سورة يس وقصة اصحاب القرية الواردة في هذه السورة معلومات دينية رائعة

تسمية سورة يس

• سميت هذه السورة بهذا الاسم لانها تبدأ بقولة تعالي يس ، وهناك العديد من التفسيرات التي توضح معني كلمة يس الواردة في بداية السورة، حيث ذكر بعض العلماء أنها من الحروف المقطّعة التي تأتي في بدايات بعض السور القرآنية الكريمة .

• اختلف العلماء هل كلمة ولفظ يس عربيٌ أم ليس عربياًحيث اكد بعض العلماء منهم سعيد بن جبير ومنهم عكرمة: إنّ لفظ يس حبشي، وقال آخرون: إنّه لفظ سرياني تكلّم به العرب فصار جزءاً من لغتهم، وقال الشعبي: إنّ لفظ يس بلغة طيء، وقال الحسن: إنّه لفظ جاء بلغة كلب.

سبب نزولها

• قال أبو سعيد الخدري : كان بنو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فنزلت هذه الآية (إِنَّا نَحْنُ نُحْي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّموا وَآثَارَهُم ) فقال له النبي :إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون .

• عن أبي مالك إن أُبيّ بن خلف الجُمَحيّ جاء إلى رسول الله بعظم حائل فته بين يديه وقال : يا محمد يبعث الله هذا بعد ما أرِمْ ؟ فقال : (نعم ) (يبعث الله هذا ويميتك ثم يحيك ثم يدخلك نار جهنم ) فنزلت هذه السورة .

موضوعات سورة يس

• الحديث عن القرآن الكريم وبعثة رسول الله صلي الله عليه وسلم ورسالته الي البشرية اجمعين .

• الكلام عن البعث وإحياء الموتى يوم القيامة والبعث لينال الجميع حسابهم من رب العالمين .

• قصة أصحاب القرية التي جاءها المُرسلون.

• ترسيخ قواعد الإيمان .

• الله سبحانه وتعالي هو الذي يملك النفع والضر وحده .

• استحقاق المُكذّبين للعقاب من الله سبحانه وتعالى .

• الاشارة الي نعم الله عز وجل وفضله العظيم علي خلقه وقدرته .

• التحدث عن أهميّة النفقة في سبيل الله والبعد عن البخل والشح وأثر ذلك في حياة المسلم .

• بيان جزاء أهل الجنة والنعم التي يحصلون عليها .

قصة أصحاب القرية في سورة يس

وردت في سورة يس قصة أصحاب القرية من الآية 13 إلى الآية 30 في قوله تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ*إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُرْسَلُونَ* قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ*قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ*وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ* قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ*قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ*وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ *اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ*وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ*أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ*إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ*إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ*قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ*بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ*وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ*إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ*يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)

تحدثت هذه الآيات عن اهل القرية التي لم يتم تحديد اسمها بالضبط، وذلك لعدم الاهتمام باسم القرية او اشخاصها، ولكن الاهتمام يكون لأخذ العبرة والعظة من القصة، حيث جاء المرسلون والانبياء الي هذه القرية من عند الله عز وجل ودعوا اهلها الي عبادة الله وحده لا شريك له، إلا ان اهل القرية رفضوا دعوتهم وتبرأوا من هؤلاء المرسلين ، واستمروا في عنادهم، واوضحت الآية الكريمة النقاش بين اهل الايمان المتمثل في المرسلين عليهم السلام وبين اهل الكفر والعناد وهم اهل القرية، التي تجعل القارئ يعيش جو المشهد ويستحضره، وهذا من اشد الدلائل علي عظمة القرآن وعظمة القصص الواردة به .

خرج من هذه القرية رجل رشيد عاقل مؤمن دعا اهل القرية الي الخير والايمان بما جاء به المرسلون واتباعهم، وقد اوضحت الآيات الجزاء الموجود في نهاية القصة، بين الحق والباطل حيث استحق هذا الرجل المؤمن الجنة فيقول ليت قومَه يعلمون بهذا الجزاء، والتكريم الرائع الراقي، ويا ليتهم يَعلمون بما يَرفع الإيمان صاحبه، فيرقى في الجنات والنعم، بينما جاء جزاء الطرف الآخر بسبب طغيانهم وظلمهم، فاستحقّوا العقاب، والعذاب نتيجة كُفرهم وعنادهم.