تصوير :
أيمن عارف
قال الدكتور حسين خالد، رئيس القطاع الطبى بالمجلس الأعلى للجامعات، وزير التعليم العالى الأسبق، إن النظام الجديد لدراسة بكالوريوس الطب 5 سنوات وسنتى امتياز، سيبدأ تطبيقه اعتبارا من العام الجامعى المقبل، مشددا على أنه لا مجال لتأجيل تطبيقه الآن، خاصة بعد موافقة مجلس الوزراء عليه، لافتا إلى أنه حان وقت تطوير التعليم الطبى.
وأضاف فى حواره لـ «المصرى اليوم»، أنه تم الانتهاء من المقررات الدراسية الجديدة، وأن خلال هذا العام سيتم تدريب الكوادر وأعضاء هيئة التدريس على النظام الجديد، موضحا أنه لا يمكن للطالب ممارسة الطب بعد 5 سنوات بدون سنتى الامتياز واجتياز الاختبار الموحد للحصول على تصريح مزاولة المهنة، مشيرا إلى أن هذا النظام جاء لإنقاذ كليات الطب من خطر عدم الاعتراف بها دولياً.. وإلى نص الحوار:
■ بداية ما التعديل الذى وافق عليه مجلس الوزراء بشأن تخفيض عدد سنوات دراسة الطب؟
– مجلس الوزراء وافق على مشروع قرار بتعديل نص المادة 154 من اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات الصادر بالقانون رقم 49 لسنة 1972، والخاصة بمدة الدراسة لنيل درجة البكالوريوس فى الطب والجراحة لتكون 5 سنوات دراسية بنظام الساعات أو النقاط المعتمدة، يعقبها دراسة بكلية الطب لمدة سنتين تأسيسيتين للتدريب الإكلينكى، ويليها عقد امتحان عام كشرط لمزاولة المهنة فى مصر من خلال هيئة التدريب الإلزامى التى صدر بها قرار مجلس الوزراء رقم 210 لسنة 2016، وذلك من منطلق الحرص على الإعداد الجيد للكوادر المؤهلة وتطوير منظومة التعليم الطبى بالجامعات المصرية.
■ هل هذا يعد تخفيضا لسنوات دراسة الطب.. وهل يمكن للطالب ممارسة المهنة بعد الـ5 سنوات؟
– أولاً لا يحق نهائيا أن يمارس أحد الطب بعد انتهاء الـ5 سنوات الخاصة ببكالوريوس الطب، لأنه فى ذلك الوقت يكون بلا قيمة، ولكن لابد أن يقضى سنتى امتياز للتدريب الإكلينيكى، وهذا لا يعد تخفيضا لعدد سنوات الدراسة، لأن النظام القديم كان 6 سنوات بالبكالوريوس وعام إكلينيكى «امتياز»، يعنى الـ7 سنوات لم يتغيروا، ولكن الهدف من زيادة الامتياز هو زيادة الخبرات العلمية والعملية للأطباء قبل التخرج وممارسة المهنة، ما يعود بالنفع على مستوى الخريج نفسه، إضافة إلى تطور مستوى المنظومة الطبية فى المستشفيات من خلال خريجين قادرين على تقديم أفضل خدمة طبية.
■ ما سبب إجراء هذا التعديل الآن؟
– السبب الأول وجود إحساس عام أن التعليم الطبى فى تدهور، بالإضافة إلى حالة عدم الرضا بين المرضى والطلاب وأعضاء هيئة التدريس عن المنظومة.
أما السبب الثانى فيكمن فى أن المجلس العالمى للتعليم الطبى، أعلن عدم الاعتراف بشهادة الطب المصرية إذا لم تحصل على الاعتماد قبل سنة 2023، بما يعنى أن شهادة الطب لن يعترف بها من الأساس، والأمر ليس مجرد اختبار معادلة كما هو الحال الآن، وبالتالى النظام الجديد جاء لإنقاذ كليات الطب المصرية من خطر عدم الاعتراف الدولى، ولكى تحصل كليات الطب على هذا الاعتماد يجب أن تتماشى النظم الدراسية والمقررات مع النظم المتبعة عالمية، خاصة أن المقررات لم تتغير من سنة 1911، بينما العالم كله تغير وأصبح النظام العالمى 5 سنوات دراسة نظرية وعامين للإكلينيكى.
■ متى بدأ القطاع الطبى بالمجلس الأعلى للجامعات العمل على هذا المقترح؟
– بدأنا العمل على النظام الجديد بالقطاع الطبى منذ عامين، حيث شكلنا لجنة فرعية تحت إشراف الدكتورة نادية بدراوى، وتم زيارة جميع كليات الطب فى مصر، واجتمعت مع الأساتذة والطلاب واستمعت لشكواهم ومقترحاتهم، وطرحت عليهم النظام الجديد، وسماع آرائهم وتعليقاتهم، لمراعاتها فى النظام الجديد، حتى أصبح هناك شبه إجماع على تطبيق النظام، لكن قبل التطبيق كان لابد من تعديل القانون، خاصة المادة 154 التى تنص على مدة الدراسة بكليات الطب، وهو ما تم رفعه لوزارة التعليم العالى ومنها إلى مجلس الوزراء الذى وافق على التطبيق.
كما أن النظام الجديد يسمى النظام التكاملى، وبه 3 طرق لتحقيقه، الافقى والرأسى والدائرى، وجميعها طرق تمنع تكرار نفس المواد فى السنوات المختلفة من الدراسة، ما يعطى فرصة للطالب للتدريب الإكلينيكى الكامل، فضلا على الحصول على خبرات والأداء الطبى الأفضل، مقارنة بعام واحد إكلينكى.
■ متى يتم تطبيق النظام الجديد؟
– يبدأ تطبيق النظام الجديد بداية من العام الجامعى الجديد، 2018/2019، وخلال العام الجارى سيتم تدريب الكوادر وأعضاء هيئات التدريس بكليات الطب على النظام الجديد، وحاليا هذا هو التحدى أمام لجنة القطاع الطبى بالمجلس الأعلى للجامعات، من أجل أن نكون جاهزين للتطبيق مع العام المقبل.
■ ماذا عن المقررات الدراسية الجديدة؟
– تم الانتهاء من كافة المقررات الجديدة، ووضعنا 3 نماذج للمقررات الطبية، والكليات هى التى تختار النظام الذى يتناسب معها، وجميعها أنظمة تحقق نفس الغرض والهدف من التطوير، ولكن بأساليب مختلفة.
■ لكن هناك تخوفات من الامتحان الموحد؟
– النظام الجديد سيتم تطبيقه اعتبارا من العام المقبل، يعنى على الحاصلين على الثانوية العامة العام المقبل، وهذا يعنى أن الطالب أمامه 5 سنوات دراسة بكالوريوس، وسنتان تدريب إكلينيكى، يعنى 7 سنوات قبل أن يصل إلى الاختبار الموحد للحصول على تصريح مزاولة المهنة، وخلال هذه الفترة سيكون تم تدريب جميع الطلاب على الاختبار الموحد بشكل جيدا، ما يضمن له كيفية النجاح به، خاصة أنه سيكون بمثابة اختبار لما تمت دراسته خلال عامى الامتياز، وليس شيئا آخر، وحتى لو افترضنا الرسوب فى الاختبار يستطيع الإعادة مرة أخرى خلال 3 شهور من تاريخ الاختبار السابق.
■ هل هناك إمكانية لتأجيل تطبيق النظام الجديد لحين التأكد من نجاح المنظومة؟
– لا تأجيل، حان وقت التطوير فى التعليم الطبى، الذى يمثل حاجة مهمة جدا للشعب المصرى، لأن الطب مسألة مهمة، وتؤثر بشكل كامل على كل مناحى الحياة، وهذا النظام سيرفع من أدائه التدريبى والتدريسى طوال فترة الدراسة، وطالما نسير على نفس النهج التعلمى الدولى يكون اعتماد الشهادة الطبية فى الخارج سهلا، وسيكون له مردود على أداء المستشفيات فى مصر.