءا كبيرا من البنية الاساسية فيها يحتاج إلى صيانة وإعادة تجديد، وزهوتها طوال الـ 15 عاماً الأولى ذهبت والإدارة السابقة «أخدت وش القفص».

■ ما هى التوجهات الحالية لتمويل المشروعات الثقافية للمكتبة فى ظل العسر المالى الذى تمر به؟

– نحاول فتح آفاق جديدة ومتنوعة تعطى بعض الدخول المشروعة للمكتبة من خلال السلع الثقافة وإيجار القاعات والمنح الدولية ولا أعتقد أنها مشكلة موارد وانما المشكلة أنها حالة عابرة خانقة ولا تعتبر أزمة تؤثر على المدى الطويل فهذا غير صحيح.

■ هناك بعض المشروعات الثقافية المشابهة فى دول أخرى.. هل هذا الأمر يهدد كيان المكتبة؟

– ببساطة تستطيع أن تمتلك الأموال لكن لا تزعم أن لك التراث والتاريخ العريق الذى يجعلك فى الصدارة مثل المكتبة، وكنت فى مؤتمر دولى ووجدت أن لدينا ما ليس لدى الغير ولا يقدرون على الحصول على ما لدينا وتظل مصر هى مصر فى النهاية ولا يؤرقنا ذلك، وأنا متذكر أننى كنت جالسا خلف الرئيس الأسبق حسنى مبارك خلال حفل افتتاح الاوبرا وكان موجودا نائب الرئيس العراقى الكردى طه معروف وقال (يا فخامة الرئيس تستطيع اى دولة عربية أن تقيم مثل هذه الدار) فنظر مبارك إليه وقال له (فيه دول عاملة قصور المقابض فيها من ذهب، لكن المشكلة أنه لما ييجى يشغلها حيجيب الادباء من مصر والشعراء من مصر والنقاد من مصر).

وهذا هو الشعب المصرى المتذوق لكل هذه الأمور ولا يجب أن نكون مرتعشين إقليمياً وثقافيا وحتى دولياً، ممكن ننكمش ولكن ننهض، وتقليد مصر فى حد ذاته اعتراف بقيمة مصر ولنا الريادة والقيمة والتاريخ.

الدكتور مصطفي الفقي في ندة للمصري اليوم

■ تقول إنك تخطط لتعامل أكبر للمكتبة فى القضايا المجتمعية.. كيف تواجه المكتبة الإرهاب والتطرف؟

– أجرينا لقاء منذ شهرين واستقدمنا إليه كبار المثقفين المصريين وحضره الراحل الدكتور رفعت السعيد وممدوح حمزة والدكتور حسن نافعة وكانت الآراء وقتها منقسمة ما بين الخشية على المكتبة من النزول إلى الشارع وفقد هويتها الدولية، وهو توجه معقول لأنه لا يمكن أن نهدر قيمة المكتبة ونحيلها إلى هيئة استعلامات، واقترح وزير التنمية المحلية علينا تفعيل دور المكتبة فى النجوع وليس لدينا مانع لكن تقوم بهذا المحليات وليس المكتبة، وعملنا سفارات المعرفة التى لم تنجح النجاح المطلوب كما توقعنا لكن يجب أن تحافظ المكتبة على جزء كبير من شخصيتها حتى لا تتحول إلى شىء آخر خاصة أننا مرصودون دوليا ويعنى ذلك أنه إذا انزلقنا إلى الشارع بشدة فيجب أن يكون ذلك محسوبا.

وكان الرأى الآخر يرى أن المكتبة ملك المجتمع وجزء من الوطن وله حق عليها هذا صحيح، ونريد أن نوفق بين الاتجاهين لا نريد أن نجعلها فى برج عاجى أو نهبط بها إلى الشارع من خلال قضايا عالمية ومحلية مثل الإرهاب، واستصدرنا قرارا من مجلس الامناء- وكان ذلك بتوجيه رئاسى إلى حد كبير- أن يكون هناك مركز دراسات استراتيجية معنى بالقضايا المحلية لتتفاعل مع مجتمعاتنا وتقدم أوراقا وأبحاثا عند اللزوم.

وعندما زارنا الرئيس عبد الفتاح السيسى كان حريصاً على تقديم الاحترام والتقدير لدور المكتبة وكان يفكر فى تأسيس فروع فى العلمين ولدينا مكاتب فى القاهرة والاسكندرية ويتبعها جزء كبير من المكان ذو قيمة وتاريخ، مثل قصر فى القاهرة أنفقت المحافظة 100 مليون جنيه على ترميمه وهو خاص بالاميرة خديجة بنت فؤاد.

وأريد أن أؤكد أن المكتبة لديها قصر انطونيادس وهو يتبعها وما زلنا فى حوار مع المحافط لتمتد الولاية على الحديقة وقد ننجح فى ذلك، وفكرنا فى عمل القصر متحفا للديانات اليهودية والمسيحية والعصر القبطى والإسلامى «ويبقى شىء متحضر للغاية»، والكثيرون فى العالم لا يعلمون أن فى مصر 8 معابد صالحة لممارسة العقيدة والعبادة اليهودية وهذه قيمة مصر والمتكبة تعلى هذه القضايا أمام عين الآخر فى العالم.

■ هل هناك احتكاك بالقضايا السياسية فى المجتمع من منطلق دور المكتبة المحورى الثقافى؟

– المكتبة لا تنزلق لممارسة الدور السياسى فى مصر وأذكركم فى هذا الامر بأنه تمت دعوة كل الرموز مثل حسن نافعة وممدوح حمزة وأمينة شفيق ورفعت السعيد و»عايز أقول مفيش حد يتصور أننا نحجر على رأى أو تعبير عن وجهة نظر الحكومة»، والحكومة منحتنا مساحة من الحرية المسؤولة لكن نؤكد أن المكتبة مع الدولة فى معركة البناء وتأكيد سيادة مصرعلى قرارها الخارجى ومع الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كل القرارات رغم كل المعاناة التى نواجهها.

■ بمناسبة الرئيس.. ماذا عن كواليس اختيارك لرئاسة المكتبة.. وكيف كلفت بها؟

– لأكون صادقا لم يكن فى ذهنى مكتبة الاسكندرية وتحدث معى أصدقاء وقالوا إننى من أنسب الناس لتولى منصب مدير المكتبة لكن لم أكن مركزاً فى التفكير فى الأمر ومع مضى الوقت بدأ ينصرف تفكيرى إلى ما يجرى وأبلغت من بعض الأصدقاء فى مقدمتهم عمرو موسى ومحمد سلماوى أن هناك قائمة بمرشحين للمكتبة وطلبوا منى أن أرسل «سى فى» خاصا بى.

وبعد فترة نما إلى علمى أننى أتقدم المرشحين جميعاً لدورى الدبلوماسى والبرلمانى والأكاديمى والإعلامى ووجدوا هذا التعدد يسمح بتولى المكتبة، فضلاً عن الخبرات فى مؤسسة الرئاسة والتكريم الدولى وحصولى على كل شهادات الدولة التقديرية والتشجيعية والنيل وكانت شفيعة لى، بالإضافة إلى كونى كاتبا مستمرا ومفكرا معروفا.

ووضح لى أن كفتى ترجح وتمت التصفية من 13 مرشحا إلى 5 إلى 3 مرشحين وكنت متصدرا، وجرى اتصال بينى وبين مؤسسة الرئاسة وكان من المطروح رئاستى للمجلس القومى لحقوق الإنسان لكنى قلت المكتبة تكريم أكثر على المستوى الدولى والعربى وبدا الامر يسير دون مصائب أو مشاكل أو مصاعب.

وجاء مظروف مغلق للدكتور عادل البلتاجى عضو المجلس بموافقة الرئيس على اختيارى مديراً للمكتبة وكان هناك مرشحان آخران والدكتور إسماعيل سراج الدين كان يقف على مسافة واحدة من الجميع ولكنى أشعر من أعماق نفسى أنه كان يريدنى للمنصب، «أنا ضد فكرة الفرعون اللى يهدم اللى عمله اللى كان قبله ويطفش إللى بعده، والنهارده كنت فى افتتاح ورشة عن المناخ وتحدثت عن سراج الدين ودوره».

■ لعل أفضل ما كتب عن أزمة الدكتور اسماعيل سراج الدين هو ما كتبته أنت.. لماذا؟

– البعض كان يتوهم كما لو كان الحكم مريحا للدولة وهذا غير صحيح والرئيس كرمه وعامله برقى شديد وقال له إن دوره لم ينته بعد.

■ ما تفسيرك لزيارة الرئيس للمكتبة بعد توليك منصبك بـ3 أسابيع؟

– المجاملة الوحيدة أن الرئيس قرر أن يزور المكتبة وهذا كان تقليدا منذ الرئيس الأسبق حسنى مبارك لاستيعاب أى مؤتمرات شبابية ورحبنا بهذا واستراحوا فى المكتبة أكثر من أى مكان آخر، والرئيس أجرى جولة لمدة ثلث ساعة وأعطت زيارته تكريما، ويمكن القول إن الملاحظة الوحيدة للدولة أنها ترى أن طول المدة لاى مسؤول خطأ ولابد من مراجعة ذلك لكن لم يكن هناك موقف حاد من الرئاسة تجاه سراج الدين.

■ نريد أن نعرف كيف وثقت المكتبة فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك وما تلاها من فترة الثورة؟

– نحن عندنا مشكلة تستطيع أن تأتى بأوراق الملك فؤاد ومحمد نجيب وجمال عبد الناصر، وهدى جمال عبد الناصر بذلت جهوداً كبيرة فى توثيق سيرة وتاريخ والدها عبد الناصر وفى توثيق كل حرف وكل كلمة قالها حتى فترة 1976 والمكتبة احتفت بهذا وساعدها فى ذلك سراج الدين وهى شكرته وقدم لها الدعم والعون ولدينا مقتنيات مذهلة وتراث عريق ومحترم، «ومبارك معندناش وثائق له»، وأثار عمرو موسى ذلك فى اجتماع مجلس الأمناء فقيل له إنه لم يمدنا بشىء.

وانا أعلم أن مبارك سجل حلقات طويلة مع الدكتور سمير فرج وقتما كان مسؤولا فى القوات المسلحة لكن لم يذع معظمها، ولحسن الحظ أن ذاكرة مبارك يقظة للغاية ويستدعى كل صغيرة وكبيرة وأدعو كل من لديه تواصل معه لمساعدتنا فهو كان حاكما وطنيا وسعى إلى عودة الجامعة العربية وطابا وسيناء لكن ملفات التعليم والعشوائيات لم تأخد حقها، وكان ممكنا أن تنتقل مصر من مرحلة إلى مرحلة وكان مبارك شديد الحرص على الارض المصرية سواء فى طابا أو حلايب وشلاتين ولم يفرط فيها، ومبارك من العسير المزايدة على وطنيته شأن كل العسكريين لكن كان هناك دوائر فساد أحاطت بالنظام وهذه ظواهر طبيعية للانظمة إذا طال عمرها وترهلت، وذكاء الحاكم فى أن يعرف ساعة الانصراف من السلطة وليس الدخول إليها.

■ لكن هل كان هناك تواصل من جانب المكتبة مع أسرة مبارك للتوثيق؟

– لم يحدث لكنى قلت أمام مجلس الأمناء صراحة إنه يرجع الفضل إلى عصر مبارك وسوزان مبارك فى تدعيم المكتبة وعرفتها على الدكتور إسماعيل سراج الدين، «وكنت عامل حفل غذاء فى النمسا وحضرت هى وجمال مبارك وعرفتها على إسماعيل سراج الدين»، وتحدث عن موضوع مستقبل أزمة المياه فى العالم وأعجبت به وسألتنى عن تاريخه وبعدما ترشح لمنظمة اليونسكو ولم يوفق لانقسام العرب- رغم أنه دعمه للمنصب أكثر من 10 من الحاصلين على جائزة نوبل ورشحته دول أفريقية- شعر مبارك بالحرج أمام القائم بأعمال الملك السعودى لانه أعطاهم كلمة واعتبر أن هناك انقساما عربيا وخسر الاثنان وعندما لم يوفق وظهرت المكتبة تداعى إلى ذهن الرئيس وحرمه سراج الدين وعرضا عليه ذلك بعد تفكير.

■ هل المكتبة تأخد زمام المبادرة لتوثيق مرحلة مبارك؟

– بالتأكيد سنفعل ذلك ونعتبر كتب اللواء عبد الرؤوف الريدى وعمرو موسى كلها أمورا هامة جدا وإن كانت تكتب من وجهة نظر غير محايدة، وفكرة المعاصرة مشكلة لأنه لا يكتب بشكل محايد وموضوعى.

■ هل العلاقات السياسية ستوثق؟

– سنوثق لمبارك والرئيس عدلى منصور والسيىسى وسنبدأ التوثيق من بدايته وتم الانتهاء من الجزء العسكرى للسيسى ونريد أن تكون المكتبة مركزا لتوثيق الملوك والحكماء.

■ نريد أن نعرف موقفك من ثورة يناير؟

– ثورة يناير كانت ثورة الشعب واستغلت استغلالا سيئا من الفئات الاكثر تنظيماً فى ذلك الوقت، وكانت تطالب بقضية العدالة الاجتماعية وليس السياسة الخارجية، مع إحساس بشيوع الفساد وشدة قبضة الاستبداد والتفاوت الطبقى، وحكومة نظيف وصلت بمعدلات النمو إلى 7%.

■ ما هو دور المكتبة فى مواجهة الإرهاب والفن الهابط؟

– لماذا نتبنى الفن الهابط والمترنح؟ أنا أتبنى الفن الجيد الممتاز والمكتبة لا تقبل أى فنان إذا كان غير معروف، وأدعو بعض الفنانين والمثقفين الذين يحاربون معركة الإرهاب مثل يسرا وعادل إمام وليلى علوى، «ومحدش قالك انى اروح للفن الهابط»، ومهمتى أن أرتقى بالفن وأبعد عن الفن الهابط المترنح، والفن صناعة الحياة واللغة العالمية الأولى والإبداع، والإرهاب صناعة الموت، والفن والدراما والشعر والأدب هى فى النهاية إبداع.

■ تحدثت عن الخريف المالى للمكتبة.. ماذا عن التفاصيل الأخرى؟

– ليس خريفا بالمعنى والمكتبة لم تتسول ووضعها كويس والمسألة نسبية وفقاً للأموال المتاحة وتحتاج المكتبة إلى تجديد جزء كبير من بنيتها الأساسية وتحتاج إلى أموال كبيرة ولدينا مكتب لسراج الدين وآخر لمجدى يعقوب وزاهى حواس ونسير فى كل الاتجاهات ونحاول استقطاب الرموز ويسعى إلى المكتبة كل الناس.

ولا نخفى شيئاً عن أوضاعنا انفردت «المصرى اليوم» منذ أيام بأن مكتبة الإسكندرية تلقت مكتبتين من أهم مكتبات الشخصيات العامة فى مصر، حيث قررت أسرتا الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل، والعالم الراحل الدكتور أحمد زويل، إهداء مكتبتيهما إلى المكتبة. ومكتبة «هيكل» تعد من حيث التكوين واحدة من المكتبات المصرية التى ستكون إضافة كبيرة إلى المكتبة، وكانت مكتبة الإسكندرية بدأت فى جمع مقالات «هيكل» وحواراته لإتاحتها كاملة على موقع (ذاكرة مصر)، وكذلك جميع الصور الخاصة به وأبلغتنا ديما محمد الفحام، قرينة الدكتور أحمد زويل، بقرار الأسرة إهداء مكتبته إلى مكتبة الإسكندرية، على أن تخصص الكتب الأكاديمية منها لجامعة زويل، وهذا قرار رائع ومهم والمكتبة حازت من احترام الشخصيات دى وقررت ألا تأتمن على أوراقها سوى مكتبة الإسكندرية فهى ستزدهر ولن تطفو.

■ تحدثت عن وجود تضخم فى العمالة بالمكتبة.. هل سيكون هناك تسريح وماذا عن موجة الاستقالات فى المكتبة؟

– مشكلة العمالة إحنا رشدنا المرتبات وقبلها الكبار ولدينا أسماء مهمة جدا وأساطين والمكتبة تشتغل علم وأدب وفن وتثقيف وتحضير ولا يوجد لدينا مشكلة ولدينا مشكلة المثبتين.. وأنا مش ماشى وفق قواعد المكتبة ومش عايز العقد عايز مزايا التثبيت الحكومى ومزايا المكتبة.

وتحدثت مع رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة فى هذا الشأن لحل المشكلة سواء توقيع عقود أو توزيعهم على جهات أخرى داخل الإسكندرية وفقاً لدرجاتهم ومرتباتهم ولا شىء نفعله فى الظلام وإنما بشفافية مطلقة ووضوح حقيقى ولدينا 2400 موظف وعامل ومستشار وخبراء وعلماء وعمال.

■ عودة إلى التوثيق مرة أخرى.. هل سيكون هناك توثيق لفترة الرئيس الأسبق محمد نجيب؟

– التاريخ تاريخ وكل حكام مصر سنوثق لهم بما لهم وما عليهم بموضوعية وتجرد وإلا يبقى إحنا بنشتغل سياسة وإحنا مش هنشتغل سياسة ومحمد نجيب مقدر لدينا وفترة حكمة سنوثقها تماماً.

■ ماذا عن التفاوت فى رواتب العاملين فى المكتبة؟

– لاحظنا فى جدول المرتبات وتوزيع الوظائف أن هناك تفاوتاً بين الناس بسبب أنهم لم يتم تعيينهم فى وقت واحد وبعضهم تم تعيينهم بالضغوط والواسطة وفرضوا على سراج الدين فرضاً وإحنا مش حنقبل هذا قررنا تصحيح المسار، لأنه ليس معقولا أن 2 بنفس الدرجة ويشتغلان نفس الوظيفة بمرتبات مختلفة.

وتشكلت لجنة محايدة برئاسة المهندسة هدى الميقاتى، نائب مدير المكتبة لدراسة وفحص الأحوال ومعها مجموعة من الشخصيات وبدأنا تطبيق بعض الأفكار التى تخدم المكتبة.

■ هل سيكون هناك خفض فى عدد القطاعات؟

– بالعكس زدنا قطاعا وهو الموارد البشرية ويلحق به الخدمات الأخرى مثل القاعات والنظافة وصيانة المبنى.

■ هل هذا يفضى إلى الترشيد؟

– نحاول قدر الإمكان الترشيد والمستشارون قبلوا تخفيص المرتبات الى النصف ومدير المكتبة يتقاضى مثل 8 من زملائه بالمكتبة، وهناك محاولة لعدم الجموح والشطط.

■ أعلنت فى مؤتمر صحفى عقب توليك المنصب إقرار جوائز على غرار جوائز المجلس الأعلى للثقافة.. نريد معرفة لجنة التحكيم وطبيعة الشروط والضوابط؟

– لا يزال الموضوع فى طور التفكير وكنت أفكر فى تولى الدكتور حسام بدراوى، رئاسة لجنة الجوائز، وهو عضو مجلس الأمناء ومعروف عنه التفكير السليم وتكون الجوائز مركزة على الشباب ولا يتقدم إليها إلا من هم دون سن الأربعين.

والرئيس وجه بضرورة الاهتمام بالشباب فى الأدب والفن والعلوم وتلقيت مكالمة من إحدى الشخصيات الخليجية يعرض المساهمة فى كل هذا ويبنى لنا مبنى كبيرا دون الإعلان عن اسمه والمكتبة محل احترام وقدمت إسهامات كثيرة على مدار تاريخها لمصر.

■ هل فكرة الهوى فى توثيق التاريخ سيكون لها دور وكيف نضمن الموضوعية فى توثيق القضايا الجدلية؟

– فلسفة الوثيقة تبنى على الكتابة التاريخية الموثقة التى تعلمناها وتعامل مع الوثيقة وكل ما يحكمك الموضوعية فى تقييم الناس ولو صدرنا الوثيقة هنستريح ونبقى موضوعيين.

■ قلت إن المكتبة تدعم السيسى فى توجهاته هل هذا يعد فى حد ذاته تسييسا للمكتبة؟

– لا هذا موقف وطنى ونحن نعرف أن مسيرة مصر تحتاج إلى دعم لبناء دولة مصرية عصرية ديمقراطية حديثة.

■ عودة مرة أخيرة إلى التوثيق هل سيتم توثيق عصر حكم جماعة الإخوان؟

– طبعا سيتم توثيق فترة حكم الإخوان ومن أحلامى توثيق مصر منذ عام 2011 حتى الآن، خاصة أنه وقعت أحداث كثيرة يثار حولها الجدل مثل أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ووزارة الداخيلة ومجلس الوزراء ووزارة الدفاع وحرق المجمع العلمى وحرق وثائق هيكل فى برقاش وعليها علامات الاستفهام وسنوثق ذلك حتى لو أغضب ذلك بعض الجهات وكل الوثائق متاحة وأصحابها عايشين.

■ تحدثت عن الانقسام العربى وقت ترشح سراج الدين لرئاسة اليونسكو ما هى فرصنا حالياً فى ظل ترشح السفيرة مشيرة خطاب للمنصب؟

– تتصدر المشهد 3 مرشحات فرنسية وصينية ومصرية ولو لم تكن هناك مرشحة فرنسية يبقى إحنا هنفوز وخدم المرشحة المصرية كثيراً دعم دول مجلس التعاون الخليجى والجهد الهائل الذى تقوم به خطاب لتجوب العالم حاليا وجهد خارق وهى تحاول أن تفعل شيئا ومصر لأول مرة أشوف الدولة المصرية فيها تقف داعمة بقوة لمرشح أو مرشحة ونحن أمام قرار مصرى حر وقوى وسليم.

وكنت فى اليونسكو والناس تقول إن أفضل عرض قدم من المرشحين كان من السفيرة مشيرة خطاب، وفى 2009 كنا قاب قوسين أو أدنى من المنصب فى عهد فاروق حسنى وحصلت خدعة من بعض الأطراف العربية والأوروبية والسفير الأمريكى عندما علم أن فاروق حسنى اقترب من المنصب جلس ينادى على المندوبين الأفارقة واحدا واحدا والتصويت كان سريا للأسف.

■ نريد أن نعرف فرصنا أمام المرشحه الفرنسية؟

– أقلقنى أن رئيس وزراء فرنسا أخد المرشحة الفرنسية يوم 20 سبتمبر الجارى لمقابلة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعنى ذلك منحها الدعم الأمريكى وكانت جليطة فرنسية وأولاند فى اخر أيامه كان يريد أن يوزع على معاونيه هدايا بطريقة محرجة وللاسف وقابلت قبلها وزيرة ثقافة فرنسا وقالت انه ليس لدينا مرشح ودول المقر يجب أن تنأى بنفسها على تقديم مرشحين.

■ ماذا يجب على مصر فعله حتى لا تكرر الخطأ مثلما حدث فى عهد فاروق حسنى؟ هل كان يمكن أن ترافق مشيرة خطاب السيسى ضمن موكبه مثلما فعل الرئيس الفرنسى؟

– الأمر مختلف وعلاقات فرنسا بأمريكا مختلفة والسيسى يحمل على كاهليه هموم منطقة بالكامل.

■ تجديد الخطاب الدينى.. ما رأيك فيه وهل دور الأزهر وحده كاف وما سر الهجمة على الأزهر؟

– من الخطورة الهجوم على الأزهر، لأنك تضرب القوة الناعمة أمام الآخرين والأزهر دعا مجموعة من المثقفين كنت منهم لصياغة وثائق الأزهر، وكلفنا الكاتب صلاح فضل بكتابتها وكان معنا زميلى سامح فوزى وتم تكليفه بحقيبة الإعلام، وتجديد الخطاب الدينى ليس مسؤولية المؤسسات الدينية فقط ولكن الأزهر وحده لن يقدر وفيه جيوب معارضة لتوجهات الشيخ أحمد الطيب وشهدت المناقشات تراجعا فى الوثائق بعدما أحدثت حراكا ضخما وترجمت إلى اللغات المختلفة.

واستقبل تجديد الخطاب الدينى بحفاوة كبيرة فى الدوائر العالمية والمحلية، وهناك فى الأزهر من يريدون تفسير الدين بجمود خدمة لهواهم والإسلام جعل التفكير فريضة وفتح الآفاق للعلم والرؤية واختلاف الرأى.

■ التجربة الحزبية فى مصر هل ماتت وكيف يمكن تقييمها من وجهة نظركم؟

– تاريخياً مصر مش دولة حزبية وفى الستينيات وأنا فى الكلية كانوا يقولون إنه لا توجد أحزاب فى مصر وإنما حزبا الأهلى والزمالك ولم يكن لدينا تجربة حزبية حقيقية فى التاريخ إلا فى الوفد من عام 1919 وحتى 1952 فقط وليس الفترة الحالية، وحتى عندما كرمنى الوفديون باعتبارى رئيس شرف للوفد، كنت أشير إلى أن الوفد وقف مع الرعيل القوى الذى ارتبط بالشارع المصرى مثل النحاس باشا وسعد زغلول.

وفكرة الحزب دى جماعة من الناس تسعى لسلطة وترتبط بمبادئ معينة والآن نحن أمام مشهد أحزاب كثيرة وسببها أن المصرى يحب يلعب فى السليم بالمبادئ، وهناك منهجان فى التعامل مع الحياة الحزبية الأول يقول اقعد على جانب الشاطئ الآخر وأراقب الجثث والثانى يقول ادخل إلى المعركة وحقق تغييرا حتى لو كان 5% فقط ومبارك كان لديه مجموعات فى لجنة السياسات لدعمه والتحدث عنه.

■ ما نصيحتك للخروج بالحياه الحزبية إلى الطريق الأصوب؟

– يجب أن نعمل على تربية الكوادر وأكاديمية الشباب قد تخرج عناصر لأن الأصل فى الأحزاب تخريج كوادر تنتمى للوطن مصر وليس منظمة الشباب وكنا نحن فى عصرنا مدرسة متقولبة فى الفكر الناصرى ولا يمكن تقييمها دلوقتى وعايز كل من يقف على أرض مصرية وطنية وليس هلامية أممية أن يكون شريكا معى فى القضية على الأرض.

■ لدينا إشكالية أننا نتحدث مع أنفسنا فقط ولا نكلم الغير ولابد أن نصل إلى الخارج.. كيف نخاطب الآخر؟

– أن تعيش حياة ولغة العصر ولا تخدع الناس أو تقول كلاما أحاديا فى اتجاه واحد، وكن موضوعيا وإذا أردت أن تصل رسالتك إلى الآخر يكون ذلك بأن تكون أمينا فى العرض واصدق الحديث، وكن مؤمنا به، وليس متكلفاً، والإيمان بالشىء مهم، ونحن مؤمنون بالوطن المصرى وقيمته.

وعلى فكرة العمل الثقافى الآن يخدم القضية كلها، ولابد أن نكون واقعيين ونعترف بالخطأ، ونعطى كل ذى حق حقه، ولا يصح أن تحكمنا توجهات فتصدر أحكام خاطئة تدل على التلون.

■ ماذا عن رأيك فى تجربة «المصرى اليوم»؟

– المصرى اليوم هى التجربة الصحفية الوحيدة التى نجحت فى مصر فى العقدين الأخيرين وهى جريدتى المفضلة التى تحتوينى.

■ ماذا عن مذكرات عمرو موسى.. هل اطلعت عليها ولو طلب منك النصيحة ماذا تقول له؟

– هو أرسل إلى منذ عام أو أكثر خالد أبوبكر الذى كتبها، وقال لى إنه هيكتب مذكراته وابعتلك الكاتب الصحفى أبوبكر وتشوف توجيهاتك إيه وقعدت معاه وقلتله مينفعش تكتب المذكرات بشكل سردى، لأن هناك فارقا بين كتابة السير وكتابة المذكرات، وإنما اختار مواقف وآراء والق عليها الضوء يطلع الكتاب قوى ورأيى أنه كتاب يضيف إلى المكتبة العربية، ولم اره بعدها، وقلت له اوعى تكون كتبت حاجة وحشة لحسن أرد عليك ويبقى شكلنا وحش وحرد عليك فقال لى لا لا وكاتب كلام كويس وأحداث حقيقية وقلت لمبارك كذا، وقال لى كذا ولدى مجموعة خطابات بخط يده لو كان ضايقنى كنت هنشرها وأضايقه.

■ نريد أن نعرف رأيك فى الكتاب كسياسى ودبلوماسى؟

– الكتاب قيم لكن طال جدا، والناس تمل وإبراهيم المعلم قال إن فاضل جزءان والكتاب سعره غالى بـ270 جنيها وعمرو موسى قرشه تاريخيا غالى والصعايدة اشتكوا لى من سعر الكتاب فقلتلهم خدوا رقم عمرو موسى ومتقولوش أنكم أخدتوه منى، والكتاب فيه تصوير وأخطر ما فيه نقطة الخلاف بينه وبين الرئيس الأسبق حستى مبارك فى شرم الشيخ.

■ وهل هذا الأمر حدث بالفعل؟

– إلى حد كبير جدا أنا سمعت من أحد سكرتارية الرئيس أن مبارك كان يفكر فى ذلك اليوم فى إقالته، لأنه رأى فى تصرفه عدوانا على صلاحياته فلا يجب أن يستقبل وزير خارجية أمريكا والوزير مش موجود لأنه وزير الخارجية، وعلمت أن الرئيس الأسبق كاد أن يفكر فى إقالته فى ذلك الوقت.

■ ما سر هجوم الناصريين غير المبرر على عمرو موسى؟

– حكاية دخوله التنظيم الطليعى دى أنا حقولها لكم بصراحة.. أنا كنت قاعد فى سنة 1968 كنت مناوب فى إدارة غرب أوروبا فى مكتب السفير جمال منصور وكنت قرفان من الأجواء الخانقة وسأمضى الليلة فى المكتب، وبحثت فى الأدراج وفتحت لقيت ملف طليعة الاشتراكيين ولقيت اسمه يتصدر عمرو محمود موسى وكل شوية أقول له انت كنت فى التنظيم الطليعى وزيك زينا وزى الفل إلى أن صاهر أسرة عبدالناصر، واقترنت ابنته باسم ابن أشرف مروان، وقلت إنها مصاهرة تاريخية وعندما يقول عن عبدالناصر إنه كان يبعت يجيب الأكل من سويسرا تبقى واسعة شوية قل فى عبدالناصر ما تشاء إلا أن تخالف ضميرك وتنسى أنه أقرب حاكم إلى الفقراء ومن كرس العدالة الاجتماعية.

■ هل غضب الدكتور كمال الجنزورى عندما قرأ الكتاب؟

– هو أجرى اتصالا بعمرو موسى يعاتبه والكتاب أحدث حراكا وناس مع وناس ضد والنتيجة فى النهاية مؤثرة، لأنك أغريت شخصية مهمة ومؤثرة بحجم عمرو موسى أن يكتب تاريخه الدبلوماسى، وعمرو من أكفأ المصريين، برغم كل ما فعله معى وفعل بى «خوازيق» كثيرة وهو يعلم أنى أحبه شخصيا وإذا ذهب إلى مكان يسأل هل أنا موجود ولا لا.

وأحكى لكم طرفة فريدة فى سنة 2000 كان قاعد فى رمضان وأنا مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط والدول العربية، وسألنى قائلاً بتعمل إيه وبدأ الحديث وقال لى بص عندى اقتراح ليك أنا باقترح أن السودان فيها مشكلة تاريخية نحدفهم بمدفع سخن وتروح سفير لمصر هناك فقلتله لا، فقال الرئيس يمكن يفكر يديلك لقب سفير مقيم فى السودان وفقاً للقانون وأنت تقدر تظبط وهم بيحبوك، وقلت له أرجوك تطلع الفكرة دى من دماغك وعندى فكرة كتاب تكتبه وعنوانه هو «أضاعها صلاح سالم وأعادها مصطفى الفقى»، فقلت له اسكت يا راجل لحسن تطلع فى دماغ الراجل الكبير وتعمل لى مشكلة فقلت له يا حبيبى أرجوك مفيش هزار فى الكلام ده وسبته ومشيت وكنت وقتها فى منزل ممدوح عباس، ولقيت الرئيس بيقول لى يا مصطفى إيه حكاية أضاعها دى فقلت يا ريس هو قال لك.. ده بيهزر فقال بيهزر ليه هو إحنا حنلاقى أفضل منك أنت تساهم فى استقرار العلاقات السودانية المصرية ويا راجل فكر فيها فقلت له يا فندم أنا ماسك الشؤون العربية ومن بينها السودان وكان حيدبسنى دبوس تاريخى.

ومرة تانية كنا داخلين لحافظ الأسد فقلت له أنت حتدخل لوحدك ليه فقال أنا وزير خارجية فقلت وأنا مساعد الوزير للشؤون العربية فقال لى خلاص ادخل بس أنا غير راض وحافظ الأسد كان فى آخر سنة فى حياته واقف وسلمنا عليه فقال له (الدكتور مصطفى الفقى يا ريس صمم ييجى يسلم على سيادتك بس عنده أنفلونزا حادة وشوية حرارة لكنه صمم ييجى لسيادتك) والراجل بدا كأن بى برص.

■ هل توجه الدولة بالكامل فى اتجاه واحد مفيد أم لا؟

– الفترات الانتقالية أحيانا تقتضى التضحية ببعض مظاهر حقوق الإنسان والحريات العامة من أجل الاستقرار ونحن فى حالة حرب حقيقية وعليك أن تجمع الأمة على كلمة واحدة وليس لديك الترف لتمارس الديمقراطية الموسعة.

متحف المخطوطات: قطع من كسوة الكعبة

قطع من كسوة الكعبة

داخل مكتبة الإسكندرية، تقودك قدماك إلى متحف المخطوطات، وسط الأضواء الخافتة، تجد فى صندوقين زجاجيين، قطعتين من كسوة الكعبة المشرفة، بخيوط من الذهب والفضة، مكتوبا عليهما الآية 26 من سورة الحج، «وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِى شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ»، والآية 29 «ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ»، والنسيج من القطيفة.

وتعتبر كما تقول نادية محمود، رئيس قسم الإرشاد المتحفى بالمكتبة، شاهدا على براعة المصريين فى إعداد الكسوة، عندما كانت مصر تجهز الكسوة حتى عام 1962، قبل أن تنتقل المسؤولية للمملكة العربية السعودية.

والقطعتان أهداهما الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود، إلى الاقتصادى المصرى الراحل طلعت باشا حرب، لجهوده فى إقامة العديد من المشروعات الاقتصادية فى المملكة، سنة 1936، وأهدى أبناء وأحفاد طلعت حرب القطعتين لمكتبة الإسكندرية.

نسخة «طبق الأصل» من حجر رشيد

نسخة من حجر رشيد

لم يعلم الضابط الشاب، بيير فرانسوا بوشار، أنه سيكتشف ما قد يفتح أبواب خزائن أسرار الحضارة المصرية القديمة، الضابط الذى جاء ضمن الحملة الفرنسية، وجد فى «رشيد»، سنة 1799 حجراً من البازلت الأسود، يبلغ ارتفاعه 113 سم، وعرضه 75 سم، وسمكه 27.5 سم. احتفت صحيفة الحملة الفرنسية وقتها «لا كوريير ديجيبت» بالخبر، والحجر محفور عليه مرسوم من الكهنة يشكرون الملك بطلميوس الخامس فى ذكرى توليه الحكم، لإعفائه الكهنة من بعض الالتزامات. وبدأ على مدار أعوام العالم الفرنسى جان فرانسوا شامبليون محاولات فك رموز الحجر المكتوب بثلاث لغات.

ومع هزيمة الحملة الفرنسية على يد الإنجليز عام 1801، اشترط الإنجليز تسليم الفرنسيين الحجر، وتم وضعه فى المتحف البريطانى، لكن الفرنسيين استطاعوا عمل نسخة طبق الأصل، حتى يستكمل «شامبليون» جهود فك رموز الحجر.

وفى مكتبة الإسكندرية، وبمجرد دخولك قاعة متحف المخطوطات، تجد إلى يسار المدخل غطاء زجاجيا، يحوى نسخة طبق الأصل من حجر رشيد الشهير.

كتاب وصف مصر: ٣٧ مجلداً متاحة إلكترونياً

نسخة من كتاب وصف مصر

فى ديسمبر عام 2011، ومع اندلاع ما اشتهر بأحداث مجلس الوزراء، احترق المجمع العلمى فى شارع قصر العينى، وامتد الحريق إلى كتب وخرائط نادرة، بينها موسوعة الدستور الفرنسى المعد فى عام 1789، لكن يظل كتاب وصف مصر من أبرز ما امتدت إليه ألسنة النيران فى ذلك الوقت.
كتاب «وصف مصر» موسوعة تتناول تاريخ مصر فى العصور القديمة والحديثة، بما فى ذلك الفن، والعمارة، ومظاهر الحياة المختلفة. ويقع فى 20 مجلداً أعدها علماء الحملة الفرنسية الذين قُدر عددهم بنحو أكثر من مائة وخمسين عالماً، وألفين من الفنانين والفنيين الذين رافقوا الحملة بين عامى 1798 و1801.
بدأت أجزاء الكتاب فى الظهور عام 1808، وعُرف بالطبعة الإمبراطورية أو النابليونية، وصدرت طبعة ثانية منه بين عامى 1821 و1826. فى سبعة وثلاثين مجلدًا، ستة وعشرون منها للنصوص، وأحد عشر مجلدًا للَّوحات. وتُعرف هذه الطبعة باسم «طبعة بانكوك» نسبةً إلى اسم ناشرها، وهى الطبعة التى يمكنك مشاهدتها فى مكتبة الإسكندرية، كما يمكنك الاطلاع عليها إلكترونياً.

بدلة اغتيال السادات وساعته الملطخة بالدماء

البدلة العسكرية للرائيس الرحل أنور السادات

«فى تمام الثانية وأربعين دقيقة بعد ظهر يوم الثلاثاء 6 أكتوبر 1981، أظهر رسم القلب عدم تسجيل أى نشاط للقلب. وأظهر رسم المخ توقفاً كاملاً له عن العمل، تأكيداً لحدوث الوفاة… واعتبر سبب الوفاة صدمة عصبية شديدة، مع نزيف داخلى فى تجويف الصدر، وتهتك بالرئة والأوعية الدموية الكبرى فى جدار الرئة اليسرى».

كان هذا جزءا من تقرير مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، عن اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، والمتوفر على موقع الرئيس الراحل على شبكة الإنترنت (sadat.bibalex.org)، والذى أعدته مكتبة الإسكندرية. ومع تأسيس متحف «السادات» فى مكتبة الإسكندرية، والذى يعرض مقتنيات الرئيس الراحل، منحت أسرته عدداً من البدل العسكرية للمتحف، ومن بينها البدلة التى كان يرتديها يوم الاغتيال، ولا تزال آثار الدماء على الوشاح الأخضر، الذى يعلو البدلة ذات اللون الأزرق الداكن، وتتصدر مدخل المتحف. وإلى جوار البدلة و«الكاب»، ساعة «رولكس» كان الراحل يرتديها، وعليها بقع دماء صغيرة، ومن خلال استخدام عدسة، تستطيع قراءة آية الكرسى المحفورة على ظهر الساعة، ويحرص رواد المتحف على مشاهدة البدلة والساعة، والتقاط صور لها.

Leave a Reply