البدري فرغلي: كنا مسؤولين عن إجبار طيران العدو على الارتفاع لتتعامل معه المدافع- شبكة سبح الاخبارية

فرغلى مع أحد رفاق الكفاح فى بورسعيد

فرغلى مع أحد رفاق الكفاح فى بورسعيد


تصوير :
محمد راشد

لعبت كتائب وسرايا المقاومة الشعبية أدواراً مجيدة فى مدن القناة عقب هزيمة 1967، وشاركت مع القوات المسلحة فى التصدى لهجمات العدو الإسرائيلى خلال فترة الاستنزاف، وبقى رجال المقاومة فى مدن القناة رغم تهجير أهلها.

كيف تشكلت كتائب المقاومة الشعبية؟ ومَنْ أهم عناصرها؟ وما الأدوار التى لعبتها وقصص بطولاتها وحكايات شهدائها؟، أسئلة طرحتها «المصرى اليوم» على البرلمانى السابق، البدرى فرغلى، العامل السابق فى ميناء بورسعيد، قائد كتيبة الدفاع الشعبى عن حى العرب ببورسعيد.

يقول «فرغلى»: «يوم ٥ يونيو ١٩٦٧ الساعة ٩ صباحاً كنت على سفينة محملة بالقمح نقوم بتفريغها كأحد عمال شركة القناة للشحن والتفريغ، وفجأة حلق طيران العدو الإسرائيلى فوق رؤوسنا، وبدأ فى ضرب قاعدة بورسعيد البحرية التى كانت تبعد عنى أمتاراً قليلة، وكانت الوحدات البحرية تتصيد الطيران، نزلت من فوق السفينة وتوجهت لتسليم نفسى إلى معسكر الحرس الوطنى».

ويضيف: «المعسكر كان مكوناً من شباب عمال الشركات العامة، وكنّا مدربين على السلاح، ولدينا تعليمات مسبقة بتسليم أنفسنا إلى معسكر الحرس الوطنى عند نشوب الحرب، توجهت مباشرة إلى المعسكر وكان مقره فى حى المناخ أمام محطة اللنش وتسلمت بدلة كاكى وبندقية بلجيكى نصف آلى، وقسمنا إلى ثلاث كتائب، واحدة لحى المناخ والثانية لبورفؤاد والثالثة لحى العرب وكنت قائدها، وكان تكليفنا حماية محطة مياه بورسعيد وترعة المياه فى منطقة الرسوة ومحطة الكهرباء ومنطقة شاطئ بحيرة المنزلة خلف مصنع الغزل والنسيج وشاطئ البحر خلف الاستاد».

وأوضح: «استمر هجوم العدو، وحطم الطيران الإسرائيلى كوبرى الرسوة المؤدى للإسماعيلية، وكوبرى الجميل المؤدى لدمياط وتحولت بورسعيد إلى جزيرة معزولة محاطة بمياه البحر والبحيرة والقناة من كل جوانبها، وفى بداية أيام العدوان كانت مهمتنا كمقاومة شعبية إطلاق النار على الطيران المنخفض لنجبره على الارتفاع الذى يسمح لمدافع الجيش بالتعامل معه، وسرعان ما تلاحقت الأحداث سريعاً وخطب الرئيس جمال عبدالناصر واعترف بالهزيمة، وتم تغيير اسم كتائب المقاومة من الحرس الوطنى إلى اسم الدفاع الشعبى (قوات حماية الشعب) وتم استبدال أسلحتنا وتسليمنا بنادق آلية وذخيرة واستمرار تكليفنا بحماية المرافق العامة وشواطئ المدينة والتصدى لمحاولات العدو بالإبرار الجوى لقواته من المظلات أو محاولة تسلل الضفادع البشرية من البحر، والحقيقة أننى كنت معجباً جداً بمقاومة الشعب الفيتنامى فى التصدى للأمريكان، وكنت أشترى المجلات العسكرية السوفيتية من بائع الجرائد وأقلد شكل الخنادق والأنفاق المنشورة فى المجلات، ولما جاء الخبراء السوفيت لتدريبنا وشاهدوا ما فعلت أثنوا عليه وقالوا هذا ما جئنا لتدريبكم عليه».

وأكمل فرغلى حديثه قائلا: «من الأيام التى لن أنساها يوم قصف مدافع قوات الدفاع الجوى التى كانت موجودة خلف مصنع الغزل والنسيج أول عام ١٩٧٠، وكنت ومجموعة من المقاومة مكلفين بالخدمة بجوارها، بعد هبوط الليل هجم الطيران الإسرائيلى بشراسة على المدافع التسعة، لكن جنود الجيش لم يستسلموا ولم يتركوا مدافعهم وظلوا يتصدون للطيران بقوة وبسالة حتى استشهد آخر جندى ودمر آخر مدفع، وفى الصباح قمنا برفع المدافع المضروبة ونقلها، وشاهدت لحم أصابع الجنود الشهداء على المدافع المنصهرة».

وتابع «فرغلى»: «يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ كنت فى مقر منظمة الشباب وبعد الظهر توالت بيانات المعركة والعبور، وعند المساء وجدت حولى المئات من أبناء بورسعيد، فيهم طلاب ثانوى وإعدادى، ملأوا المقر والشارع المحيط طالبين أن يسافروا بورسعيد حتى يحاربوا، واستمر حشد الشباب المتحمس بجنون فقمنا بحملة تبرع بالدم وجمعنا ٥٠٠ كيس دم خلال ساعة سلمناها لبنك الدم».

Leave a Reply