75 عاماً، مرت على معركة العلمين خلال الحرب العالمية الثانية، التى انتهت بانتصار قوات الحلفاء بقيادة بريطانيا وفرنسا، على دول المحور بقيادة ألمانيا، وخلفت آلاف القتلى من الجنود والضباط فى كثير من الدول التى وقعت على أرضها معارك ضخمة، ومنها مصر، التى شهدت معركة العلمين على الساحل الشمالى وبعض أجزاء الصحراء المتاخمة له. الدول المشاركة فى الحرب العالمية الثانية، تأبى أن تمحو ما تبقى من شواهد على هذه المعركة، سواء كانت دول منتصرة أم خاسرة، وظلت مقابر العلمين للإيطاليين والألمانيين ودول الكومنولث، شاهدة على حجم هذه المعركة الكبيرة، فتحت التراب أو فى أرفف معلقة تسجى آلاف الرفات للضحايا من كل لون وجنس، لتظل شاهدة على أنه لا شىء أجمل فى الحرب إلا انتهاؤها.
«المصرى اليوم» فى مقابر ضحايا «روميل» و«مونتجمرى»
حمدالله فرج المشرف على المقابر الإيطالية
وقعت معركة العلمين الثانية فى 23 أكتوبر 1942، وانتهت فى 11 نوفمبر من نفس العام، وخلال الحرب شهدت المعركة انتصار حاسما للحلفاء ومثلت نقطة تحول لحملة الصحراء الغربية، فبعد أن فشل القائد الألمانى إرفين روميل، فى اختراق الخطوط البريطانية فى معركة «علم حلفا» لم يكن أمامه ما يفعله سوى انتظار الهجوم البريطانى التالى على أمل أن يقوم بصده على الأقل، وفى يوم 23 سبتمبر 1942 سافر روميل إلى ألمانيا لتلقى العلاج، تاركاً وراءه جورج فون شتومه، قائداً لقوات المحور فى شمال أفريقيا، وفى 24 سبتمبر، أثناء طريق العودة، التقى روميل بالزعيم الإيطالى بينيتو موسولينى، وشرح له مشاكل الإمدادات فى الجبهة، وأنه لو لم تصل الإمدادات إلى المستوى المطلوب فسيضطرون للتخلى عن شمال أفريقيا، إلا أن موسولينى بدا عليه، وفقاً لروميل، عدم تقديره لخطورة الوضع.المزيد
بروفايل: برنارد مونتجمرى.. القائد المنتصر على «ثعلب الصحراء»
برنارد مونتجمري
كان مونتجمرى القائد البريطانى الذى قاد قوات الحلفاء إلى النصر على ثعلب الصحراء «روميل» يعرف باسم «الڤايكونت الأول للعلمين»، وامتدت خدمته فى الجيش البريطانى من عام 1908 حتى 1958 وأنهى خدمته العسكرية وهو برتبة فيلد مارشال (مشير)، وكان مونتجمرى قائدًا للجيش الثامن من 1942 حتى 1943، والذى قاده فى العلمين وحقق الانتصار على روميل، ومن ثم دول المحور بقيادة ألمانيا النازية، وقد خاض مونتجمرى العديد من المعارك الحاسمة ومنها الحرب الإنجليزية الأيرلندية والثورة العربية فى فلسطين والحرب العالمية الثانية، وحصل على العديد من الأوسمة العسكرية الرفيعة.المزيد
«روميل».. «ثعلب ألمانيا» و«صديق جوبلز»
روميل أثناء معركة العلمين
اسمه كاملا إرفين يوهانس أيوجين روميل، ولقب بـ«ثعلب الصحراء»، مولود في 15 نوفمبر 1891، في هايدنهايم، الإمبراطورية الألمانية، وتوفى عن 52 سنة منتحرا في 14 أكتوبر 1944، وامتدت فترة خدمته العسكرية من 1910 إلى 1944، وكانت آخر رتبة عسكرية حصل عليها، مارشال (مشير)، وشارك في الكثير من المعارك في الحربين العالميتين الأولى والثانية. كان فصل الختام في التاريخ العسكرى لـ«ثعلب الصحراء»، في مصر، أثناء مواجهته الشهيرة مع القائد البريطانى مونتجمرى في العلمين، ويعد روميل من أعظم القادة العسكريين في العصر الحديث.المزيد
سيوة تتذكر: عذاب الـ«6 شهور» تحت قبضة «روميل»
من قصف الطائرات الإيطالية والألمانية لمنازل الأهالى بحثا عن الإنجليز، مخلفة شهداء وبيوتا مهدمة هجرها ساكنوها إلى الجبال خوفا من الموت، إلى النقص الحاد فى المواد الغذائية والطبية الذى وصل لحافة المجاعة بعد استيلاء الطليان على المزارع والمواشى، مرورا بالزيارة التاريخية لقائد قوات المحور فى الشرق الأوسط، إرفين روميل، للقاء مشايخ القبائل، انتهاء بزرع الإنجليز للألغام فى الطرق المؤدية للواحة التى لا يزال يعانى منها الأهالى حتى يومنا هذا. حكايات عدة خلفتها 6 أشهر كاملة قضتها قوات المحور المتمثلة فى ألمانيا وإيطاليا واليابان بقيادة المارشال الألمانى «روميل» فى سيوة لمطاردة قوات الحلفاء المشاركة فيها دول بريطانيا والصين وفرنسا وغيرها من الدول، بقيادة القائد الإنجليزى «بيرنارد مونتجمرى» فيما عرُف بمعركة العلمين، التى اعتبرت بمثابة إحدى أهم المعارك الفاصلة فى الحرب العالمية الثانية، وأسهمت بشكلٍ رئيسى فى حسم الحرب لصالح الحلفاء.
يغفل الكثيرون دور الواحة فى حرب العلمين، إلا أنها حفلت بتضحيات لا تزال عالقة فى أذهان أهلها، سواء من عاصروها أو حتى الأجيال اللاحقة التى تفتخر بترديدها حتى اليوم.
حاولت «المصرى اليوم» أن تتعقب خطى من عاصروا الحرب أو أولادهم الذين سمعوا عنها. قابلنا الشيخ عمر حسنين، شاهد عيان على الحرب وذكريات أهالى الواحة معها، وكان لنا حوار مع الشيخ محمد، نجل الشيخ على أحمد صالح، الشهير بعلى حيدة، أبرز من ذاع صيتهم وقت الحرب ودار حوله الكثير من القصص وكان له دور بشكل أو بآخر فى مسارات الحرب الدائرة على أراضى سيوة، والتقينا خالد أحمد مصطفى، أحد ضحايا الألغام.
الشيخ عمر حسنين.. الطفل الشاهد على «سطوة الإيطاليين» على ممتلكات الواحة
الشيخ عمر يداعب ذاكرته بما تبقى من صور
«شاهد على الحرب» هكذا يلقبونه السيويون، لم يمنعه عمره، الذى بلغ 90 عاما، أن يجلس مع أجيال تصغره بكثير، يستقبلهم فى منزله الهادئ بمنطقة سيدى عبدالسلام فى سيوة، يحكى لهم تفاصيل رآها بعينيه أثناء وجود قوات المحور فى الواحة.المزيد
على حيدة.. منقذ أهل سيوة من مجاعة حصار «المحور»
مشايخ قبائل سيوة يستقبلون روميل فى منزل حيدة
داخل المتحف العسكرى بالعلمين، تجد تمثالا له يوثق اللحظة التاريخية لجلوسه مع قائد قوات المحور فى شمال أفريقيا، إرفين روميل، أثناء استقباله له فى حديقة منزله فى سيوة أثناء حرب العلمين.المزيد
ضحية أحد ألغام «الحلفاء»: «معرفش شكل عيالى عامل إزاى»
خالد بين أطفاله
يمسك الصغير بيد والده كل صباح، ينزلان سويا درجات سلم منزلهما البسيط داخل قرية أغورمى بواحة سيوة، أبناؤه هم سبيله الوحيد لرؤية العالم من حوله وعصاه التى يتكئ عليها للوصول للمسجد المجاور للسكن، يكاد يكون المكان الوحيد الذى بات يزوره منذ أكثر من 11 عاما، بعدما فقد بصره وبُترت إحدى قدميه واستعاض عنها بطرف صناعى.المزيد