تصوير :
المصري اليوم
بجوار القبة السماوية بمكتبة الإسكندرية، وعلى باب قاعة مساحتها 260 متراً مربعاً، وقف رجال ونساء، شباب وفتيات، وأطفال، يطالعون شاشة تليفزيون تعرض لقطات من مقابلات تليفزيونية وخطب وأنشطة للرئيس الراحل أنور السادات، والتى تقابلك إلى جوار لافتة تخبرك أنك تقف أمام «متحف السادات».
ما إن تطأ قدماك المتحف، تعيش فى أجواء تشهد على فترات زمنية متباينة عاشتها مصر، تروى كل تفصيلة فى المتحف جزءا منها، تستمع إلى خطاب السادات الشهير أمام الكنيست الإسرائيلى، كما تستمع إلى تسجيل نادر يرتل فيه الرئيس الراحل آية الكرسى.
بمجرد دخولك إلى القاعة، تلاحظ تمثالاً نصفياً للرئيس الراحل أنور السادات، وإلى جواره على الحائط جملته الشهيرة: «وربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكى نتفاخر ونتباهى ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلّم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله. نعم سوف يجىء يوم لنقص فيه ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء».
متحف الرئيس الراحل أنور السادات من بين أربعة متاحف فى مكتبة الإسكندرية، تشمل الآثار، والمخطوطات، والعلوم. تأسس فى فبراير 2009، وافتتحته قرينة الرئيس الراحل جيهان السادات.
كانت مكتبة الإسكندرية بدأت فى إعداد أرشيف رقمى لـ«السادات»، لتوثيق حياته بالصورة والوثيقة وبالكلمة المكتوبة، ومن الصحافة، لإتاحته على شبكة الإنترنت، وانتهت منه بالفعل، وبدأت الفكرة فى إنشاء متحف له، بتعاون كامل ومرونة من أسرته، كما يؤكد عمرو شلبى، رئيس وحدة متحف السادات، بمكتبة الإسكندرية.
يمكنك مشاهدة «البايب» الخاص بالرئيس الراحل، والعصا والجلباب اللذين اشتهر بهما، وملابسه العسكرية، والأوسمة والنياشين، التى حصل عليها على مدار حياته.
وعلى جدران المتحف صور له من مختلف مراحل حياته، من النشأة وحتى الرئاسة، وزيارة القدس، وكامب ديفيد، والاغتيال فيما بعد.
الصفحة الأولى من جريدة الأهرام، ورئيس التحرير وقتها «الجورنالجى» محمد حسنين هيكل، و«المانشيت»: «السادات أدى اليمين وتولى سلطته الدستورية رئيساً للجمهورية»، صفحة أولى أخرى تستعرض ما قدمه «السادات» من «حقائق» حول أحداث يناير 1977، وصفحة أخرى يتصدرها «مانشيت»: «السادات تولى بنفسه أمس إحراق أشرطة التجسس على المكالمات التليفونية»، وذلك عام 1971 تزامناً مع قضية «مراكز القوى» الشهيرة. كلها توثق لمحطات رئيسية فى حياة الرئيس الراحل، ومعلقة على جدران متحفه.
كما تجد أكثر من مجلة عربية وأجنبية تصدر السادات أغلفتها مثل مجلة «تايم» الشهيرة، وكذلك كتب عربية وأجنبية تحدثت عنه، ويتاح العدد الأكبر منها على الأرشيف الرقمى الخاص بالرئيس الراحل.
تتجول عيناك بين النياشين التى حاز عليها «السادات» فى حياته، وعدد من البدل العسكرية التى ارتداها فى مناسبات مختلفة، بما فى ذلك البدلة التى كان يرتديها يوم اغتياله، فى العرض العسكرى لذكرى نصر أكتوبر سنة 1981، والساعة التى كان يرتديها ذلك اليوم، بل تجد أيضاً مقتنيات «الحلاقة» الخاصة به، والتبغ و«البايب».
تقف فى الجزء الشرقى من المتحف لتطالع مكتب «السادات» وأوراقه ومكتبته الخاصة، على هذا المكتب كتب الرئيس الراحل خواطره، وأبرز قراراته، وأفكاره، وتعلوه صورة له مرسومة بالألوان الزيتية. كما تجد فى المتحف كرسيه من الجلد بلون بنى، حتى جهاز «الراديو» الذى كان يستمع إليه.
يعود عمرو شلبى، رئيس وحدة متحف السادات، بمكتبة الإسكندرية، ليؤكد أن المتحف يمثل «إعادة قراءة لشخصية الرئيس الراحل أنور السادات».