تواصلت الفرحة فى مدينة الرقة ابتهاجا بتحريرها من قبضة «داعش» والتخلص من سطوته وقوانينه الصارمة على أهالى المدينة، ومزقت امرأة سورية جلبابها الأسود فرحا بخروج التنظيم من عاصمته السابقة، وخلعت السيدة السورية الزى الذى فرضه التنظيم على النساء منذ 2014، وتركزت الاحتفالات فى «دوار الجحيم» بالمدينة، وغرس مواطنون أكراد العلم الكردى على الدوار، الذى كان يعلق «داعش» عليه رؤوس معارضيه بعد قطع رقابهم على الساحة، وذكر أهالى المدينة ومقاتلون أكراد كيف أحرق «الدواعش» الكتب والروايات الأجنبية وعلب السجائر فى الدوار، ما دفع سكان المدينة لتسميته «دوار الجحيم»، وتدفق مقاتلو سوريا الديمقراطية، رافعين أعلامهم الصفراء فى لحظة رمزية تسجل انتصارا سعوا لتحقيقه منذ أشهر، وأدوا رقصة الدبكة التقليدية، فيما تقوم القوات الكردية بتمشيط المحافظة بحثا عن أى خلايا نائمة. وقالت قائدة حملة «غضب الفرات»، روجدا فلات ملوحة، بالعلم الكردى: «هذا هو المكان الذى استخدمه (داعش) لقطع رؤوس الأبرياء المتهمين برفض خدمته»، وأسفرت 4 أشهر من المعارك فى الرقة مدعومة بحملة قصف جوى مكثفة من مقاتلات التحالف الدولى عن تدمير شبه كامل للمدينة، إلا أن أهاليها عبروا عن سعادتهم البالغة بتحريرها، وقالت «أم عبدالله» التى هربت من المدينة قبل 3 أعوام: «قطعوا رأس ابن أختى هنا، جلدونى 4 مرات لمخالفات حول النقاب». وقالت: «أتمنى أن تعلق رؤوس مقاتلى (داعش) على نفس السياج مثلما عذبونا».
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سيلو، أمس، إن القوات الكردية ستسرع حملتها ضد «داعش» فى دير الزور، بعد هزيمته بالرقة، وأعلن مصدر عسكرى سورى، أمس، مقتل اللواء عصام زهر الدين، قائد اللواء 104 فى الحرس الجمهورى السورى، بانفجار عبوة ناسفة فى حويجة سَقَر قرب دير الزُّور، وأعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان مقتل حوالى 650 مدنيا، بينهم 300 طفل وسيدة، وإصابة أكثر من 1700، على يد قوات النظام وروسيا خلال 40 يوما من العمليات العسكرية فى دير الزور، مؤكدا نزوح 150 ألف مدنى بسبب المعارك والغارات. وأفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان باندلاع قتال عنيف بين المسلحين الأكراد مع «داعش» فى الريف الجنوبى للحسكة، ويتركز على 3 محاور عند مشارف بلدة مركدة، المعقل الأخير للتنظيم فى الحسكة.
وقال رئيس الأركان الإيرانى، الجنرال محمد باقرى، إن بلاده لن تقبل الانتهاكات الإسرائيلية فى سوريا، وأضاف خلال زيارته لدمشق وقبر السيدة رقية بن الإمام الحسين، إن انتهاكات النظام الصهيونى فى سوريا فى أى وقت يشاء غير مقبولة، وتعهد بمحاربة إسرائيل والمسلحين السنة، وبحث باقرى تعميق التعاون العسكرى مع دمشق، وقال: «رسمنا الخطوط العريضة لهذا التعاون»، بينما اتهم رئيس الأركان السورى، العماد على أيوب، واشنطن بمحاولة إعاقة تقدم قواته ضد الإرهاب.