جندى صاعقة: تعاملنا مع 13 دبابة بالبنادق والـ«آر. بى. جى» في «أكتوبر» – شبكة سبح الاخبارية

خليل وسط ابنائه وأحفاده و معه شهادة تقدير الصاعقة

خليل وسط ابنائه وأحفاده و معه شهادة تقدير الصاعقة


تصوير :
المصري اليوم

يحكى عريف مجند عيد محمد خليل، صاحب الـ65 خريفاً، المقيم بمنطقة الحميدات بمدينة قنا، بطولات وأحداث انتصارات حرب أكتوبر التى شارك فيها كمجند فى سلاح الصاعقة، ويتذكر أمجاد الانتصار والبطولات التى خاضها مع زملائه حتى الوصول للنصر، فيما لام على الدولة عدم تكريمها لهم أو منحهم امتيازات أسوة بالمحاربين القدامى.

يسرد خليل، صاحب البشرة السمراء والوجه الهادى، وهو جالس على «دكة» خشبية أمام منزله، ذكريات الحرب، وبجواره ابناه سياج ومحمد، وأحفاده لبناته ممسكاً فى يده «شهادة تقدير» من مدرسة الصاعقة، والتى حصل عليها فى عام 1975 قائلاً: «التحقت بالجيش المصرى بالكتيبة رقم 163 السرية الأولى التى وصلت للساتر الرملى- المجموعة 127 صاعقة بجبل عتاقة- وعقب الانتهاء من تدريباتنا المكثفة، وذلك عقب حرب الاستنزاف، التى شاركت بها أيضاً، صدرت لنا الأوامر بالتحرك من موقعنا إلى سيناء، وذلك فى أكتوبر، وتحركنا بالفعل، وبعد وصولنا قمنا بالتحرك بالقوارب من الضفة الغربية حتى الشرقية بعد التجديف بالقوارب والوصول للشاطئ، وبعدها قام سلاح المهندسين باستخدام خراطيم المياه فى السد الترابى»، مشيرا إلى أن الطيران المصرى بدأ فى الخطوة الأولى وهى ضرب «الدشم» وتدميرها بالضفة الشرقية، موضحاً أن هناك خطأ وقع به الجيش وقتها وهو تأخر سلاح المهندسين فى إقامة الجسور المخصصة للعبور للضفة الشرقية، وهو ما تسبب فى حدوث خسائر فى الأرواح بين الجيش.

وأضاف «خليل» أنه عقب الانتهاء من الساتر الرملى تم تكليف السرية بتنفيذ مهمة متمثلة فى مواجهة قوة من العدو الصهيونى والمعروفة إعلامياً بمعركة «المصاطب» وكانت تضم 13 دبابة إسرائيلية.

وتابع: «بدأنا التحرك فى وقت المغربية مع بداية غروب الشمس من مركز الكتيبة بمنطقة الجباسات بسيناء ووصلنا لمنطقة الهدف فى فترة الفجر، وتم أخذ الاستعدادات اللازمة وتوزيع القوات كل على موقعه، فشاهدنا دبابات العدو وكانت تحتاج معدات ثقيلة لتدميرها، ولم يكن معنا سوى قنابل يدوية وهجومية، إضافة إلى البنادق الآلية 7.62 × 39 ورشاشات ومتفجرات تى إن تى ومضادات للدبابات وآر بى جى، وتم توزيع السرية والتى كانت تضم 65 فرد مجند وصف وضابط، وقام سلاح المهندسين بقطع الأسلاك الشائكة وبدأ الاشتباك مع التزام كل بمهامه، وفقاً لكلمة السر المحددة والمتفق عليها بين المجموعة، وقمت بتدمير دبابتين، حيث كنت فرد آر بى حى وقتها فيما تمكنت المجموعة الأخرى من تدمير 6 دبابات أخرى وهربت الأخرى من موقع الاشتباك، وأسفرت المعركة عن استشهاد 2 من الجيش المصرى وتم أسر 3 إسرائيليين وتم تسليمهم للشرطة العسكرية».

ويسترجع بذاكرته مهمة «عيون موسى» التى كانت تضم استهداف وتدمير 3 بطاريات صواريخ خاصة بالعدو و3 مدافع 155 و3 سيارات مصفحة و3 جيب وكانت محاطة بأسلاك شائكة، حيث تم توزيع المهام على المجموعة وتفجيرها بالكامل ونتج عنها استشهاد 3 من الجيش المصرى هم: مجندان سمير عباس من مركز القوصية بأسيوط، وسعيد فهيم من القاهرة، والملازم محمود حسن، فيما تم أسر 2 من الإسرائيليين.

وذكر «خليل» أن الإسرائيليين كانوا يعتقدون حتى هزيمتهم فى أكتوبر أنهم هم أصحاب الأرض بسيناء، مشيراً إلى أن أحد الإسرائيليين قال له «إنكم مهما فعلتم هذه الأرض ملك لنا»، وأضاف أنه أصيب بطلق نارى فى قدمه أثناء الاشتباك مع الإسرائيليين فى كمين المضايق بالإسماعيلية بعد تدمير إحدى البنايات بالمنطقة، مشيراً إلى أنه تعرض لموقف طريف عندما انتهت المجموعة من تدمير البناية ونظراً للأدخنة الكثيفة والدمار بالمنطقة غادر زملاؤه المكان، وقد نسوه فاضطر إلى الزحف داخل حطام البنية، وأثناء اختبائه وسط مكان مظلم سمع إحدى الاستغاثات فقام بالزحف فشاهد مجنداً إسرائيلياً يريد أن يشرب عن طريق الإشارة فأطلق عليه الرصاص من مسدسه خوفا من أن يكون كمينا له.

وهنا قاطع العريف «خليل» ابنه الأكبر «سياج» وذكره بكمين الممرات، فقال: «كنا متواجدين به وفوجئنا بقدوم 5 دبابات إسرائيلية قادمة علينا وكنا وقتها غير مستعدين فقسمنا أنفسنا لمجموعات وقمنا بتجميع الآر بى جى المتواجد بحوزتنا إضافة للقنابل الهجومية وتم التعامل معهم وتدميرها وأسر جميع الإسرائيليين».

وتابع «خليل»: «نسيت جزئية مهمة متعلقة بإصابة النقيب محمود منصور محمد، قائد السرية، حيث أصيب بطلقات نارية فى الظهر عقب عبور الساتر الرملى، وطلبت منه العودة وأن أحمل سلاحه فرفض وأصر على استكمال المعركة وذكرنا بالتدريبات والوصول لهذه اللحظة الحاسمة والتى ينتظرها الوطن حتى تمكنا من الوصول إلى جبل الطور، وهنا حاصرتنا دبابات العدو وتبادلنا النيران حتى وصلت تعزيزات من الكتيبة وفرت دبابات العدو». وأثناء حديثه عن ذكرياته جلس 5 من أحفاده لبناته الثلاث من إجمالى 9 أحفاد ينظرون إلى جدهم وهو يحكى بطولاته فى الحرب وصولا للنصر وتحرير الأرض من العدو وأمسكت إحدى حفيداته صورة تكريمه من مدرسة الصاعقة مفتخرة بجدها البطل.

وعن اهتمام الدولة بمحاربى أكتوبر علق قائلا «أنا زعلان من الدولة علشان تجاهلتنا رغم أننا الآن قلة موجودة حاليا فى الحياة»، مشيرا إلى أنهم لم يحظوا بأى مميزات سواء أكان معاشا تأمينيا أم تأمينا صحيا أو كارنيها مخفضا للسكك الحديدية أسوة بالمحاربين القدامى، مطالباً الدولة بتكريمهم وعلاجهم بالمجان، خاصة أنه يعانى من آلام بالساقين والعظام.

Leave a Reply