مصر تبحث عن ثأر أبطال الواحات

تشييع جثمان أحد شهداء اشتباكات الواحات بمسقط رأسه فى طنطا

تشييع جثمان أحد شهداء اشتباكات الواحات بمسقط رأسه فى طنطا


تصوير :
محمد السعيد

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى ببذل أقصى الجهد لملاحقة العناصر التى ارتكبت حادث الواحات الإرهابى، وتكثيف الجهود الأمنية والعسكرية لتأمين حدود البلاد من محاولات الاختراق، وشدد على أن مصر ستواصل مواجهة الإرهاب ومن يموله ويقف وراءه بكل قوة وحسم وفاعلية، حتى القضاء عليه.

وأضاف خلال اجتماعه، الأحد، مع الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، واللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، واللواء خالد فوزى، رئيس المخابرات العامة أن الحرب على الإرهاب لها طبيعة خاصة تختلف عن الحروب النظامية، وأن رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل نجحوا خلال السنوات الماضية فى تجنيب الوطن المسارات التى شهدتها الدول التى تفشى فيها الإرهاب، ونجحوا فى استعادة الاستقرار والأمن.

واستمع السيسى، خلال الاجتماع، إلى تقارير مفصلة بشأن الاشتباكات التى جرت يوم الجمعة الماضى بين قوات الأمن وعدد من العناصر الإرهابية، وأسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة ومقتل عدد من الإرهابيين، وتقدم الرئيس بالتعازى فى ضحايا الحادث من شهداء الوطن، وأعرب عن خالص المواساة لأسرهم، مؤكداً أن هؤلاء الأبطال ضربوا المثل فى الشجاعة والإخلاص للوطن، وأن تضحياتهم لن تذهب سُدى.

وفى سياق آخر، استقبل الرئيس، الحاكم العام لأستراليا، بيتر كوسجروف، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، والسفير الأسترالى لدى القاهرة. وقدم «كوسجروف» تعازيه فى ضحايا حادث الواحات، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانب مصر فى حربها ضد الإرهاب، وأشاد بما حققته مصر، خلال السنوات الماضية من نتائج على صعيد الإصلاح الاقتصادى ومكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد السيسى على أهمية العمل على تفعيل أطر التعاون القائمة بين مصر وأستراليا فى مختلف المجالات، لا سيما الصعيدان التجارى والاستثمارى وضرورة تفعيل آلية التشاور السياسى بين البلدين، وأشار إلى وجود العديد من الفرص الاستثمارية التى يُمكن للشركات الأسترالية الاستفادة منها فى مجالات متنوعة، وأعرب الرئيس عن استعداد مصر لتكثيف التعاون بين مؤسسة الأزهر الشريف والتجمعات الإسلامية فى أستراليا لتدريب الأئمة. ووجه الحاكم العام لأستراليا فى ختام اللقاء الدعوة للرئيس لزيارة أستراليا، وأعرب الرئيس عن تطلعه لتلبيتها خلال الفترة المقبلة.

وفى سياق آخر، بحث المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، الأحد، مع القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى القاهرة، توماس جولدبرجر، سبل تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأكد رئيس الوزراء حرص الحكومة على المضى فى استكمال تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، وأشاد بأطر التعاون المشتركة بين البلدين واستعرض سبل تنشيط الاستثمارات الأمريكية فى مصر، فضلاً عن الفرص الاستثمارية المتاحة فى السوق المصرية من خلال المشاركة فى المشروعات القومية فى مختلف المجالات، وشدد على أن الحكومة مستمرة فى حربها ضد الإرهاب، مطالباً المجتمع الدولى بضرورة تكاتف الجهود حتى يتسنى القضاء على تلك الظاهرة واستئصال جذورها وتجفيف منابع تمويلها بشكل جذرى.

وقدم القائم بأعمال السفارة الأمريكية خالص التعازى لأسر ضحايا الحادث، مشيداً بالجهود المصرية للقضاء على هذه الإرهاب وأكد على استعداد بلاده تقديم مزيد من الدعم لمصر فى مجال مكافحة الإرهاب.

ومن جهة أخرى، استمع فريق من نيابة أمن الدولة العليا على مدار الساعات الماضية لأقوال المصابين من المجندين والضباط فى معركة «الواحات البحرية»، وصرحت النيابة بدفن جثامين الشهداء، وطلبت تحريات عن العناصر الإرهابية التى نفذت الهجوم المسلح على قوات الأمن فضلا عن أخطارها بخطة تحرك القوات وتشكيلها وطريقة التواصل بين القوات والأجهزة المستخدمة فى التواصل، ومن المسؤول عن تحريك القوات وتشكيلها.

وقالت مصادر قضائية إن فريق النيابة استمع لأقوال 4 مجندين وضابطين سمحت حالتهم الصحية بالحديث إلى النيابة، فيما لم تسمح الحالة الصحية لباقى المصابين بالحديث.

وأشارت إلى أن المصابين أجمعوا فى أقوالهم إلى أنهم تحركوا من معسكر الأمن بأول طريق القاهرة الإسكندرية الزراعى وتوجهوا صباح الجمعة إلى منطقة الواحات البحرية، وبعد ساعتين تقريبا من السير على الأسفلت، اتجهوا صوب الصحراء، وأثناء سيرهم فوجئوا بصواريخ تطلق عليهم من أعلى تبة مرتفعه، بعدها حدث تخبط بين القوات التى تعاملت مع المهاجمين بشكل فردى أو فى شكل مجموعات. ووقع عدد كبير من الشهداء ونجح البعض فى الهروب بسيارات الشرطة، خاصة أن الارهابين كانوا يطلقون الرصاص من أعلى.

وقال المصابون إنهم تفرقوا فى أماكن مختلفة، وتوفى عدد من زملائهم نتيجة إصاباتهم، وظلوا مختبئين حتى وصلتهم الطائرات فى الصباح، ونقلتهم إلى المستشفيات.

وفى سياق مواز، واصلت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، جهودها فى منطقة الواحات البحرية الواقعة فى غرب الجيزة، لملاحقة فلول العناصر الإرهابية الفارة فى الصحراء، وبدأ ما يقرب من 300 ضابط ومجند من قوات أمن الجيزة، والمنيا، وبنى سويف، والفيوم، مطاردة العناصر التكفيرية.

فى الوقت نفسه كشفت مصادر بقطاعات التفتيش والرقابة والأمن الوطنى والأمن العام والأمن المركزى، أنه تم فتح تحقيق لبيان أوجه القصور فى تنفيذ مأمورية الواحات.

وقالت المصادر هناك مجموعة بدأت فى تمشيط المنطقة القريبة من وادى حيتان بالمنطقة، التى تقع شرق موقع الحادث المؤدى الى طريق الفيوم، التى من المتوقع هروب العناصر الإرهابية منها بعد تنفيذ جريمتهم، فيما قامت مجموعة أخرى، بمسح المنطقة ما بين الكيلو 135 إلى 180، ولم تسفر حتى عن ضبط أى عنصر إرهابى أو العثور على الرائد محمد الحايس الذى اختفى بعد حادث الاشتباك.

وأشارت المصادر إلى أن المعلومات الأولية دلت على أعداد الهاربين تتراوح ما بين 10 و15 متهما، من بينهم محددو الهوية، ومطلوبون على ذمة قضايا أمن دولة عليا، إثر ارتكابهم أعمالا عدائية ضد منشآت شرطية وعسكرية فى الآونة الأخيرة.

كما أعادت أجهزة الأمن استجواب عدد من المضبوطين فى قضايا حركة حسم الإرهابية، المنبثقة من تنظيم جماعة الإخوان وعدة تنظيمات جهادية تنشط خارج البلاد، من أجل كشف ملابسات المعركة وهوية الجناة.

وذكرت مصادر مطلعة أن قطاعات التفتيش والرقابة والأمن الوطنى والأمن العام والأمن المركزى، فتحت تحقيقا مشتركا وعاجلا، بإشراف وزير الداخلية، للوقوف على أوجه قصور محتملة خلال المأمورية الأمنية، من بينها الوقوف على مدى تطوير مناقشة عناصر إرهابية مطلوبة دلت فى أقوالها على موقع المسلحين فى عمق الصحراء وعددهم، إذ فوجئت القوات بحيازة المسلحين أسلحة متطورة من بينها قذائف موجهة ببرامج إلكترونية، فضلا عن متعدد الطلقات والجرينوف، لافتة إلى أن أجهزة اللاسلكى لم تعمل بكفاءة عالية فى عمق الصحراء، وأن الاعتماد على التواصل خلال المأمورية، وبعدها كان عن طريق عدة هواتف من نوع الثريا كانت بحوزة عدد من ضباط الأمن الوطنى والأمن المركزى، ومعظمهم استشهد جراء المعركة.

وقال مسؤول مركز الإعلام الأمنى إن ما تم تداوله من تسجيلات صوتية على مواقع التواصل الاجتماعى وتناولته بعض البرامج على القنوات الفضائية، مساء السبت – غير معلوم مصدره، ويحمل فى طياته تفاصيل غير واقعية لا تمت لحقيقة الأحداث التى شهدتها المواجهات الأمنية بطريق الواحات بصلة، وأضاف أن تلك التسجيلات تهدف لإحداث حالة من البلبلة والإحباط فى أوساط وقطاعات الرأى العام، وتعكس عدم مسؤولية وعدم مهنية.

وواصلت الأجهزة الأمنية بالمنيا بالتنسيق مع فرق القوات المسلحة، الأحد، عمليات تمشيط واسعة النطاق بالظهير الصحراوى الغربى، على الحدود الغربية، مع الواحات الغربية، والجنوبية، مع أسيوط والواحات، والشمالية مع الفيوم وبنى سويف، وأغلقت منافذها أمام الوافدين والخارجين، وسط إجراءات أمنية مشددة، وعمليات تفتيش مكثفة، وقامت الأجهزة الأمنية، بإعادة فحص العديد من الملفات، للمسجلين سياسيا وجنائيا، وتحديد مناطق تجمعاتهم، ومدى تواجدهم بالبلاد، أو بالخارج.

وقام اللواء محمد الخليصى، مساعد وزير الداخلية لشمال الصعيد، يرافقه اللواء ممدوح عبد المنصف، مدير أمن المنيا، بزيارة لأسر الشهداء داخل مدينتى المنيا، وملوى، وقرى أم قمص بملوى، والرحمانية بدير مواس، والعسوية بأبوقرقاص لتقديم واجب العزاء لأسر الشهداء، الذين سقطوا فى مواجهات الإرهاب بطريق الواحات.

Leave a Reply