رئيس عمليات الصاعقة في «أكتوبر»: الجيش ظُلّم في «67».. ومبارك «طيار مُحترف» (حوار)- شبكة سبح الاخبارية

- اللواء أحمد شوقى وحفيدته ياسمين

– اللواء أحمد شوقى وحفيدته ياسمين


تصوير :
سمير صادق

في الذكرى الـ44 لنصر أكتوبر، تحاور «المصري اليوم»، المقدم أحمد شوقي الحفني، الذي تولى موقع رئيس عمليات الصاعقة في الحرب. تحدث عن دور الصاعقة في المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، والدروس المستفادة، وكيف خرج الجيش من الهزيمة إلى التهيئة من جديد لنصر عسكري.

وإلى نص الحوار:

– ما رسالتك لحفيدتك ياسمين والجيل الحالي عموما؟

نصر أكتوبر يُعني وضوح الهدف والإيمان بالقضية، وشجاعة القرار، وتلاحم الجيش والشعب، والثقة بالنفس والتوظيف الجيد للإمكانات، والتجهيز المسبق. هناك تهيئة للشعب في الداخل وكسب الرأي العام العربي والعالمي بمعركة دبلوماسية ضخمة.

– ما الدروس المستفادة من الحرب؟

المواقف تتشابه. في الحرب خرجنا من هزيمة إلى نصر، ونحن الآن في وضع صعب نريد الخروج منه. لقد بدأنا برفض الهزيمة بعد 1976 وعلينا رفض الواقع الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والحضارى الذي نحن فيه. بدأنا بإعادة تأهيل وتنظيم القوات المسلحة وإحلال المؤهلات العليا والمتوسطة محل «الجنود العادة»، وقد حصلنا على مخرجات أفضل من السلاح بسبب ذلك، وبالتالى علينا الآن في معركتنا الجديدة إجراء إصلاح شامل وعاجل للتعليم. ويتعين على القيادة حالياً أن «تدخل دماغ الشعب»، وأن تقيم تفاعلاً إيجابياً مع المواطنين، وهذا لن يتم إلا بالشفافية، وبإعلام وطني صادق وقادر ومهني يخاطب الذهن بلغة تناسب العصر، وتليق بالتحدي الذي نواجهه.

– وهل الواقع يتجه إلى ذلك؟

أدعو إلى تهيئة الرأي العام للقرارات، وتجنب سياسة الصدمات خاصة أننا في حالة حرب مضادة وإعلام مضاد يستغل نفسية من تم مصادمتهم بالقرار أسوا استخدام، ومع التعليم يجب العناية بالصحة، وقد كان من المفارقات الصارخة مع إعادة تشكيل القوات المسحلة بعد هزيمة 67 أن اكتشفنا أن المقبولين كطيارين كانوا 3 من كل ألف، وكانت النسبة في إسرائيل 36 طياراً، لذا لم تكن صدفة الاهتمام بالدفاع الجوي.

– أنت قلت 67 كانت هزيمة ضخمة فهل كان 73 انتصاراً ضخماً؟

كانت هزيمة ضخمة بالفعل ولا أسميها نكسة، لكن الانتصار كان عظيماً، وهذه ليست مجرد شهادة انفعالية، هناك أسباب موضوعية تماما لذلك، فقد قال موشي ديان، إن المصريين بحاجة إلى 50 عاماً لكي يقوموا، وها نحن نستفيق بل ونحقق النصر بعد 6 سنوات. الهزيمة كانت هزيمة عسكرية بينما النصر شاركت فيه كل أجهزة الدولة، لم تكن مجرد معارك عسكرية أو أعمال قتال ولكنها كانت حربا بالمعني الكامل. انتصرنا ونحن خارجين من هزيمة ضخمة بروح معنوية متدهورة على عدو يفترض أنه كان في أعلى معنوياته، كذلك فإن الاتحاد السوفيتي كان يساعدنا لكن أمريكا كانت تعتبر أمن إسرائيل جزء منها.

– هل قللت خسائر تطوير الهجوم والثغرة من قيمة النصر؟

قيل إن الجيش الإسرائيلي لا يُقهر وقهرناه. كان التدخل الأمريكي واضحا بجانب إسرائيل، وتم تكليفي بالذهاب في مهمة مع قائد الصاعقة العميد نبيل شكري، باتلواجد في خطة كاملة للقضاء على الثغرة، وكان هناك ما يكفى من القوات لها، وتم توزيع المهام، غير أن كيسنجر قال للسادات في أسوان «إننا لن نسمح بنصر آخر لمصر».

– هل تعني أنه بغض النظر عن الخلاف حول تقييم قرار السادات بتطوير الهجوم ليلة 14 أكتوبر فإن المعارك كانت ستتوقف عند هذا الحد؟

كان منطق كيسنجر في تعامله مع السادات واضحاً. قال أنتم هنا على الضفة الشرقية وهم هناك في الدفرسوار، وبالتالي يجب أن نبدأ التفاوض ولا طريق آخر، والخلاصة أنه رغم التأثير السلبى لقرارات سياسية أحيانا، لكن النصر وفق المعطيات الواقعية احتفظ ببريقه ولهذا لاتزال إسرائيل تحاول أن تمحو آثاره أو تشوهه، ولم تفلح عبر كل تلك السنين.

– كنت رئيس عمليات معركة رأس العش في يوليو 1967، أي بعد الهزيمة بثلاثة أسابيع. ما الذي قلته لحفيدتك ياسمين عن تلك المعركة؟

أكدت لها ما قلناه كثيراً. الجيش المصرى ظلم في حرب 67 ولم تتح له فرصة القتال. كان مبدأ «موالى وآمن»عند اختيار القيادات سائدا، ولم تبدأ بواكير النصر إلا بتغيير هذا النهج المدمر على يدى الفريق محمد فوزي، الذي أعاد تنظيم الجيش لاحقا. معركة رأس العش دارت في اليوم الأول الذي تولى فيه اللواء أحمد إسماعيل قيادة الجبهة ( أول يوليو 1967) حيث تقدمت قوة إسرائيلية شمالا من مدينة القنطرة شرق ـ شرق القناة ـ في اتجاه بور فؤاد لتحتل بورسعيد، وتلك كانت المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم تحتلها إسرائيل أثناء حرب يونيو. كان يدافع عن رأس العش ـ جنوب بور فؤاد ـ قوة صاعقة عددها 30 مقاتلا كل ما لديها اسلحة خفيفة في النهاية بينما كان مع القوة الإسرائيلية 10 دبابات وقوة مشاة ميكانيكا في عربات نصف جنزي، فضلا عن طائرة استطلاع، وقارب، ووقت كاف للتحضير للهجوم دون عوائق. استمات المقاتلون المصريون بشكل مذهل في صد الهجوم الاول وافقدوا العدو 3 دبابات، ثم الثانى الذي استمر معظم الليل إلى ان انسحبوا. كان عبدالناصر يتابع المعركة ولم ينم إلا بعد انتهائها وكافا كل من اشترك فيه.، وظل قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء الذي ظل تحت السيطرة المصرية حتى نشوب حرب أكتوبر 1973. لقد أثرت المعركة بشكل فعال في معنويات الجيش والشعب وبدأ الكل يدرك إننا نستطيع، أتمنى أن يدرك جيل ياسمين هذا المعنى ويتمثله ولاتهتز ثقته بنفسه أبدا عند الشدائد.

– هل أدت الصاعقة دورها كاملاً في الحرب؟

في المرحلة الأولى حققنا انتصارات. الصاعقة كان لها دور حيوي لأنه قيل إن من سيعبر القناة لن يعود بسبب قاذفات اللهب التي يمكن أن تجعل القناة جحيما. ومع ذلك كانت الصاعقة في موجات الهجوم الأولى وأكبر دليل على نجاحنا أن العدو ظل 3 أيام لم يستخدم احتياطياته وقد كانت مهمتنا الأساسية تعطيلها إلى أن يتم الاقتحام ثم العبور. إذا فقد نجحنا.

– عرفنا من الذي ابتكر المدافع المائية لكن من الذي فكر في سلم الحبال والتسلق بحبل العقد في العبور؟

كان مدير معهد المشاة العميد أركان حرب أحمد سري، يزور الصاعقة ليأخذ مقترحات لتسلق الساتر الترابي، وقدمني إليه العميد نبيل شكري قائد الصاعقة. ولما سألني قلت له الجبل أمامك فانظر كيف نتسلقه؟ ومن ثم كنت صاحب مقترح سلم الحبال وحبل العقد. ولا أعرف هل ذلك مما فكر فيه غيري من قبل أم لا.

-هل جرى الاحتكاك بالصاعقة الإسرائيلية؟

لم نحتك بها ولكن بالاحتياطي وكانت قوات مشاة ميكانيكي.

– ما رأيك في دور مبارك؟

مبارك كان طيارا محترفاً، وساهم في بناء القوات الجوية، وخطط لدورها في الحرب، لكنه كسياسي محل جدل يستمر طويلاً، الطيار غير السياسي.

Leave a Reply