الأنبياء : هم من ينبأهم الله بأمر السماء ، فإن أُمر بتبليغ غيره فهو نبي رسول ، وإن لم يؤمر فهو نبي وليس رسول. فليس كل نبي رسول و إنما كل رسول نبي.
أما الرسل : الرسول هو من أمر بتبليغ الدعوة لغيره .الرسل قبل كل شيء مصطفون من قِبل الله جلَّ وعلا بالوحي ، أي الرسالة إصطفاء من الله سبحانه وتعالى لأهلية الرسل. فقد أرسلوا لتبليغ غيرهم من المشركين والكفار بالدعوة ويدعونهم إلى توحيد الله. فهناك من المشركين من يصدقونهم و يدخلون في دين الله تعالى ومنهم من يكذبونهم.
ولذلك فإن الرسالة أعم من النبوة فهي تشتمل على النبوة و غيرها. و إذا إجتمعت النبوة و الرسالة معا إختلفا في المعنى ، وإذا إبتعدا كانوا يحملون نفس المعنى. ومثال على ذلك قول الله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ).
وعلى ذلك ، فإن الأنبياء و الرسل عليهم تبيلغ الرسالة ، إلا أن الرسل و الأنبياء كلاً منهما يتحلى بصفات خاصة به .
أولاً : صفات الرسل
1 – الرسول مبلغّ عن الله علوم شريعته وأحكامه لخلقــه،و يحمل معجزة من عند الله جل جلاله ، ولذلك عليه أن يتحلى بالأسلوب الحكيم ،و علّو الفطرة وصحة العقل والصدق في القول والأمانة في تبليغ ما عٌهد عليه تبليغه.
2 – أن يكون قدوة حسنة في خلقه و عمله ليهتدي به البشر .
3 – أن يكون قائد لأمته في الأمور الدينية و الدنيوية و السياسية .
ثانياً : صفات الأنبياء
1 – من صفات الأنبياء التي تمُت إلى البشر بصلة أنهم يأكلون ويشربون وينامون ، ويتمشون في الأسواق كما جاء في وصف سيدنا عيسى عليه السلام فهو كان يأكل الطعام ويشرب الشراب ويتمشى في الأسواق ، وكانوا يخرجون طلباً للرزق . فهذه الصفات تعد صفات بشر عادية و ليست صفات فوق البشر . مثل ما جاء في الآية القرآنية :﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾
2 – كما يمكن أن يقتلهم الكفار بغير وجه حق ، كما جاءت في الآية الكريمة : ﴿وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ لأنهم بشر, إلا إذا عصمهم الله عزّ وجل من القتل بنص من القرآن الكريم, قال الله: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾
وبالرغم من هذه الصفات التي تتوافر في الأنبياء فهذا لايقل من قدره عند الله ، ولا يقلل من مكانته كنبي .
فهناك العديد من الصفات المشتركة بين الأنبياء و الرسل
1- الفطانة والذكاء وأن يكون قدوة حسنة ليهتدي به البشر والوحي والعصمة .
2- تنام أعينهم دون قلوبهم.
3- يخيرون بين الموت والحياة على عكس البشر .
4- يدفنون حيث يموتون و لذلك دفن الصحابة في حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
5- لا تأكل الأرض أجسادهم مثل البشر .
6- وهم مبعوثون من عند الله لدعوة الناس لعبادة الله .
7- قد إصطفاهم الله ليحملوا رسالته و يبلغوا بهم الناس .
8- الأنبياء و الرسل معصومون من إرتكاب الذنوب و المعاصي .
عدد الأنبياء والرسل
لقد ذكر النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – عدد الأنبياء والمرسلين، وذلك في مسند الإمام أحمد، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضعة عشر ، جمّاً غفيراً)، وفي رواية لأبي أمامة قال أبو ذر: (قلت يا رسول الله: كم وفاء عدّة الأنبياء؟ قال: مائة ألف، وأربعة وعشرون ألفاً، والرّسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر، جمّاً غفيراً) صحّحه الألباني في مشكاة المصابيح . وقد ذكر القرآن الكريم خمسةً وعشرين نبيّاً ورسولاً في القرآن الكريم، ذكر ثمانية عشر منهم في سورة الأنعام، والباقي ذُكِروا في سور متفرّقة، وهم: آدم عليه السّلام، وهود عليه السّلام، وصالح عليه السّلام، وشعيب عليه السّلام، وإدريس عليه السّلام، وذو الكفل عليه السّلام، ومحمد صلّى الله عليه وسلّم.
وقد ذكر القرآن الكريم خمسةً وعشرين نبيّاً ورسولاً في القرآن الكريم، ذكر ثمانية عشر منهم في سورة الأنعام، والباقي ذُكِروا في سور متفرّقة، وهم: آدم عليه السّلام، وهود عليه السّلام، وصالح عليه السّلام، وشعيب عليه السّلام، وإدريس عليه السّلام، وذو الكفل عليه السّلام، ومحمد صلّى الله عليه وسلّم.