كشف الدكتور محمود هاشم عبدالقادر، أستاذ كيمياء الليزر بجامعة القاهرة، ورئيس الجامعة الألمانية، عن مجموعة من الابتكارات التي تضع حلولا علمية وعملية لعديد من المشاكل فى المجالات الصحية والغذائية والبيئية، أبرزها الابتكار الخاص بمكافحة البعوض الناقل للأمراض، خاصة أنواع البعوض الـ3 «الأييديس» المسبب لمرض حمى الضنك، المنتشر بكثرة فى مدينة القصير في البحر الأحمر، وفيروس زيكا، و«الأنوفيليس» الناقل لمرض الملاريا، و«كيولكس» المسبب لمرض الملاريا، ورغم عدم وجود علاج لهذه الأمراض، لكن يمكنه القضاء عليها من المنبع عن طريق قطع دورة حياة البعوض الناقل لها، وتصل نسبة القضاء على يرقات البعوض المسببة لحمى الضنك وفيروس زيكا إلى 100%.
وسجل «هاشم»، فى 15 سنة، 9 براءات اختراع مع فريقه البحثي، وتم تسجيلها دوليا فى المنظمة الدولية لحقوق الملكية الفكرية «WIPO»، وأكاديمية البحث العلمي بالقاهرة، داعيا وزارة الصحة إلى الأخذ به في القضاء على حمى الضنك المنتشرة بكثرة في محافظة البحر الأحمر منذ أسابيع.
وقال، فى تصريحات لـ«المصري اليوم»، إن الابتكار الجديد يعتمد على استخدام تكنولوجيا الطاقة الضوئية، ويتم رش المستنقعات أو التجمعات المائية أو خزانات المياه بمادة الكلوروفيل المستخلص من النباتات، والمعتمد من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA»، كمكمل غذائي، لتتغذى عليه يرقات البعوض، ويلي ذلك حدوث تفاعل ضوئي كيميائي في وجود أشعة الشمس، منتجا «أكسجين» نشطا داخل أنسجة اليرقات ليفتك بها.
وأضاف أن هناك اعترافا وتقديرا عالميا بابتكاره وتم تسجيله كبراءة اختراع دولية بمنظمة «WIPO» وسجل في 170 دولة، ويتم بالفعل تطبيقه حقلياً منذ عام 2008 في أوغندا وإثيوبيا والسودان عن طريق جهة سيادية، موضحا أن هذه الدول أشادت بكفاءة وأمان الابتكار، لافتا إلى أن المستخلص النباتي يتمتع بدرجة أمان عالية، وأثبتت التطبيقات الحقلية أنه لا يؤثر تماما على النظام البيئي.
وتابع: «تم الاعتراف بالابتكار من قبل منظمة الصحة العالمية بجنيف (WHO) فى 2015 كأحد أنظمة مكافحة يرقات البعوض، بعد دراسة الملف لمدة تزيد على عام بواسطة خبراء المنظمة الدولية وبعد مناقشته تفصيليا مع المخترعين، وطلبت وزارة الصحة بالبرازيل الاستعانة به لمكافحة فيروس زيكا، وبالفعل تم إلقاء المحاضرة الرئيسية والافتتاحية للمؤتمر العالمى الـ15، بريو دى جانيرو، وسافر الدكتور وليد عبدالعزيز، والدكتور طارق الطيب، من الفريق البحثى، لإجراء التطبيقات الحقلية لاستخدامه، وتم النجاح فى توقيع اتفاقية مع شركة برازيلية لتطبيق المنتج على مساحة 2 مليون كيلو متر».