قال أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور محي الدين عفيفي، إن مادة «الثقافة الإسلامية» التي استحدثها الأزهر الشريف في مناهجه تعالج القضايا المعاصرة من ناحية مفاهيم التطرف والتكفير والمواطنة والعلاقة مع الآخر والمفاهيم التي تتناولها تيارات التكفير وجماعات العنف والإرهاب، مشيرا إلى أن الهدف من استحداث هذه المادة هو معالجة الجوانب الفكرية المنحرفة وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تحاول التيارات التكفيرية غزو عقول الشباب من خلالها أو من خلال تزييف المفاهيم.
وأضاف «عفيفي» خلال مداخلة له ببرنامج «ساعة من مصر» على فضائية «الغد» الإخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، أن الأزهر ليس بمعزل عن مجريات الأحداث، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي، وتوجد الآن حالة من انتشار المفاهيم المغلوطة وموجات الإرهاب باسم الدين وتحريف معاني النصوص الشرعية، وهو ما استوجب مواجهة هذه التيارات الفكرية ومواجهة عمليات الاستقطاب للشباب، لافتا إلى أن هذه المواجهات الفكرية ليس فقط على مستوى الدارسين في الأزهر الشريف ولكن على مستوى الشباب العربي والإسلامي، مؤكد أن المقرر الجديد جاء ليعالج الجوانب السلبية التي انتشرت سواء في وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال أوعية النشر التي تستعملها التيارات التكفيرية وجماعات العنف والتطرف.
وأوضح «عفيفي» أنه مع نشر المفاهيم الخاطئة أو المغلوطة أو محاولة نشر التفسيرات الخاطئة للنصوص الشرعية وجب البيان والإيضاح من خلال تناول المفاهيم المغلوطة بتصحيحها ودفع الشبهات لأجل مواجهة عملية الغزو الفكري أو الاستقطاب، مشيرا إلى أن المناهج الأزهرية تمثل مناعة فكرية كبيرة لطالب الأزهر، لكن حينما تأتي عملية التلبيس والتدليس ومحاولة نشر تفسيرات خاطئة أو قراءة مجتزئة للنصوص الشرعية هناك ينبغي التركيز على تلك المفاهيم المغلوطة وبيان تهافت هذا الفكر التكفيري لأجل تحصين الشباب.
وشدد «عفيفي» على ضرورة دعم مؤسسات الدولة في مواجهة الإرهاب، من خلال الاصطفاف خلف القيادة وخلف القوات المسلحة والشرطة وكل الجهات التي تعمل من أجل المواجهة الفكرية لتيارات التكفير وجماعات العنف والإرهاب، منددا بالتناول الإعلامي من قبل البعض سعياً وراء السبق الإعلامي حتى إن كان على حساب المصلحة الوطنية.