قيادات الأمن الجديدة تبدأ خطة ملاحقة الإرهاب

تعزيزات أمنية بعد اشتباكات الواحات

تعزيزات أمنية بعد اشتباكات الواحات


تصوير :
محمود عبد الغني

بدأت القيادات الأمنية الجديدة التى شملتها الحركة المحدودة التى أصدرتها وزارة الداخلية، الجمعة، عملها وأصدرت تكليفات واضحة إلى الضباط فى المديريات والقطاعات بسرعة التعامل مع كافة المعلومات التى تتعلق بالخلايا الإرهابية أو العناصر الإجرامية.

وقالت مصادر أمنية إن القيادات الجديدة طلبت ضرورة رفع معدلات العمل الأمنى، وأن تكون قوات الشرطة صاحبة زمام المبادرة فى التعامل مع العناصر الخطرة والخارجين عن القانون، خاصة أن حادث الواحات الأخير كشف وجود «قصور» فى التعامل، وتقدير موقف خاطئ.

وأضافت المصادر أن الحركة الأخيرة جاءت بعد 3 تقارير أمنية تم رفعها إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأول تقرير مبدئى والثانى نهائى عن حادث الواحات الإرهابى، الذى أسفر عن استشهاد 16 شرطياً وإصابة 13، ومقتل 15 إرهابياً، وتقرير ثالث عقب القضاء على 13 عنصراً تكفيرياً فى الكيلو 47 بطريق «الخارجة- أسيوط»، والذى اعتبرته الوزارة أولى خطوات القصاص للشهداء، مع استمرار أعمال التمشيط فى الصحراء الغربية بحثا عن فلول هذه العناصر الإرهابية.

وتابعت المصادر أن التغييرات جاءت لوجود «تقصير» فى حادث الواحات وبعض الحوادث الإرهابية الأخيرة، وأن التقارير التى تم رفعها إلى اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، تؤكد وجود تقدير أمنى خاطئ للموقف، وأن التغييرات والتنقلات كان يمكن اتخاذها بعد 3 أيام من الحادث إلا أن الوزير انتظر انتهاء الجهات المعنية فى الوزارة لبيان أوجه الإيجابيات والسلبيات فى الحادث، وجاءت التغييرات بمجرد العرض على الرئيس فور وصوله إلى القاهرة قادماً من فرنسا، مشيرةً إلى أن الحركة شملت 11 قيادة أمنية فى قطاعات الأمن الوطنى والمركزى والعمليات الخاصة والمنافذ والتدريب والدلتا وأمن الجيزة.

وأوضحت المصادر أن الحركة استهدفت رفع معدلات الأداء الأمنى داخل القطاعات الرئيسية بالوزارة، وتحديدا قطاعى الأمن الوطنى والعمليات الخاصة، وهى المهمة الأولى لهذه القيادات خلال الفترة المقبلة، وأن التعليمات واضحة إلى القيادات الجديدة بضرورة مراجعة الخطط الأمنية لملاحقة العناصر الإرهابية وتنشيط مصادر جمع المعلومات، والتعامل معها بدرجة عالية من الأهمية، والتنسيق بين الجهات المختصة للتعامل الفورى مع كل العناصر المطلوبة، وأن تكون هناك درجة كبيرة من اليقظة الأمنية، وأخذ زمام المبادرة، مع التشديد على تواجد القيادات الجديدة ميدانياً للمتابعة والتقييم بشكل دورى، لضمان وصول القوات بمعدلات الأداء الأمنى لمستويات قياسية.

وأشارت المصادر إلى أن الحركة المحدودة الأخيرة راعت اختيار قيادات لتجديد الدماء فى القطاعات لضمان الوصول بمعدلات الأداء إلى المستويات القياسية، دون الحاجة لانتظار الحركة العامة.

وأوضحت المصادر أن مساعدى الوزير لقطاعى الأمن الوطنى والجيزة، اطلعا على تقارير مفصلة تمت فى عهد سابقيهم، بشأن ملابسات هجوم الواحات، الذى أسفر عن استشهاد 16 شرطياً، واختفاء النقيب محمد الحايس، الضابط بمباحث أكتوبر، مؤكدة أن مهمتهم الأولى تتمحور حول ضبط فلول العناصر المشاركة فى هجوم الواحات، وكشف ملابسات اختفاء الضابط.

وتابعت المصادر أن هناك حركة تنقلات داخلية ستجريها القيادات الجديدة فى مواقعها، خلال اليومين المقبلين، من أجل ضخ دماء جديدة لرفع معدلات الأداء فى الإدارات المتخصصة والأقسام، فى إطار استراتيجية واسعة تهدف فى المقام الأول لتطهير الصحراء الغربية تحديداً من فلول الإرهابيين، والتصدى لمحاولات تسللهم عبر الدروب الصحراوية الواصلة بالجماهيرية الليبية، إلى داخل البلاد، لتنفيذ عمليات عدائية ضد الدول بهدف زعزعة الاستقرار والأمن الداخلى، وتقويض جهود التنمية.

وأشارت المصادر إلى أنه سيتم إعادة وضع خطة بحث مكبرة للبحث عن الضابط محمد الحايس، وملاحقة فلول الإرهاب، وعلى رأسهم الضابط المفصول هشام عشماوى، ورجحت المعلومات الأولية تورط خليته فى الهجوم، على أن تعتمد الخطة الجديدة على توجيه ضربات استباقية للعناصر الإرهابية فى كل موقع بالصحراء، بالتنسيق مع القوات المسلحة.

وأشارت المصادر إلى أن القيادات الجديدة ستنشط مصادر المعلومات من رجال الشرطة السريين، لتحديد مواقع تلك العناصر خاصة التى تتخذ من المزارع الجبلية مأوى لها، على أن يتم أخذ زمام المبادرة وتوجيه ضربات موجعة لهم لضبطهم، وإحباط مخططاتهم.

من جهتها، واصلت أجهزة الأمن عمليات البحث عن الضابط المختفى منذ حادث الواحات، الجمعة قبل الماضى، وكشفت مصادر أمنية بالجيزة أن أكثر من 150 ضابطاً ومجنداً من قطاعات الأمن بالمديرية والأمن العام بوزارة الداخلية، يواصلون البحث لليوم التاسع على التوالى منذ وقوع الحادث، مؤكدةً أنه تم تمشيط معظم منطقة الواحات التى تمتد أكثر من 400 كيلو متر دون العثور على الحايس، أو العناصر الإرهابية.

واستعانت مباحث الجيزة بأكثر من دليل من البدو من سكان المنطقة لمساعدة فريق البحث فى العثور على الضابط، كما استعانت الحملة بخبراء مفرقعات من الحماية المدنية، بالمديرية لتمشيط المنطقة قبل مداهمتها، تحسباً لوجود متفجرات زرعها الإرهابيون لتفجيرها بمجرد اقتراب القوات من المكان.

وأكدت تحريات مباحث الجيزة، بالتعاون مع الأمن الوطنى، أن العناصر الإرهابية التى شاركت فى حادث الواحات لا يتجاوز عددها 15، تابعين لتنظيم أنصار الشريعة وأنه تم تحديد هوية عدد كبير منهم.

Leave a Reply