كشف مسؤول عن تسليح الجيش الروسي، أن وزارة الدفاع تبحث عن البديل لرشاش كلاشنيكوف.
وقال ميخائيل أوسيكو، مسؤول وزارة الدفاع، في مقابلة مع إحدى المحطات الإذاعية، بحسب وكالة الأنباء الروسية «سبوتنك» اليوم الجمعة: «إنه ستتم تسمية البديل في عام 2018 بعد أن تنتهي وزارة الدفاع من اختبار جملة رشاشات جديدة، عيار 5.45 و7.62 ملم منذ العام الماضي».
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية أن شركة «كلاشينكوف»، عمدت خلال 2014، إلى تعديل وتطوير سياستها التسويقية ضمن أسواق جديدةٍ لها، ووضعت لنفسها خططاً لزيادة الطاقة الإنتاجية بنسبة 20- 25%، قبل فرض العقوبات الحالية على روسيا.
وقال مستشار مدير عام شركة «كلاشينكوف»، أندريه كيريسينكو، حسبما أشار موقع «روسيا اليوم» بأن شركته قامت بتصميم 3 نماذج جديدة للأسلحة الخفيفة المدنية.
كما ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية أنه، خلال 2015، كانت البندقية الروسية الشهيرة، «كلاشينكوف»، السلاح الأكثر استخداما في العديد من «العمليات الإرهابية» في أوروبا.
وأوضحت الصحيفة أنه «بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، كانت الأحزمة الناسفة، والسيارات المفخخة، والمتفجرات محلية الصنع، هي الأسلحة الأكثر استخداما وشيوعا من جانب منفذي الهجمات الإرهابية، ومع نهاية 2015 لعبت (كلاشينكوف) دور البطولة، وعلى الرغم من شيوع تداول هذا السلاح لسنوات، لكن حجم الدماء التي أريقت في أحداث باريس أجبر الجميع على التفكير في مجابهة التهديد الجديد».
وبحسب جريدة «جارديان» أن بداية تاريخ تصنيع «كلاشينكوف»، في 1948 بالاتحاد السوفيتي، موضحة أنه يوجد الآن أكثر من 200 مليون قطعة «كلاشينكوف» حول العالم، بمعدل قطعة واحدة لكل 35 شخصا، وأن 30 دولة تقوم بتصنيع هذا السلاح بشكل قانوني، وفي مقدمتها الصين، حيث يقدر الإنتاج العالمي بنحو مليون قطعة سنويا.
وطبقاً لخبير الأسلحة البريطاني، مارك ماستاجيلو، فإن سبب شيوع استخدام «كلاشينكوف» لأنه سلاح سهل الاستخدام، لذلك تجد أطفال في سن 12 عاماً يحملونه، مضيفا: «يستطيع (كلاشينكوف) العمل في كافة الظروف المناخية الحارة الصحراوية منها أو في سيبيريا ولا يتأثر بظروف التخزين».
وقالت الصحيفة إن جزءا من الإجابة عن شيوع استخدام «كلاشينكوف» يكمن بمنطقة نائية في البلقان تحت الجبال في جمهورية الجبل الأسود، يتورط المحليون فيها بعمليات تهريب السلاح إلى كافة أنحاء أوروبا، وبحسب خبراء، فإن خط سير المهربين يكون من خلال جمهورية الجبل الأسود إلى كرواتيا وسلوفينيا ثم إلى النمسا، مروراً بمنطقة حدودية بجنوب ألمانيا حتى تصل إلى فرنسا.
كما توجد عشرات الملايين من قطع «كلاشينكوف» في دول غرب البلقان، وفي ألبانيا وحدها اختفت وبيعت بشكل غير قانوني أكثر من 750 ألف قطعة بعد الاضطرابات التي حدثت بالبلاد، في 1997، وفي البوسنة، بعد انتهاء حروب البلقان، وعاد الكثير من المحاربين بأسلحتهم إلى المنازل.
ونقلت «جارديان» عن الخبير الأمني ألكسندر راديك، قوله: «في نهاية حرب البلقان، عادت فيالق كاملة بأسلحتها إلى المنازل»، وأضاف: «خبأوها في السنين الأولى التي تلت عودتهم تحسباً ولكن بعد مرور الوقت بدأوا في بيعها بالسوق السوداء بسعر زهيد، يصل إلى 100 يورو للقطعة»، وذكرت وحدة الاستخبارات بالشرطة الأوروبية، في 2011، أنه «يوجد اتجاه متزايد داخل العصابات المنظمة لاستخدام الأسلحة الثقيلة الصغيرة الحجم، مثل (كلاشينكوف)»، وقال مسؤول رفيع المستوى بكرواتيا، إن هناك تغييرا نوعيا في عمليات التهريب حيث يتفوق حجم تهريب الأسلحة على المخدرات.
وأعلنت السلطات الفرنسية، في 2010، أن عمليات التحفظ على أسلحة قفزت بشكل جنوني عن العام السابق بنسبة 79%، وفي الوقت نفسه، لاحظت الشرطة الفرنسية الزيادة المطردة في استخدام «كلاشينكوف» من قبل المجرمين الجنائيين.
وولد مخترع بندقية كلاشينكوف في 10 نوفمبر 1919، وتوفي في ديسمبر 2013 عن عمر يناهز 94 عاما، ونال شهرة عالمية بفضل اختراعه للبندقية التي حملت اسمه، ونعى سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي، إن اسم «كلاشينكوف»: أصبح رمزًا لمجد السلاح الوطني والاعتزاز بالوطن، ووصفه بـ«رجل وطني ومواطن بارز ستبقى ذكراه في قلوبنا إلى الأبد»، فيما أكد الجنرال فلاديمير شامانوف، قائد قوات الإنزال الجوي الروسية، إن «وطننا لم يدرك بعد من فقد، ولم يقيّم بعد حق التقييم ثمن هذه الخسارة».