تحولت قرية كفر الخضرة، بمركز الباجور بمحافظة المنوفية، إلى سرادق عزاء كبير، حزناً على استشهاد ابن القرية، المقدم أحمد عبدالباسط، ضابط الأمن الوطنى، فى حادث الواحات، ووسط حالة الحزن، قال والده إن الشهيد اتصل به، الخميس الماضى، للاطمئنان عليه، وكانت المكالمة قصيرة، وأخبره بأنه سيحصل على إجازة يزوره فيها.
وأضاف، لـ«المصرى اليوم»، أن الشهيد اتصل بشقيقته، عقب صلاة الجمعة، ثم انقطعت أخباره، مطالباً بالقِصاص، قائلاً: «قلوبنا احترقت على أولادنا».
وأشار فؤاد داوود، ابن عم الشهيد، إلى أن الأخير اتصل به، يوم الأربعاء الماضى، للاطمئنان عليه، وأخبره بأنه سوف يحضر لزيارته فى أول إجازة يحصل عليها، كما اتصل بشقيقه الأكبر، مقدم شرطة بجهاز الأمن الوطنى، ليطمئن عليه أيضا، يوم الخميس، لافتاً إلى أن الشهيد كان نموذجا للأخلاق فى قريته.
وأوضح أحمد داوود، نجل عم الشهيد، أن الشهيد لم يتزوج، وأنه يبلغ من العمر 36 عاماً، ووالده بالمعاش، ووالدته ناهد أحمد عطاالله، تعمل مفتشة تموين، وله شقيق واحد، يعمل ضابط شرطة، وطالب بالقِصاص لدماء الشهيد وزملائه.
وجلس والد الشهيد أحمد حافظ شوشة فى العزاء أسفل منزلهم بشارع صلاح الدين بحى السويس ودموع الفراق تنساب من عينيه، لكن قوته وإيمانه بربه جعلاه أكثر تماسكا فى لحظات كثيرة وهو يتحدث لوسائل الإعلام.
وقال والد الشهيد، خلال عزاء ابنه، إنه الوحيد على فتاتين، وإنه لو كان لديه أبناء أكثر لقدمهم فداءً للوطن، مشيراً إلى أن «أحمد» اختار قطاع الأمن المركزى والعمليات الخاصة لمحاربة الإرهابيين والقضاء عليهم، وكان يعلم أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وكان يشعر بأنه سيموت شهيداً، وصرح أكثر من مرة بهذا الشعور، وقد نال ما تمناه.
وتابع أن أحمد بطبيعته كان يحب التضحية، فهو إنسان وفى ومخلص لمن حوله، وخرج سعيدا من أجل تلك العملية التى استشهد فيها ولم يخف الموت وانطلق برفقة زملائه إلى الواحات فى مأمورية لم يخبرنا بها.
وكان يشعر بأنه يقدم عملا عظيما لمصر، لكنه لم يعد واستشهد فيها مثلما كان يعتريه شعور دائم بأنه سيموت شهيدا يوما ما وهو يحمى بلده.