أسر ضحايا «داعش ليبيا»تطالب بـ «إعادة الجثامين»



تصوير :
آخرون

طالبت أسر ضحايا مذبحة داعش فى ليبيا، والتى راح ضحيتها 21 شاباً من أبناء المنيا، على يد عناصر إرهابية فى 15 يناير 2015، السلطات الليبية بتحديد مكان رفات أبنائهم وإعادتها إلى ذويهم فى مصر، عقب العثور على منفذى ومصور المذبحة.

وناشدوا السلطات المصرية التدخل لإعادة الرفات، وطالبوا القضاء الليبى بإعدام منفذى ومصورى المذبحة فى ميدان عام، ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعى، أسوة بما فعلوه مع الأبرياء، الذين كانوا يؤدون عملهم لتوفير لقمة العيش لأسرهم.

وأعرب أسر الضحايا عن سعادتهم بخبر القبض على مرتكب ومصور المذبحة، بالأراضى الليبية، ونفت أسر الضحايا علمهم من مسؤولين فى الدولة بالقبض على المتهمين، وأكدوا علمهم من وسائل الإعلام، وأشادوا بدور الإعلام خلال الفترة السابقة فى مساندتهم ودعمهم معنوياً.

وعبّر بدار سمير إسحاق، والد الشهيد «عصام»، عن سعادته بالقبض على الجناة، مطالباً بالنَّيْل من المجرمين، وإعدامهم فى ميدان عام أسوة بما تم مع أبنائهم، وطالب بالعثور على رفات الشهداء وتسليمها إلى ذويهم.

ودعا نجة أنيس عبده، والد الشهيد «لوقا»، القضاء الليبى إلى محاكمة علنية لمرتكبى المذبحة وتنفيذ حكم الإعدام فى حقهم فى ميدان عام ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعى أسوة بما فعلوه مع الضحايا الأبرياء، وإعادة رفات الضحايا إلى ذويهم بالأراضى المصرية.

وفى سياق متصل، أدى العشرات من أهالى شهداء مذبحة داعش الليبية، صلوات التمجيد التى تقام للتعبير عن الشكر لله فى كنيسة قريتهم بالعور بسمالوط، خلال قداس أمس الجمعة، فور الإعلان عن القبض على منفذ ومصور واقعة ذبح الأقباط بليبيا.

وسادت حالة من الارتياح على وجوه أهالى الضحايا، وحمل بعضهم صورا لأبنائهم وأشقائهم من الشهداء وارتدت أغلب أمهات وزوجات الشهداء الأيقونات الذهبية المطبوعة عليها صور الشهداء بالليزر، ودشنت الكنيسة التى تضم 14 شهيدا من أبنائها، مقصورة لصور الشهداء وأسفلها مكان لإيقاد الشموع.

وقالت والدة الشهيد مينا فايز مبتسمة: «أنا فرحانة لأن ابنى بقى له أكتر من سنتين يعيد فى السماء، مكان مرتاح لا بيمرض ولا حد بيضايقه، ولا محتاج أى حاجة، بس يارب نطول نبقى فى مكانه».

وتمنى بشرى فوزى، والد الشهيد كيرلس فوزى، وهو الشهيد الذى ظهر فى أول وآخر مقطع من فيديو الذبح، حيث انتهى الفيديو بوضع واحد من القتلة رأسه فوق ظهره بعد فصله عن جسده، أن تأتى رفات أجساد الشهداء لتحتضنها كنيسة الإيمان والوطن التى أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قرارا بتشييدها بقرية العور وتحمل اسم شهداء الوطن والإيمان بليبيا، وذلك تكريما وتخليدا لهم.

وأضاف أنه رغم رحيل ابنه الكبير، لديه 5 أبناء أشقاء، فإنه لا يتحمل أن يمر أى أب أو أم بما ذاقه من لوعة على ابنه، وقت اختطافه حتى استشهاده.

وقال بباوى ألهم، شقيق الشهيد صموئيل ألهم، أحد شهداء الأقباط بليبيا، إن أخاه كان شديد الحمية على صالح الوطن، وكان دائما ما تظهر شجونه إذا ما سمع عن اضطرابات أو حوادث أو كوارث طبيعية، تسبب خسائر لمصر.

وأضاف أن شقيقه كان يساعد كل من كان يمر بمحنة، أو يعانى من الحاجة أو قلة العمل فى ليبيا وكان يعمل سباكاً ويجتهد ليساعد كل من يصادفهم من المصريين على إيجاد فرص عمل، وتابع: «نفخر بأن أخى الشهيد بطل الكل يتشفع به، وقد وضع الله السلام وقوة الإيمان فى قلبى أم الشهيد وزوجته أم أطفاله، بعدما عانتا من صدمات عصبية قبل عام بمجرد إعلان استشهاد أخى صموئيل، وقد محيت روح الحزن من داخلنا، نحن فرحتنا فى تأكدنا أن شقيقى بالسماء».

ووجه ألهم الشكر لأجهزة الدولة وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى لوفاء الدولة بكل وعودها تجاه أسر الشهداء ومطرانية سمالوط.

وقال عياد مكين، شقيق الشهيد ميلاد مكين، إن الأسرة تتابع تطورات الأمر منذ 3 سنوات، وتطالب السلطات المصرية بإعادة رفات الجثامين بعد إعلان السلطات الليبية اكتشاف أماكن دفنهم، مضيفاً، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أنهم فى حالة رجوع الرفات سيقومون بعمل مزار خاص لهم فى الكنيسة التى خصصت لهم فى المنيا.

وقال بشير اسطفانوس، شقيق الشهيدين صموئيل وبيشوى، إن المسؤولين المصريين لم يتواصلوا معهم حتى هذه اللحظة بشأن عودة الرفات.

وأشار القس مقار عيسى، راعى كنيسة السيدة العذراء بقرية العور، أن أسر الشهداء جميعهم تغلفهم تعزية سماوية رفعت الأحزان عنهم، فهم فخورون بأبنائهم، ولم يبتعدوا عن الكنيسة كما توقع البعض بل على العكس تقربوا من الكنيسة ومن الله بشكل أكبر.

وشدد على أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بالقرية عادت جيدة جدا، وهو الوضع الطبيعى الذى نشأت عليه القرية، على الرغم مما مر بالقرية من أمور مرفوضة بعد استشهاد العمال الأقباط.

ووجه «مقار» الشكر للرئيس السيسى، قائلاً: «كل ما أمرتم به تم تنفيذه حرفيا، سواء من التصريح ببناء الكنيسة، أو تقديم مساعدات مادية لأسر الشهداء، واهتمام الوزراء والمسؤولين، وقد جددت عمليا تأكيدك أنك رئيس لكل المصريين، وباسم أسر الشهداء نشكر كل مسؤول تعب معنا بدءا من الرئيس لأصغر مسؤول».

من جانبه، قال السفير خالد رزق، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، إن وزارة الخارجية تبحث الاستجابة لطلب الأهالى بعودة رفات ذويهم بالتنسيق مع الجانب الليبى.

وأضاف «رزق»، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن هذا الأمر يأخذ وقتاً فى متابعة الإجراءات مع السلطات الليبية مشيراً إلى أن السفارة المصرية فى ليبيا تواصلت منذ اللحظة الأولى من وقوع الحادث مع السلطات الليبية.

كان البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قد زار المنيا فى مارس 2016 والتقى أهالى الضحايا، وسلمهم شهادات وفاة ذويهم معتمدة من وزارة الخارجية دون أن يتم تحديد تاريخ للوفاة.

Leave a Reply