«فى تمام الثانية وأربعين دقيقة بعد ظهر يوم الثلاثاء 6 أكتوبر 1981، أظهر رسم القلب عدم تسجيل أى نشاط للقلب. وأظهر رسم المخ توقفاً كاملاً له عن العمل، تأكيداً لحدوث الوفاة… واعتبر سبب الوفاة صدمة عصبية شديدة، مع نزيف داخلى فى تجويف الصدر، وتهتك بالرئة والأوعية الدموية الكبرى فى جدار الرئة اليسرى». كان هذا جزء من تقرير مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، عن اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، والمتوفر على موقع الرئيس الراحل على شبكة الإنترنت (sadat.bibalex.org)، والذى أعدته مكتبة الإسكندرية.
الاغتيال الذى وقع فى العرض العسكرى، أثناء الاحتفال بذكرى النصر، فى السادس من أكتوبر سنة 1981، أعقبه نقل «السادات» إلى مستشفى المعادى العسكرى، وبمجرد وصوله تم فحصه: «كان سيادته فى حالة غيبوبة كاملة. النبض وضغط الدم غير محسوسين، وضربات القلب غير مسموعة، حدقتا العينين متسعتان، ولا توجد بهما استجابة للضوء. فحص قاع العين أظهر وجود أوعية دموية خالية من الدماء، ولا توجد حركة بالأطراف، تلقائية أو بالإثارة، مع عدم وجود الانعكاسات، الغائرة والسطحية، بجميع الأطراف».
ويستمر التقرير فى وصف حالة الرئيس الراحل: «وجود فتحتى دخول فى الجهة اليسرى من مقدم الصدر، أسفل حلمة الثدى اليسرى. وجود جسم غريب محسوس، تحت الجلد فى الرقبة، فوق الترقوة اليمنى. وجود فتحة دخول أعلى الركبة اليسرى من الأمام، وخروج بمؤخر الفخذ اليسرى، مع وجود كسر مضاعف فى الثلث الأسفل لعظمة الفخذ اليسرى. جرح متهتك بالذراع اليمنى من الأمام، أسفل المرفق. إمفزيما جراحية بالصدر والرقبة حول العين اليسرى. دم متدفق من الفم».
ومع تأسيس متحف «السادات» فى مكتبة الإسكندرية، والذى يعرض مقتنيات الرئيس الراحل، منحت أسرته عدداً من البدل العسكرية للمتحف، ومن بينها البدلة التى كان يرتديها يوم الاغتيال، ولاتزال آثار الدماء على الوشاح الأخضر، الذى يعلو البدلة ذات اللون الأزرق الداكن، وتتصدر مدخل المتحف.
وإلى جوار البدلة و«الكاب»، ساعة «رولكس» كان الراحل يرتديها، وعليها بقع دماء صغيرة، ومن خلال استخدام عدسة، تستطيع قراءة آية الكرسى المحفورة على ظهر الساعة، ويحرص رواد المتحف على مشاهدة البدلة والساعة، والتقاط صور لها. ويقول عمرو شلبى، رئيس وحدة متحف السادات، بمكتبة الإسكندرية، إن المكتبة قارنت بين تقرير الطب الشرعى حول اغتيال الرئيس الراحل، وبين البدلة بعد تسلمها من أسرة الرئيس الراحل، لضمان أن تكون أصلية، بما فى ذلك مضاهاة آثار الرصاص الذى اخترق أنسجة البدلة، مع ما هو مذكور فى تقرير الطب الشرعى.