شقيق البطل أحمد شاكر: ضرب «إيلات» غسل عار النكسة.. وأعاد للمصريين كرامتهم

الدكتور إبراهيم فوزي

الدكتور إبراهيم فوزي


تصوير :
نمير جلال

كتب كثيرة تناولت جوانب عديدة من ملحمة تدمير وإغراق المدمرة إيلات، لعل أهمها نشرة كانت الشؤون المعنوية للقوات المسلحة أصدرتها بمناسبة ذكرى هذه الملحمة البطولية العظيمة، وأعاد طبعها الدكتور إبراهيم فوزى، شقيق البطل أحمد شاكر قائد اللنش 504 فى هذه العملية، والذى كان برتبة نقيب آنذاك.

وكان فوزى قد أصدر كتاب «إغراق المدمرة الصهيونية إيلات» فى عام 2009، وتضمن الكثير من التفاصيل والصور النادرة وشهادات حية لأبطال العملية وأورد الكتاب أسماء 42 بطلا قاموا بهذه الضربة القاصمة من على متن اللنشين 501 و504، ورأى فوزى أن ضرب المدمرة إيلات وتدميرها وإغراقها كان بمثابة ثأر يغسل عار النكسة واستتبعته ضربات قاصمة وموجعة خلال حرب الاستنزاف التى مثلت الفصل الأول فى ملحمة استرداد المصريين لكرامتهم.

ومن الأشياء المهمة التى تضمنها الكتاب شهادة قائد التشكيل فى هذه العملية أحمد شاكر الذى قال: «فى الساعة الخامسة مساء اقتربت المدمرة إيلات التى سبق أن هاجمت لنشات الطوربيد ومن بعدها حاولت دخول مياهنا الإقليمية، وتحرك من قاعدة بورسعيد البحرية اللنش الصاروخى بقيادتى وانطلق نحوها وأطلق عليها صاروخا أصابها وأحدث بها حرائق ضخمة ثم أتبعه بآخر أصابها فى مقتل وتتابعت الانفجارات بالمدمرة ولم تلبث أن تهاوت فى الماء فى أقل من 3 دقائق وعاد اللنش إلى القاعدة سالما وبهذا أخذنا بثأر زملائنا فى نفس مكان استشهادهم».

وتابع شاكر: «فى الساعة السابعة والدقيقة الأربعين مساء اقتربت إحدى المدمرات الإسرائيلية ومحتمل أن تكون المدمرة (حيفا) وأغلب الظن أنها كانت تبحث عن (إيلات) مما مثل لنا صيدا ثمينا وكنا متحفزين لأى صيد آخر وسرعان ما خرج اللنش الصاروخى بقيادة لطفى جاد الله وقام بإطلاق الصاروخ الأول الذى انفجر فى المدمرة وأتبعه بآخر أصابها فى الصميم وبهذا تم إغراق ثلثى القوات البحرية الإسرائيلية فى مدى ساعتين».

وتضمن الكتاب شهادة أخرى للبطل الراحل حسن حسنى الذى كان على متن اللنش 504 مع القائد أحمد شاكر ومما جاء فى شهادته: «أول اشتباك كان من قبل اللنش الأول بقيادة قائد السرب أحمد شاكر فى قارب ٥٠٤، وأطلقنا أول صاروخ الساعة ٥.٣٥، وكان الإسرائيليون لا يعرفون أننا نتربص بها، وظنوا أننا نخشى أن يصيبنا مصير زملائنا الشهداء قبلنا فى حين كنا متلهفين للثأر، وكنا نغلى بسبب غرورها واستفزازها واستخفافها بنا ونستعجل الأوامر».

واضاف حسنى: «فى الساعة ١١ صباحاً جاءنا بلاغ من قائد القاعدة بإعطاء بيان دقيقة بدقيقة بتحركات المدمرة حتى صارت المسافة ١٢.٢ ميل، وكان لابد أن نعد أنفسنا بتجهيز الأسلحة وأخذ وضع الإطلاق وهى تقترب وتبتعد وقلت لقائد السرب أحمد شاكر إلام ننتظر لقد صارت على بعد ١٢ ميلا هل سننتظر حتى تدخل القناة؟، فقال: «لا فلننتظر»، وجاءنا بلاغ لقيادة السرب قال فيه تعاملوا معها عندما تقترب لمسافة ٧ أميال ونصف ميل بحرى، وظهرت المدمرة الساعة ٤ وبدأت تقترب، وكانت قد تأجلت الطلعة ٣ مرات، حتى جاءتنا آخر تعليمات وأوامر الساعة ٤.٥ فتحركنا بعد التجهيزات والاستعداد الساعة ٥، وقلنا لبعضنا علينا أن نبادر ونسرع بضربها قبل أن نتلقى الأوامر مجددا بتأجيل العملية».

«المصرى اليوم» التقت الدكتور إبراهيم فوزى، الأستاذ بهندسة القاهرة قسم ميكانيكا وشقيق البطل الراحل أحمد شاكر، قائد سرب اللنشات الذى ضرب المدمرة إيلات، والذى أخذ على عاتقه نشر الكتاب وإقامة تمثال للبطل أحمد شاكر فى بلده (منوف) بمحافظة المنوفية والذى قال: «لم تقتصر هذه الملحمة على كونها مجرد انتصار فى إحدى المواجهات بين الجيش المصرى والجيش الإسرائيلى وإنما تكمن أهميتها الأخرى فى كونها معركة بداية رد الاعتبار واسترداد الكرامة والثأر للشهداء فى البحرية المصرية الذين ضربتهم المدمرة إيلات وعلى رأسهم عونى عازر كما كانت هذه المعركة تمثل إعجازا بطوليا وتقنيا وتكتيكيا حيث كانت المرة الأولى فى التاريخ العسكرى التى يخرج فيها زورق الطوربيد الذى لم يتم تجريبه فى أى من بلدان العالم قبل هذه الموقعة ولا حتى فى الاتحاد السوفيتى الذى صنع هذه الطوربيدات، كما لم يكن أحد فى العالم يعلم عنه شيئا حتى إن إسرائيل أشاعت أن الذى قام بضرب إيلات ضابط روسى».

وأضاف: «دفعت موقعة إيلات كل أسلحة البحرية على مستوى العالم إلى أن تراجع مفاهيم التسليح البحرى كما أن هذا الانتصار رفع كل الرؤوس التى كانت منكسة بعد النكسة ومثلت الفصل الأول القوى فى ملحمة استرداد الكرامة، واستتبعتها عمليات بطولية أخرى للبحرية المصرية، ولأهمية هذا الحدث قام الرئيس جمال عبد الناصر بمنح شقيقى النقيب أحمد شاكر وقتها نجمة الشرف العسكرية وهى أعلى وسام عسكرى والذى حصل عليه الشهيد عبد المنعم رياض، وفى الغالب يمنح هذا الوسام للأبطال إثر استشهادهم فكانت المرة الأولى أن يتقلده بطل وهو على قيد الحياة».

Leave a Reply