قال الشيخ الحبيب على الجفري، الداعية الإسلامي، إن مفهوم الفتوى ينبغي أن يتجاوز الاقتصار على بيان الحكم، إلى إخراجه في سياق يربطه بالمقاصد التنموية، مؤكدا أن إعداد المفتي المعاصر بحاجة إلى جهد كبير يجمع نتاجه بين رصانة العلم الأصيل وامتلاك أدوات معرفة الواقع المعاصر، مع نسق من التزكية للنفس، وفتح لآفاق الفكر.
وأضاف الجفري، في كلمته بالجلسة الصباحية لمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء المنعقد بعنوان «دور الفتوى في استقرار المجتمعات»، الخميس، أن مصطلح التنمية تم تسكينه في إطار محدد له مجالاته ويمكن قياسه، وهو الأمر الذي يتطلب استيعاب المشتغلين بالفتوى لأبعاده ومتطلباته، وتابع: «التنمية بالفتوى لها مستويات عدة، منها ما يمكن البدء بإحيائه عن طريق وصل الأحكام بالمقاصد، وإدراج خططه ضمن رؤية 2030 على المستوى الوطني، وتدريب المفتين على مراعاته في فتاواهم، ومنها ما يتطلب دراسة معمقة تمتد إلى الجذور الفلسفية لثقافة العصر وإيجاد رؤية حقيقية للمرحلة الفلسفية المقبلة».
وأوضح أنه من الجوانب الغائبة عن مفهوم التنمية المستدامة تنمية البعد الأخلاقي القيمي، وفق رؤية عميقة عمق النفس الإنسانية سامية سمو السماء وهى المهمة التي ينبغى أن تنهض إليها.
وقال: «نتعرض لهجمة شرسة على موروثنا، الذي يصفه البعض بأنه متخلف ويتصيد بعض شذوذات العبارات، وهذا خطأ»، مضيفا: «نحن نعيش حالة من تدمير الكون في مرحلة ما بعد الحداثة، والتنمية والخروج لإعمار الكون من فروض الكفاية.. إننا في واقع يتعامل مع النانو متر في زمن الفيمتو ثانية وفق تقنيات الذكاء الاصطناعي».