عرش الرحمن من أهم أول المخلوقات ، التي خلقها الله جل و على ، و قد ذكر الكثير عن ذلك العرش المجيد في القرآن الكريم ، و السنة النبوية ، و قد ذكر في العديد من السور من أشهرها سورة طه الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى صدق الله العظيم .
سمات عرش الرحمن
– ذكر في العديد من المواضع حجم عرش الرحمن و اتساعه ، حيث قيل عنه أن عرض السموات السبع ، ما هي إلا حلقة بسيطة في الكرسي ، و كذلك هذا الكرسي ، ما هو إلا حلقة بسيطة في الصحراء ، و هذه الصحراء ما هي إلا جزء صغير من العرش و ذلك اعتمادا على قول رسول الله ، فعن أبو ذر الغفاري قَالَ: «قلتُ للنبي: يا رسولَ اللهِ أيما أنزلَ عليكَ أعظمُ ، قال: آيةُ الكرسي، ثم قال : يا أبا ذرّ ما السمواتُ السبعُ مع الكرسِي إلا كحلَقةٍ ملقاةٍ بأرضِ فلاةٍ، وفضلُ العرشِ على الكرسِي كفضلِ الفلاةِ على الحلقةِ».
– في موضع أخر ذكر أن العرش يعلو الماء ، و أنه بينه و بين الدنيا خمسمائة عام و ذلك استنادا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما بينَ السماءِ القصوى والدنيا خَمسمائةِ عامٍ وبينَ الْكرسيِّ والماءِ كذلك والعرشُ فوقَ الماءِ واللَّهُ فوقَ العرشِ لا يخفى عليْهِ شيءٌ من أعمالِكُم» .
– أما عن مكان العرش ، فهو فوق الفردوس الأعلى و ذلك لما ثبت في صحيح البخاري عن الرسول الله صلي الله علية وسلم أنه قال (( إذا سألتم الله الجنة فسلوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة وفوق عرش الرحمن ))
وزن العرش و قوائمه
– ذكر عن العرش أنه أثقل المخلوقات من حيث الوزن ، و قد ورد ذلك في العديد من الأدعية ، التي تحدث عنها رسول الله ، أن وزنها يصل إلى وزن العرش في مكانتها .
– و قد ذكر عن سيدنا محمد أن في يوم القيامة ، يصعق الناس كافة ، و يكون أول من يفيق من هذه الصاعقة هو سيدنا محمد ، و يذكر أن سيدنا موسى سوف يتعلق في أحد قوائم العرش هذه .
– يذكر أن العرش له صوت من شدة ثقله ، و ذلك استنادا على قول رسول الله إن كرسيه وسع السموات ولأرض وإن له أطيطاً كأ طيط الرحل الجديد من ثقله .
حملة عرش الرحمن
– ذكر عد حملة العرش ، أنهم دائمي التسبيح لله ، و ذلك اعتمادا على على الآية الكريمة من سورة عاقر لَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ .
– أما عن قوة أجسادهم ، فقد ذكر في العديد من مواقع من الحديث النبوي ، عن جابر بن عبد الله قال: «أن النبي قال: أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله ، من حملة العرش : إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه ، مسيرة سبعمائة عام».
– أما عن عدد حملة العرش فهو ، ثمانية صفوف من الملائكة ، بسم الله الرحمن الرحيم وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ، و كذلك قول رسول الله «ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله» .
الفرق بين عرش الرحمن و كرسيه
نقرأ في العديد من المواضع ، عن كلمة عرش الرحم و كلمة كرسيه ، كما ورد في أية الكرسي وسع كرسيه السماوات و الأرض ، و هذا الكرسي يذكر أنه موضع قدمي الله جل و على ، اعتمادا على قول رسول الله عن ابن مسعود رضي الله عن قال : بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم . رواه ابن خزيمة .