«نسور أكتوبر»: مبارك قائد عسكرى ممتاز.. ولا يوجد ما يسمى «قائد أول ضربة جوية»- شبكة سبح الاخبارية

مبارك مع الرئيس السادات وكبار القادة فى غرفة عمليات حرب أكتوبر

مبارك مع الرئيس السادات وكبار القادة فى غرفة عمليات حرب أكتوبر


تصوير :
المصري اليوم

أسقطت ثورة 25 يناير الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونظامه بعد حكم لمصر استمر نحو ثلاثة عقود، إلا أن مبارك يظل واحداً من أهم قادة نصر أكتوبر المجيد، فما فعله مبارك وهو قائد للقوات الجوية أثناء الحرب، يختلف كثيراً عن طريقة إدارته لمصر وقت السلم.

وأشار اللواء طيار محمد هديب، أحد أبطال حرب أكتوبر، إلى أن التخطيط للمعركة الجوية فى حرب أكتوبر كان متميزاً للغاية، ويصيف: «كنت فى هذا الوقت ضابط طيار برتبة ملازم أول أقود مروحية هليكوبتر هجومى، نفذنا عدداً كبيراً من عمليات الإبرار وإنزال قوات الصاعقة خلف خطوط العدو، ومبارك ومن معه من المعاونين سواء رئيس أركان القوات الجوية أو رئيس شعبة العمليات الجوية وغيره من رؤساء الشعب وقادة الألوية عملوا جميعاً فى منظومة واحدة، وكانت أهداف عملياتنا واضحة وهى تمهيد الأرض لعبور قوات المشاة والمدرعات عبر ضرب مراكز السيطرة والقيادة ومطارات العدو فى سيناء مثل مطار المليز وسط سيناء، وضرب مجمعات المدفعية والمدرعات القريبة من الشاطئ الشرقى للقناة، وفى النهاية من يأخذ «البرستيج» هو قائد القوات الجوية، ولكن مبارك استحق عن جدارة أن ينال هذا «البرستيج» لأنه كان قائداً عسكرياً رائعاً بكل المقاييس، وأنا هنا أتحدث عن الحرب ولا علاقة لى بالسياسة وفترة حكمه ولا ثورة 25 يناير التى اندلعت ضد نظامه، وعلينا ألا ننسى أن مبارك أو غيره من القادة لا يمكن أن ينجحوا دون معاونيهم، ووزارة الدفاع وحدها لا تستطيع القيام بالحرب بل تحتاج معاونة وزارات المالية لتوفير الأموال والاقتصاد ووزارة البترول لتوفير الوقود وغيرها من الجهات».

وتابع «هديب»، لست مبالغاً إن وصفت مبارك القائد العسكرى بـ«فوق الممتاز»، كان كل قادة ألوية القوات الجوية والضباط والجنود يحبونه، لأنه كان يعمل 24 ساعة فى اليوم ولا يذهب إلى منزله، كان يمر على جميع المطارات طوال الوقت ويلبى أى طلبات ناقصة، كما كان يتميز بقدرة غير عادية على حفظ أسماء جميع الطيارين كاملة ويتابع الحالة المعنوية للضباط والجنود، وكان مكتبه مفتوحاً طوال الوقت لأى قائد أو ضابط يريد أن يعرض عليه أى شىء.

وأكد اللواء طيار محمد أبوبكر، أحد أبطال حرب أكتوبر، أنه لا يوجد ما يسمى «قائد الضربة الجوية»، فلا توجد ضربة جوية ينفذها شخص واحد، بل ينفذها ويخطط لها مجموعة كبيرة، مثل رئيس شعبة العمليات الجوية الذى يضع توقيتات إقلاع الطائرات وكان وقتها اللواء طيار أركان حرب صلاح المناوى، وهذا يحتاج إلى دقة متناهية لأنك تأمر بإقلاع مجموعة طائرات مختلفة السرعة والطرازات من مطارات مختلفة وتحتاج دقة متناهية فى حسابات الإقلاع لكى تتقابل فى نقطة معينة فى وقت محدد لتنفيذ الضربة.

وأضاف أن قائد القوات الجوية يصدق على الخطة ويراجعها مع رئيس الشعبة وقادة الأولية، متابعاً: «فى 14 نوفمبر عام 1969 كنت ضابط مقاتلات بعد 4 أيام من اشتباكى مع أول طائرة فانتوم وإصابتها، كنت ضابط نوبتجى فى غرفة العمليات فى هذا اليوم والساعة الرابعة فجراً، جاء لى العميد طيار حسنى مبارك، رئيس أركان القوات الجوية فى غرفة عمليات القاعدة المتقدمة على الجبهة، وكون إنه يأتى الساعة الرابعة فجراً لكى يستطلع ويمر على القواعد الجوية فى الفجر معناه أنه رجل منضبط».

وقال: «فى شهر يوليو عام 1973 بعد انتقالى من أسراب المقاتلات إلى الكلية الجوية كمعلم برتبة نقيب طيار لزيادة أعداد الطيارين الخريجين، جاء مبارك وهو قائد للقوات إلى مطار مرسى مطروح، وكان المطار معد لتدريب الطيارين فى المرحلة المتقدمة ومر على هذا المطار ووجدته يستطلع عدد الطيارين الذين سيتخرجون ويراجع مستوى الطيارين وحضر بنفسه واطلع على دفتر الضباط الخريجين، وقد عاصرته أيام المقاتلات عندما كان يواصل الليل بالنهار فى العمل فمن الصعب ألا تجد مبارك فى مكتبه بقيادة القوات وهو يتمتع بذاكرة قوية جداً ووضح ذلك من مجرد مقابلتى معه فى 14 نوفمبر 1969 ثم المرة الثانية فى يوليو 1973 بالرغم من مقابلتى له لفترة صغيرة، إلا أنه بعد الحرب تذكرنى جيداً، ففى مقابلتى له فى المرة الأولى علم أننى تزوجت حديثاً، وعندما انتهت الحرب وزارنا فى عام 1974 ليهنئ طيارى الكلية الجوية لاشتراكهم فى الحرب، وعندما رآنى سألنى اشتركت فى الحرب؟ وقالى إنت محمد أبوبكر حامد محسن».

وتابع: «مبارك فى حد ذاته ليس سيئاً ولكن من حوله عندما تولى الرئاسة ليسوا فى نشاطه وكان حوله نفاق غير طبيعى، ورغم أنه وقع على جزاء كاد أن ينهى مسيرتى فى الطيران إلا أننى أشهد بالحق عنه، فعندما زارنا بعد الحرب سأل مدير الكلية الجوية: عندك كام شهيد؟ فرد عليه العميد طيار إبراهيم شاكر قائلاً عندى اثنين، ملازم أول طيار مصطفى حافظ وملازم أول طيار أحمد التهامى، فوقفت فى مكانى وقلت له إن الرائد هانى حسن استشهد أمامى وطائرته رشقت فى الأرض أمام عينى، لأنه كان قائداً للسرب الذى كنت أحد مقاتليه فرد مدير الكلية الجوية العميد طيار إبراهيم شاكر، قائلاً: لسه بندور عليه، فوجه مبارك كلامه لى: إنت إزاى تكلم القائد بتاعك كده؟ فقلت (لقد رأيت حسن استشهد بعد إصابته لطائرة إسرائيلية)، فوقع مبارك قرارا بنقلنى من الكلية الجوية إلى مجموعة المعاونة الجوية إلحاقاً على قوة الجيش، وهذا معناه التوقف عن الطيران، واستمر هذا الوضع لمدة 6 أشهر، عندما توجهت إليه فى مكتبه وكان اللواء جمال عبدالعزيز سكرتيراً له فى قيادة القوات الجوية ودخلت له وطلبت رفع الجزاء فوافق».

أما اللواء طيار هشام الحلبى، فيقول: القوات المسلحة كلها ومنها القوات الجوية تعمل فى منظومة متكاملة، كل القوات تتعاون لتنفيذ المهمات القتالية، وحسنى مبارك عندما كان قائداً للقوات الجوية كانت معه منظومة متكاملة أفرزت نجاحات كبيرة أشهرها الضربة الجوية الأولى التى شلت قوات العدو لفترات طويلة مكنت قواتنا من العبور والتقدم بعد الضفة الشرقية للقناة، وأنا لا أتفق مع مصطلح «قائد الضربة الجوية الأولى»، لأن هذه الضربة تمت بمعاونة أسلحة كثيرة وقادة كثر مع مبارك داخل القوات الجوية فهناك من خطط ومن أدار ومن نفذ، كما أنه مصطلح غير عسكرى بالأساس.

وأضاف: مبارك كان قائداً متميزاً فى تاريخ القوات الجوية، وقاد القوات بشكل تكتيكى متميز حقق نجاحات ضخمة، لكنه لم يفعل كل شىء بمفرده، وما صدر للرأى العام مصطلح قائد الضربة الجوية الأولى هو الإعلام، الذى «نفخ» بشدة فى مبارك بعد توليه منصب رئيس الجمهورية بعد مقتل الرئيس السادات، لكن لا ننسى أن مبارك ومجموعته من طيارى وضباط القوات الجوية قاموا بـ3 بطولات، هى: إعداد القوات الجوية للحرب، والحرب نفسها، ونقل خبرتهم بشكل محترف وأمين للأجيال التالية لهم.

Leave a Reply