خلق الإنسان
خلق الله سبحانه وتعالى الكون وما فيه من السماوات والأرض وخلق كل شيء من العدم بكلمة واحدة من الله سبحانه وتعالى وهي (كن)، وخلق الإنسان من طين ومن صلصال، فميّز الإنسان عن سائر الكائنات الحية وعن الجن، وكرمه بالعقل وعمارة الأرض والعيش فيها لحين يوم الحساب، وسوف نقوم بعرض كيفية خلق الإنسان من طين ومراحل خلقه.
بدأ خلق الإنسان من طين، فبدأ خلقه من التراب ثم وضع عليه الماء ليصبح طيناً، ثم تحول الطين إلى اللون الأسود المتغيّر (الحمأ المسنون)، ومن ثم تصلب الطين من غير وضع النار عليه فتحول إلى صلصالاً، ثمّ نفخ الله سبحانه وتعالى من روحه فيه فخلق الإنسان، وأوّل إنسان نفخ الله سبحانه وتعالى فيه الروح هو سيدنا آدم عليه السلام، ونزل الكثير من الآيات التي تدل على خلق الله سبحانه وتعالى للإنسان، ومن هذه الآيات قول الله تعالى في كتابه العزيز: ” أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ”.
خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون وخلق الإنسان لحكم عديدة، وكل شيء يخلقه الله سبحانه وتعالى تكون له حكم عديدة، فلم يخلق الله أي شيء عبثاً، وهناك الكثير من الأمور التي لم يبين الله سبحانه للبشر الحكمة من خلقها.
حكمة خلق الإنسان من الطين
عندما خلق الله سبحانه وتعالى البشر من طين، كان له حكم كثيرة من وراء ذلك، ومن هذه الحكم:
إظهار قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته في خلق كل شيء، فلا يعجز على الله تعالى خلق أي شيء يقول له كن فيكون.
التحرير والتنوير: تختلف المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى في طريقة الخلق والأصل الذي خلق منه، فخلق الملائكة من نور؛ لأنّها خلقت للعبادة والتسبيح والنور يتناسب مع الغاية التي وجودوا لأجلها، وخلق الشيطان من نار؛ لأنّ الشيطان وجد للوسوسة والفتنة، والنار تتناسب مع الغاية من وجوده، وخلق الإنسان من طين؛ لأنّ الإنسان وجد لعمارة الأرض والعيش فيها والعبادة، لذلك خلق من الطين لأنّه يتناسب مع خلق الإنسان وسهوله تشكيله وليونته.
من أعظم الحكم لخلق الإنسان من طين، أنّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بيديه الكريمتين ونفخ فيه من روحه، وميّزه عن الملائكة وعن الشيطان في أصل الخلق، وعندما طلب الله سبحانه وتعالى من إبليس السجود لآدم رفض وأبى أن يسجد له، لقول الله تعالى في كتابه الكريم: “قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ”.