حينما تسمع تعبير «التحرش الجنسي»، فمن المؤكد أنك تشعر بالاستياء كشخص سوي، ولكنك ربما تفرح في الوقت نفسه بإقدام طفلك الذكر على «معاكسة» زميلاته رغم شعورهن بالارتباك تجاه ذلك، وربما لاحقت أنت نفسك في وقت ما من حياتك إحدى الفتيات التي شعرت بالانجذاب تجاهها دون رغبتها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، كما تنتقد باستمرار إبداء الفتيات لجمالهن «بصورة مستفزة».
قد لا تظن أن كل هذا يعني أنك متحرش، ولكنها كلها علامات تشير إلى أن بداخلك متحرشًا صغيرًا لا تنتبه إليه.
يقول د. خالد أنور، طبيب نفسي، عضو الجمعية الأوروبية للصحة الجنسية، إن «المتحرش قد يكون أي شخص مما نعرفهم حولنا، متعلماً أو جاهلاً، شاباً أو كهلاً، متزوجاً أو أعزب، غنياً أو فقيراً، إلا أن هؤلاء الأشخاص يشتركون بشكل كبير في تركيبتهم النفسية ودوافعهم التي تقودهم إلى هذا السلوك».
إذا كنت تتمتع بإحدى هذه الصفات أو القناعات أو لديك أحد هذه الدوافع، فقد يكون بداخلك مشروع متحرش دون أن تدري:
1- إذا كنت تميل لاستخدام القوة تجاه من حولك بوجه عام: فقد يدفعك ذلك في بعض الأحيان للتحرش الجنسي لإثبات القوة والتفوق الجسدي على الجنس الآخر. انتبه، فالعنف يقود للعنف بمختلف أشكاله.
2- إذا كنت ترى أن المظهر الشخصي يمكن أن يجعل الفتيات أكثر عُرضة للتحرش: فهو معتقد لا أساس له من الصحة، لأن التحرش هو فعل عنيف نابع من داخل المتحرش ولا علاقة له إطلاقاً بشخصية أو هيئة الضحية. انتبه، فدعمك لهذه الفكرة يشير إلى كونك قد تتبناها مستقبلاً.
3- إذا كنت لا تتمتع بثقافة جنسية جيدة: فاستقاء الثقافة الجنسية من مصادر سيئة، مثل الأفلام الإباحية يدفع في اتجاه استخدام العنف والإجبار الجنسي تجاه المرأة كونه أمراً محبباً لدى جميع النساء، حتى وإن قاومن، وهو أمر عارٍ من الصحة. انتبه، فما تراه في المقاطع الجنسية الإباحية لا علاقة له بواقع الحياة ومنافٍ تماماً في معظم الأحيان لكل القواعد الإنسانية لممارسة الجنس وقواعد الجنس الآمن، فأي ممارسة جنسية يجب أن تتم برضاء الطرفين وتحقق لهما المتعة.
4- إن لم تكن تعرف معلومات كافية عن التحرش الجنسي: فقد تقع في فخ القيام بأحد أفعاله دون أن تدرك أنك تحولت الآن لمتحرش. انتبه، فالتحرش الجنسي هو أي صيغة من الكلمات غير مرغوب بها، أو الأفعال ذات الطابع الجنسي التي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك، أو أنه مجرد جسد، سواء لفظياً أو عن طريق اللمس أو تعبيرات الوجه أو غيرها، وفقاً للتعريف الوارد على خريطة التحرش.
5- إذا كان تقديرك لذاتك متدنيًا: انتبه، فقد يدفعك ذلك للقيام بفعل ذي طابع عنيف، مثل التحرش الجنسي لإثبات ذاتك وجذب الانتباه إليك.
6- إذا كنت قد تعرضت للاعتداء الجنسي سابقاً: إذ قد يقودك ذلك، لا شعورياً، للتحرش بغيرك بغرض الانتقام، حتى وإن لم يكن ممن اعتدى عليك. انتبه لذلك، واطلب المساعدة النفسية المتخصصة إن شعرت برغبة في الانتقام.
7- إذا كنت تحجم عن مساعدة ضحايا التحرش: رغم قدرتك على ذلك أو وجودك في مكان الاعتداء. انتبه، فقد يشير ذلك إلى أنك ربما لا تدرك في قرارة نفسك أن التحرش الجنسي جريمة تستدعي العقاب لمرتكبها.
أفضل طريقة لمقاومة التحرش والتصدي له هو أن تراقب نفسك ومواقفك تجاهه وما تنقله لأبنائك، إن وجدوا، حول الحدود والحقوق الجسدية والشخصية، فراقب نفسك ولا تغذِّ المتحرش الصغير بداخلك.
$(document).ready(function() {
ga(‘create’, ‘UA-54853812-8’, ‘auto’, ‘lmArabicTracker’);
ga(‘lmArabicTracker.send’, ‘pageview’);
});