بيان من المتحدث العسكري عن «رأس العش»- شبكة سبح الاخبارية

العقيد تامر الرفاعي، المتحدث الرسمي للجيش - صورة أرشيفية

العقيد تامر الرفاعي، المتحدث الرسمي للجيش – صورة أرشيفية


تصوير :
آخرون

تزامنًا مع احتفالات القوات المسلحة بالذكرى الـ44 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، كشف العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، الخميس، جهود القوات المسلحة في مواجهة العدو في أهم نقطة قوية شمال القناة، وهي منطقة «رأس العش».

تمثل رأس العش أهم نقطة قوية أقامها العدو عند الكيلو 10 شمال القناة وتمثل القفل الشمالى لخط بارليف على القناة، كما أنه يؤمن القطاع الشمالى والطريق الأوسط إلى سيناء ويمثل نقطة إنذار رئيسية، بالإضافة إلى أنه جُهّز كمركز قيادة متقدم للقطاع الشمالى لسيناء.

تقع هذه النقطة الحصينة في مواجهة الموقع الأول لقواتنا وهى امتداد لملاحة بورفؤاد التي تصل من القناة وحتى بحيرة البردويل والتى لا تصلح في معظمها لسير الحملات والمناورات للقوات، حيث إن المنطقة الصالحة للتحرك فيها بعرض لا يزيد على 300 متر شرق القناة.

أقام العدو العديد من التجهيزات الهندسية التي تمثلت في ثلاث نقط قوية كاملة ومتصلة مع بعضها بخنادق ومواصلات، تتعاون مع بعضها البعض بالنيران والأسلحة لصد أي هجوم لقواتنا على أي نقطة منه يصل عمق الموقع إلى 500 متر وبمواجهة 350 مترًا على القناة ومحاط بحقول الغام مختلط بعمق 100 إلى 150 مترًا، وتزيد مسافة الألغام شمالا وتكون النقطة مثلثًا مقلوبًا، رأسه في اتجاه الجنوب وقاعدته في اتجاه الشمال، مقسم إلى ثلاثة قطاعات مربوطة بشبكة، وقد زُود الموقع بالعديد من الدشم الحصينة ومواقع للهاون وصواريخ أرض أرض ومصاطب للدبابات وحفر للأسلحة الخفيفة.

وقد كلفت إحدى كتائب المشاة بالهجوم والاستيلاء على الموقع، لما لها من خبرات، وذلك لمشاركة أفراد الكتيبة في معارك الاستنزاف وقيامهم بعمليات خاصة وإغارات على هذا الموقع تحديداً والإعداد والتدريب الحى على ميادين وأرض مشابه حتى أتقن كل فرد المهمة والواجب الموكل إليه لينفذ المهمة المطلوبة منه بنجاح.

وقد بنت القيادة خطة الاستيلاء على الموقع بإعادة تجميع الكتيبة والأسلحة والمعدات خلال يومى الرابع والخامس من أكتوبر 1973 واستغلال التمهيد النيرانى وأسلحة الرمى المباشر ونيران الدبابات على النقطة الحصينة، في حين تقوم السرية الثانية للكتبية باقتحام قناة السويس من الغرب في اتجاه القطاع الجنوبى للموقع لمهاجمته والاستيلاء عليه، وفى الوقت نفسه تقوم السرية الأولى للكتيبة مدعمة بسرية دبابات عدا فصيلة ومعها (2) دبابة دقاقة بمهاجمة القطاع الشمالى الغربى والاستيلاء عليه بعد فتح عدد من الثغرات في حقول الألغام بواسطة الدقاقات وأفراد المهندسين ودفع فصيلة من قيادة اللواء لإجراء هجوم خداعى في اتجاه القطاع الشمالى الشرقى للموقع، وفى التوقيت نفسه هجوم السرية الأولى والسرية الثانية وتحتل السرية الثانية الموقع الأول وتقدم المعاونة النيرانية للسرية الأولى أثناء اقتحامها الموقع ويتم تعاون القوتين في استكمال الاستيلاء عليها بالتعاون مع نيران المدفعية والهاونات ووسائل الدفاع الجوى.

انطلقت الشرارة الأولى لحرب العزة والكرامة في الساعة الثانية يوم السادس من أكتوبر1973، بدأت القصفة الأولى للمدفعية على النقطة القوية للموقع في الساعة الثانية والخمس دقائق على المزاغل وأبراج المراقبة لتعميتها وفى نفس الوقت بدأ تحرك الهجوم الخداعى بعدد (15) قارب اقتحام وبقوة فصيلة من قيادة اللواء للتحرك شمال شرق الموقع، وفى الساعة الثانية وأربعين دقيقة عبرت السرية الأولى الحد الأمامى لدفاعاتنا يتقدمها (2) دبابة دقاقة لفتح الثغرات والدبابات المدعمة لها وعلى مسافة (400) متر من الموقع الحصين احتلت إحدى فصائل السرية ومعها الدبابات وأسلحة الرمى المباشر، بالإضافة إلى (4) مدافع المدعمة للسرية إحدى السواتر الترابية للعمل كقاعدة نيران لستر باقى السرية المشكلة كمجموعات اقتحام، وفى الوقت نفسه تحركت مجموعات المهندسين ومعها (2) دقاقة لفتح الثغرات وحقول الألغام.

وفى الساعة الثالثة، تم احتلال قاعة نيران السرية الأولى، وبدأ المهندسون في فتح الثغرات وعبور الموجات الأولى لمجموعات اقتحام السرية الثانية، ووصلت مجموعتا الاقتحام للشاطئ الشرقى للقناة وتغلبتا على الساتر ونزلتا في خنادق النقطة الجنوبية وبدأتا في اقتحامها للنقطة إلا أن إحدى دبابات العدو تمكنت من احتلال إحدى المصاطب للساتر الترابى، وبدأت في توجيه ضربات نيرانية في اتجاه باقى مجموعات اقتحام السرية الثانية أثناء عبورها للقناة، كما احتلت دبابة أخرى للعدو إحدى المصاطب على الساتر الترابى أمام الملاحات وبدأت تنتج نيرانًا مؤثرة على مجموعات المهندسين التي تقوم بفتح الثغرات شمال الموقع، فأصيبت الدقاقات ولم يتمكن المهندسون من فتح الثغرة.

ومن الساعة الثالثة وحتى السابعة مساءً، دار قتال شرس وتراشق بالمدفعية بين قواتنا المهاجمة وقوات العدو التي تحصنت داخل الدشم وأخذت تستعمل كل أسلحة الموقع وإمكانياته لإيقاف تقدم قواتنا وقد تمكنت قواتنا من دفع مجموعة اقتناص دبابات واستطاعت تدمير الدبابة التي تعوق عبور مجموعات السرية الثانية، كما تم سحب الفصيلة الخاصة التي تقوم بأعمال الهجوم الخداعى من اتجاه البحيرات لتعزيز موقف السرية الثانية والاشتراك معها في اقتحام النقطة الجنوبية من الخلف، أما السرية الأولى فقد قرر قائد الكتيبة إيقاف تقدمها مع التمسك بموقعها التي وصلت له واستنزاف قوات العدو داخل الموقع واختيار نقاط الضعف في النقطة لتعديل خطة الهجوم طبقاً لذلك.

وفى الساعة العشرة مساء يوم السادس من أكتوبر، استولت السرية الثانية على القطاع الجنوبى، وأعطى قائد اللواء أوامره بدفع سرية صاعقة ليلًا عبرت القناة من اتجاه السرية الثانية للاشتراك معها في مهاجمة الموقع من الجنوب، وفوجئ العدو بالهجوم الواسع من كل الاتجاهات وأدرك أن القوات المصرية أطبقت عليه من كل جانب، فاندفع يطلق نيرانًا مذعورة في كل اتجاه وفى فجر يوم 7 أكتوبر.

وفى الساعة الثالثة فجرًا، أكملت السرية الثانية وسرية الصاعقة والفصيلة الخاصة حصار الموقع من جميع الجهات بعد أن دفعت مجموعة إقناص دبابات تمكنت من تدمير الدبابة التي كانت تحتل موقع الملاحات، وفى الوقت نفسه تم سحب قوة السرية الأولى إلى الموقع الأول لقواتنا على أن تقوم بمعاونة مجموعات اقتحام السرية الثانية والصاعقة بالنيران أثناء استكمال اقتحام الموقع، واستمرت عمليات التسلل واقتحام وتطهير دشم العدو، فسقطت الواحدة تلو الأخرى حتى الساعة الرابعة والنصف من نفس اليوم في قتال متلاحم داخل الخنادق وخنادق المواصلات في الموقع الحصين، في حين اختفت باقى قوات العدو داخل الدشم المحصنة وأغلقت أبوابها الصلب وأخذت تطلق النيران من الفتحات في كل اتجاه على قواتنا المتقدمة داخل الخنادق بعد القضاء على المقاومة المُعادية التي واجهتها، وفى الساعة الخامسة تمكنت مجموعات الاقتحام من التسلل إلى فتحات الدشم وألقت بقنابلها اليدوية بداخلها لإجبار الأفراد على الخروج وتمكنت مجوعات التدمير من نسف مداخل الدشم واقتحامها وتدميرها وتطهيرها من قوات العدو، وحاول أفراد العدو الباقون الهروب من الموقع بدبابة وعربة نصف جنزير إلا أن مجموعات الاقتناص لاحقتها وأطبقت عليها وتم تدميرها بأفرادها ولم يتبق إلا (27) فردًا، تم أسر من بقى منهم حياً وتم رفع العلم المصرى عالياً خفاقاً على الموقع بعد أن انتهت إلى الأبد غطرسة العدو في رأس العش، وتقدمت قواتنا بخطوات واثقة على أرض سيناء الحبيبة.

Leave a Reply