هاني عازر: العالم لا يقبل الجهل ولا يرحم الجاهل

المصري اليوم تحاور«المهندس هانى عازر»، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الهندسية - صورة أرشيفية

المصري اليوم تحاور«المهندس هانى عازر»، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الهندسية – صورة أرشيفية


تصوير :
فؤاد الجرنوسي

أكد الدكتور مهندس هاني عازر، مستشار رئيس الجمهورية، صاحب أكبر مشروع نقل في العالم بألمانيا والملقب في ألمانيا بأمنحوتب الفراعنة، أن التغير أمر صعب لكن ضروري، مشيرا إلى أن العالم بات لا يقبل الجهل، ولا يرحم الجاهل، وأنه في ألمانيا النجاح مرتبط بالعلم، فالألماني لا ينتج إلا الأفضل ويخطط للأبد.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها السفارة الألمانية بنادي النيل بجامعة المنصورة في إطار فعاليات مهرجان «ألمانيا في الدلتا» بعنوان «الملهم» كنموذج لرجل أعمال مصري يعمل بألمانيا وحصل على جائزة واحد من أفضل 13 شخصية في ألمانيا عام 2006، عن تجربته في ألمانيا.

حضر الندوة السفير الألماني بالقاهرة، يوليوس جورج، والدكتور محمد حسن القناوي رئيس جامعة المنصورة والدكتور أحمد الشعراوي محافظ الدقهلية، والدكتور محمد غنيم مؤسس مركز محمد غنيم لجراحة الكلى والمسالك البولية بالمنصورة والدكتور السعيد عبدالهادي عميد كلية الطب والدكتور حاتم ربيع نائب وزير الثقافة والأمين العام للمجلس الأعلى.

وقال عازر: «كنت أتعب وأكافح وكنت أشعر بلذة النجاح وتعاملت مع المشاكل وكنت أفكر أحلها وأحول الأزمة إلى فرصة».

وشرح تجربته قائلا «أنا بدأت في ألمانيا من الصفر من اللغة والمادة والعلم، تعبت وكافحت وبعت جرائد، واشتغلت جارسون في المطاعم وغسلت أطباق، واشتغلت في مناجم تحت الأرض، كل هذا علشان أصرف على دراستي وإقامتي، والمعيشة في ألمانيا كانت صعبة، والحنين لبلدي والكورة الشراب والملوخية، والكشري، والضحك إللي من القلب وخفة الدم والنكتة كان كبير قوي، واستحملت كل تعب، كان هدفي اني أحقق في المجال اللي بحبه، اتعلمت ولسة بتعلم إني لا أستسلم للفشل، واتعملت مبادئ وعوامل النجاح مثل العلم والابتكار والرغبة في الاكتشاف والمعرفة، وأن النجاح لا يأتي صدفة، والنجاح له ثمن، والجهد والتعب والصبر، والعالم لا يرحم الجاهل والجهل، والمهم في النجاح الاستمرار فيه، وجايز تكون البداية صعبة ومتعبة، والأهم النهاية والنتيجة، ولا أقصد النجاح العلمي فقط، نجاح العامل في عمله، أو نجاح الوالدين في تربية أولادهم».

وأضاف: «التغيير أمر صعب ولكن مهم، كنت أتعب وأكافح لكي أجد مكان لي، وكنت أحس بلذة طعم النجاح، وحاولت أعمل الصح في حياتي، وتعودت أني أتعامل مع المشاكل أنها لا تدخل جوايا، وكنت أفكر دائما في حل المشكلة، واتعلمت أن أحول الأزمة إلى فرصة، وأنت في مصري في بلد مثل ألمانيا هناك يعتبروني غريب ومن ثقافة مختلفة لازم تثبت نفسك وشخصيتك لهم، ونجاحك مرتبط بالعلم والمعرفة فهم القوة الصناعية والاقتصادية، الأقوى في أوروبا ولأن الألماني يفتخر في أوربا أنه لا ينتج إلا الأفضل وينجز في الوقت الأقصر، ويخطط لمستقبل أبعد، ولهذا يتمتع بسمعة عالمية وعارفين معني» صنع في اليابان«.

وأشار العالم الكبير إلى أنه بدأ من مهندس تصميم وحسابات وتنفيذ، وكل هذا وأنا أتعلم وحولنا نهر برلين لنبني نفق تحت ونرجعه تاني لمكانه، وبعدها بنينا أنفاق فوق الأرض ونزلنها تحت الأرض، وبنينا في تربه صعبة، ونستخدم الماكينات حاليا في الحفر تحت قناة السويس وفي مترو الأنفاق في مصر حاليًا، وكنا نعمل بروح الجماعة والفريق، وتحمل المسؤولية، وهذا جعلنا ننفذ أكبر محطة سكة حديد في أوروبا، ولا يوجد شيء مستحيل، وكثير من الصبر والعمل الجاد يصبح الحلم دائما واقعًا.

وأكد: «أنا مش أخذت فقط جوائز ولكن تعلمت أن تعرف اللغة وإيه هي واجباتكم وحقوقك وتعلمت أن العمل الجاد هو طريق النجاح، واتعلمت أخلاقيات العمل ونبعد عن الكسل وعدم الضمير وعدم الأمانة ونحول الطاقات المتعطلة إلى طاقات منتجة، والإنسان الألماني لا يستسلم لأي عقبة ويصر على النجاح مهما كانت العقبات، لا يوجد شيء اسمه يأس، ولا يدخل قلبك لآنه يؤدي للكسل وتعلمت ثقافة الاختلاف وليس الخلاف، ولابد أن يعمل في مكان نظيف، والإنسان الألماني يستغل وقته في بناء نفسه، حتى وقت فراغه يطور نفسه في كثير من المجالات دورات خاصة أو يتعلم لغة جديدة.

وأضاف: «لقاء اليوم فرصة للحوار وتبادل الأفكار وفرصة من كل ناحية، واللي مش بيشتغل بيغلط غلطة عمره، يبقي عملت حضارة الغلطات، ولما اذهب لمحاضرة اسألهم عن الأخطاء التي وقعت فيها، وأنا لا أحب أن أنتظر أحد يأتي لي بالشغل أنا نزلت وبعت جرائد، وليس كل حاجة البلد أعطتهم إيه، الشباب عليه أن يكون شيء ولا ينتظر، ومش كل حاجة تقدر بالفلوس».

وعن المشاريع الموجودة حاليا في مصر، قال:«أنا شوفت شباب مصري يقود أكبر ماكينة في العالم تنزل تحت قناة السويس لعمق 47 متر، فالأمل موجود، وأنا أحضر مرة كل 3 أسابيع مصر، وأحب أشتغل في فريق وليس كرئيس

وتوالت أسئلة الجمهور عن أي لغة يتعلموها، وعن الفرق بين التعليم المصري، والتعليم في ألمانيا وعن الكورسات التي يحتاجها الشاب ليسافر، فأجاب أي لغة تعلمتها هي مكسب، وتحاول ثقافة المجتمع الذي تعامل معه، ولازم أحب اللغة لآن بها أوصل اللغة أسرع لقلوب الناس، وعندما تسافر تسأل نفسك هتشتغل إيه، لابد من التزود بالعلم واللغة، وهناك العامل الفني يأخذ راتب في بعض الأحيان أفضل من المهندس لأنه ينفذ له ما يفكر فيه بكل دقة، ولدينا نماذج رائعة في مصر مثل الدكتور محمد غنيم، والدكتور المرحوم أحمد زويل.

Leave a Reply