في ميلان بولاية أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، ولد الرجل الذي أضاء العالم، توماس ألفا أديسون، في 11 فبراير 1847 وكانت والدته مدرّسة أطفال.
لما بلغ السابعة هاجرت أسرته بسبب ضعف مواردها المالية إلى بورت هيورن في ميشيجان وعاشت في ظروف أشد فقراً ولم يتلق إديسون التعليم بمدارس الدولة إلا ثلاثة أشهر فقط فقد رأي فيه مدير المدرسة تلميذا بليدا وتولت أمه بنفسها تعليمه وتنشئته وتفرغت له إذ تركت تدريس الأطفال بعد زواجها وأكمل إِديسون تعليمه في البيت لثلاث سنوات، وعندما بلغ العاشرة أعطته أمه كتاباً مبسطاً في الفيزياء التجريبية فقرأه بنهم واختبر كل ما جاء فيه بنفسه وأقام في العام التالي مختبراً كيمياوياً صغيراً في البيت وبسبب حاجته المادية لمزيد من المال لشراء الأجهزة والأدوات والمواد المعملية وهو في الثانية عشرة، كان يبيع الصحف بالقطار بين بورت هيورن وديترويت ونقل معمله من البيت لعربة البضائع بالقطار كسباً للوقت، فلما بلغ الخامسة عشرة اشترى آلة طباعة صغيرة وأصدر صحيفة بصفحة واحدة سماها الهيرالد الأسبوعية كان يطبعها وينشرها ويبيعها في القطار.
وفي 1863، وحين كان في السادسة عشرة، تعلم مبادئ البرق اللاسلكي وشغل وظيفة عامل تلغراف طوال السنوات الأربع التالية، وفي 1868 عندما كان يعمل بشركة للبرق اللاسلكي.
في بوسطن اشترى كتاب فارادي بحوث تجريبية في الكهرباء، وكان نقطة تحول في حياته وفي 1869 سافر لنيويورك واكتُشفت مقدرته في إصلاح أعطال جهاز الإرسال المركزي فعُين في وظيفة ذات مرتب عال نسبياً، لكنه فقد الوظيفة بسبب اندماج مؤسسته في شركة أخرى. وما لبث أن أجرى تحسينات مهمة على جهاز البرق الكاتب العائد للشركة التي كافأته بمبلغ كبير في 1870فأنشأ مصنعاً في نيويورك لصنع أجهزة البرق الكاتبة وذاع صيته وقام بتطوير الجهاز وصمم في 1873 البرق اللاسلكي الثنائي الإشارة، أي يمكن به إرسال إشارتين في آن واحد وفي سلك واحد في الاتجاه نفسه ثم صمم الجهاز رباعي الإشارة، وأتبعه بالجهاز سداسي الإشارة.
وانتقل في 1876 إلى منلو بارك وزوَّد مختبره بأحسن التجهيزات ومساعدين قادرين، وكان أول ما أنتجه المصنع جهاز الإرسال الهاتفي الكربوني ثم الحاكي، الذي يعد أكمل اختراع لإِديسون بناءً على مساهمات سابقة من مخترعين آخرين.
قام بتحسين وتطوير فكرة الضوء المتوهج، وتم اعتباره من قبل عامة الناس على أنه «مخترع» المصباح الكهربائي والمحرك الأساسي في تطوير البنية التحتية اللازمة للطاقة الكهربائية وتم أول اختبار ناجح في 22 أكتوبر 1879 وواصل تحسين هذا التصميم، وفي 4 نوفمبر 1879 قدم طلب للحصول على براءة اختراع أمريكية حصل عليها في 27 يناير 1880 لمصباح كهربائي باستخدام «أسلاك الكربون أو شريط من أسلاك البلاتينا الملفوفة والمتصل.
وفي 1878أسس إديسون شركة إديسون للإضاءة الكهربائية في مدينة نيويورك مع العديد من الممولين وقدم أول عرض عام للمصباح الكهربائي المتوهج في 31 ديسمبر 1879 في مينلو بارك، وفي 8 أكتوبر 1883، حكم مكتب براءات الاختراع الأمريكية أن براءة اختراع إديسون تستند إلى أعمال وليام سوير وبالتالي فإنها تعتبر لاغية استمر التقاضي لنحو ست سنوات حتى 6 أكتوبر 1889، عندما حكم القاضي بصحة ادعاء إديسون في تطوير الضوء الكهربائي من «أسلاك كربون ذات مقاومة عالية» كما حصل إديسون على براءة اختراع نظام توزيع الكهرباء في عام 1880، وهو عامل أساسي للاستفادة من اختراع المصباح الكهربائي.
في 17 ديسمبر 1880 أسس إديسون شركة إديسون للإضاءة. أنشأت الشركة في عام 1882 أول محطة طاقة كهربائية مملوكة من قبل مستثمر في بيرل ستريت، نيويورك. وفي يوم 4 سبتمبر 1882 شغّل إديسون محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بنظامه لتوزيع الطاقة الكهربائية.
وكان قد أخترع الجرامفون الذي يقوم بتسجيل الصوت ميكانيكياً على أسطوانة من المعدن، وبعدها بسنتين قام باختراعه العظيم المصباح الكهربائي وفي عام 1887م نقل مختبره إلى ويست أورنج في ولاية نيو جيرسي، وفي عام 1888 قام باختراع الكاينتوسكوپ وهو أول جهاز لعمل الأفلام، كما قام باختراع بطارية تخزين قاعدية، في عام 1913 أنتج أول فيلم سينمائي صوتي لقد سجل أديسون أكثر من ألف براءة اختراع وحصل على وسام ألبرت للجمعية الملكية، وعلي ميدالية ذهبية من الكونجرس، وقد توفي «زي النهارده» في 18 أكتوبر 1931.