روسيا المعروفة سابقاً باسم الاتحاد السوفييتي، وحالياً معروفة باسم روسيا الاتحادية، وعاصمتها موسكو وهي دولة تقع في شمال أوراسيا، وتنقسم إلى 83 كيان اتحادي، وهي تعتبر من الدول العظمى الكبيرة على مستوى العالم. هذه الدولة تقع تحت الحكم الجمهوري، وتبلغ مساحتها 17.075.400 كيلومتر مربع، وهي تحتل المرتبة التاسعة من حيث عدد السكان في العالم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 143 مليون نسمة. وهي تمتد على شمال قارة آسيا و 40% من قارة أوروبا، هذه البلد المتميزة والغنية بالغابات والبحيرات، ولديها أكبر احتياطي على مستوى العالم من الموارد المعدنية والطاقة، بالإضافة إلى أنّه يتواجد فيها ربع المياه العذبة في العالم.
الديانات في روسيا
يوجد ضمن جمهورية روسيا الاتحادية جميع الأديان السماوية، الإسلام والمسيحية والبوذية واليهودية. ففي عام 988 م اعتنق الأمير فلاديمير الأول الديانة المسيحية الأورثودكسية، وجعلها الدين الرسمي في البلاد. وقد أصبحت مع الوقت هي الديانة التقليدية، واحتلت أعلى نسبة مقارنة بالديانات الأخرى، وأيضاً تمّ اعتبار الديانة الإسلامية والبوذية واليهودية، جميعها أديان تقليدية وجزءاً من التراث التاريخي الروسي. أما بالنسبة للوثنية أو الإلحاد أي الأشخاص الذين لاينتمون إلى أي دين، فتتراوح نسبتهم في المجتمع الروسي مابين 16% إلى 48% من السكان الأصليين، وهي نسبة كبيرة نوعاً ما. هذا وتحتضن روسيا الاتحادية عدداً من المجموعات العرقية والدينية، بمذاهب وطوائف كثيرة، بأنواع وأشكال مختلفة، حيث أنّ نسبة 79.9% من السكان الأصليين، أما الباقي ونسبته 20.1% فهو من أقاليم أخرى وتيارات أخرى، مثل التتار والأكران والباشكريون وغيرهم.
اقتصاد النظام الروسي
تحتل جمهورية روسيا الاتحادية المرتبة السابعة على مستوى الدول الكبرى في مجال التصنيع، وهي تمتلك أكبر مصانع للأسلحة النووية على مستوى العالم، فضلاَ عن أنّها الدولة الوحيدة التي تمتلك أكبر مخزون عالمي بأسلحة الدمار الشامل. هذا بالإضافة إلى أنّها منضمة ولها عضويات في العديد من المنظمات الدولية، من بينها مجلس الأمن الدولي، منتدى التعاون الاقتصادي، ومنظمة شانغهاي للتعاون، بالإضافة إلى منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. ويعتبر اقتصاد روسيا اقتصاداً عالي الدخل، حيث قامت الدولة في التسعينيات بخصخصة معظم الصناعة الزراعة الروسية، فيما عدا مايتعلق بالطاقة والدفاع. وقد نمت اقتصادياً بفترة من الفترات بسبب عائداتها الكبيرة في الطاقة.
دخول الإسلام إلى روسيا ونسبة المسلمين في الوقت الحالي
كان أول دخول الإسلام إلى جمهورية روسيا الاتحادية في القرن الثامن عشر، وذلك بسبب الفتوحات والدعوات العربية، وبدأ ينتشر بشكل كبير خصوصاً داخل إقليم الشعب الداغستاني الموجود في منظمة دربنت، وأول دولة اعتنقت الإسلام هي بلغاريا وذلك في سنة 922م، وبعد ذلك التاريخ أصبحت الشعوب الجديدة تتوارث الدين الإسلامي عبر الأجداد، وأصبح الأتراك في أوروبا أيضاً يتوارثون الإسلام، وبدأ ازياد عدد المسلمين بشكل واضح.
وبسبب الغزو الروسي الذي حصل في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، في شمال القوقاز ضمن المنطقة ذات الشعوب المسلمة، وهي داغستان والشركس والشيشان والأنغوش وغيرها، وتمّ ضمها إلى الدولة الروسية، وغزوات أخرى حصلت أيضاً في كازان وسيبيريا، كل ذلك أدى إلى انتشار الإسلام بصورة أوسع، هذا ونلاحظ أنّ معظم المسلمين الذي يعيشون في روسيا هم من السكان الأصليين، في الأراضي التي استولت عليها روسيا منذ حدوث الغزو الاستعماري الخاص بالامبراطورية الروسية.
من هنا بدأت رقعة الإسلام بالازياد التدريجي مع الوقت، والنسبة العظمى من المسلمين ينتمون إلى المذهب السني، وأقلية ضئيلة حوالي خمسة بالمئة فقط ينتمون إلى المذهب الشيعي، وهناك أقليات ضعيفة جداً لأتباع الفرقة الأحمدية، والمتصوفين في بعض أنحاء الجمهورية. ويشكل المسلمون في الوقت الحالي مانسبته حوالي 20 بالمئة من عدد السكان في البلاد. يمارس المسلمون عبادتهم ودينهم ضمن جمهورية روسيا الاتحادية، حيث يذهبون إلى المساجد والتي أيضاً عددها قليل، وبالتحديد في موسكو يوجد أربعة مساجد فقط، وهي تعتبر من أكبر المساجد في أوروبا. ولكن للأسف في الفترة الأخيرة أصبح هناك اعتداءات على المسلمين في المساجد.
ويقيم حالياً المسلمون في روسيا ضمن منطقتين رئيسيتين وهما: منطقة الفولغا والتي توجد في قلب البلاد، وتتمتع بموقع استراتيجي هام ضمن البلاد، ومنطقة القوقاز الشمالي، والتي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد، وهي تضم: داغستان، الشيشان، وأنغوش وغيرها من البلاد الإسلامية. وهاتين المنطقتين يطبقون شعائر الإسلام، ويمارسون العبادة ضمن المساجد، والمتوفرة بقلة في روسيا.