اعتبارًا من غدًا الأربعاء، يتبقى 100 يوم فقط على انطلاق منافسات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة «بيونجتشانج 2018».
ورغم الإيقاع السريع للاستعدادات النهائية، فإن عمليات بيع التذاكر التي تتسم بالبطء، والأزمة السياسية بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية مازالت تلقي بظلالها على هذه الاستعدادات.
فرغم عدم بدء تساقط الثلج، وفي ظل درجات الحرارة المعتدلة في «بيونجتشانج»، تسير الاستعدادات النهائية على قدم وساق، تأهبًا لانطلاق أول دورة أولمبية شتوية تحتضنها كوريا الجنوبية، في فبراير المقبل.
وتركزت وعود كوريا الجنوبية لضيوف الأولمبياد على سهولة الدخول إلى مواقع استضافة المنافسات وتوافر منشآت على طراز عال، إلى جانب الجودة العالية في الإجراءت التنظيمية، حيث تتطلع كوريا إلى تحقيق طفرة في الألعاب الشتوية بالقارة الآسيوية.
ومع ذلك لا تزال عمليات بيع التذاكر تسير ببطء، رغم الحماس الذي تعيشه مدينة «بيونجتشانج»، الواقعة شمال شرق كوريا الجنوبية، والتي يقطن بها عدد قليل من السكان.
كذلك ألقت الفضيحة السياسية الخاصة بالرئيسة السابقة لكوريا الجنوبية، بارك جن هي، المتهمة في قضية فساد واستغلال نفوذ أثارت ضجة كبيرة في البلاد، وكذلك التوترات المتصاعدة في شبه الجزيرة الكورية، بظلالها على الأولمبياد.
وأبدت عدة دول مخاوف إزاء الوضع الأمني في البلاد خلال الأولمبياد الشتوي، لكن حكومة كوريا الجنوبية أكدت مرارًا وتكرارًا على ضمان تأمين زوارها خلال الدورة الأولمبية، إلى جانب فرصة مشاركة اثنين من محترفي التزلج على الجليد من كوريا الشمالية في الدورة.
– أولمبياد المسافات القريبة:
منذ البداية، جرى التأكيد على مفهوم «المسافات القصيرة في الدورة الأولمبية»، وتم بناء مركز «ألبينسيا» للألعاب الشتوية في عام 2009 ليكون موقعًا للتزلج والألعاب الأولمبية، وانطلاقًا منه يمكن الوصول خلال نحو 30 دقيقة إلى أغلب المواقع الـ12 المستضيفة للمنافسات الأولمبية، ومنها المواقع الساحلية في جانجنيونج.
ولا يبعد عن ذلك سوى مركز جونجسيون للتزلج الألبي.
ومن المأمول أن تصبح «بيونجتشانج» واجهة للألعاب الرياضية الشتوية، بعد نحو 30 عامًا من استضافة كوريا الجنوبية لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية «سول 1988».
وأشاد مراقبون من اللجنة الأولمبية الدولية بمنظمي «بيونجتشانج 2018» طوال أشهر، ولكن اللجنة المسؤولة طالبت مؤخرًا بوضع خطط مناسبة للإرث بالمواقع التي تحتضن المنافسات.
وقد ذكرت اللجنة المنظمة أن مصير ثلاثة مواقع من بينها موقعا منافسات هوكي الجليد ومنافسات تزلج المنحدرات، لم يحسم بعد.
– توترات سياسية:
في ظل الصراعات مع كوريا الشمالية، تحاول الحكومة بكوريا الجنوبية التأكيد على قيمة ودور الألعاب الأولمبية في السلام بالمنطقة.
وقال وزير الثقافة والرياضة والسياحة الكوري الجنوبي، دو جونج هوان: «إنها لحظة مهمة للغاية تأتي في وقت يمكننا فيه رفع شعار السلام».
واعترف دو جونج هوان بقلق بعض الدول في ظل التجارب النووية والصاروخية التي بدأتها كوريا الشمالية مؤخرًا.
ومع ذلك، رفضت اللجنة الأولمبية الدولية تلك المخاوف الأمنية، حيث قال الألماني توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية، إن تطبيق خطة بديلة للألعاب هو أمر ليس مطروحًا.
وكان تأهل محترفي التزلج الكوريين الشماليين ريوم تاي أوك وكيم جو سيك إلى الأولمبياد مرحبًا به بشكل كبير، وقد صرحت لي جيهاي، المتحدثة بإسم اللجنة المنظمة للأولمبياد: «إنها أخبار جيدة بالنسبة لنا».
– مبيعات تذاكر ضعيفة:
تأمل اللجنة المنظمة في بيع 90% على الأقل من التذاكر المتاحة، البالغ عددها 1.17 مليون تذكرة، منها 70% لمواطني كوريا الجنوبية، ولكن عملية البيع سارت ببطء حتى منتصف أكتوبر الجاري، فقد جرى بيع نحو ثلث عدد التذاكر فقط، وذلك لأسباب مختلفة جرى التكهن بها.
فقد ذكر لي سيونج يون، خبير التسويق، أن الألعاب الشتوية لا تحظى بشعبية كرة القدم أو البيسبول، كما أن كوريا الجنوبية ليس لديها حاليًا نجم استثنائي بحجم نجمة سباقات التزلج الفني السابقة كيم يونا.
وأضاف لي سيونج يون: «هناك سبب آخر يتمثل في بعد بيونجتشانج عن سول، التي تشكل المركز الثقافي بالبلاد»، مشيرًا إلى أن العديد من مواطني كوريا الجنوبية يشككون في قيمة الدورة الأولمبية.
وأبدت اللجنة المنظمة تفاؤلًا بشأن الفترة المقبلة، وقد صرحت المتحدثة «لي»، قائلة: «نحن واثقون من ارتفاع المبيعات، لقد رأيتم ذلك في أحداث كبيرة سابقة في كوريا الجنوبية، مثل كأس العالم 2002 لكرة القدم، حيث تزايدت مبيعات التذاكر بين الكوريين مع اقتراب انطلاق البطولة حينذاك».
كذلك يرى الصحفي الكوري الجنوبي لي سيو يونج أن الفضيحة المتعلقة بالرئيسة السابقة «بارك»، كان لها أثر سلبي على سكان إقليم «كانج-وون»، وأوضح: «لا يمكنني استشعار الإثارة هنا حتى الآن».
واعترف لي هي بيوم، رئيس اللجنة المنظمة، بأن الأولمبياد كان هدفًا لعمليات فساد تتعلق بمشروعات الإنشاء، لكن العقود التي وقعت كانت واضحة ونظيفة في النهاية.
– الأمل الأولمبي:
حتى مع عدم وجود نجم استثنائي بحجم النجمة السابقة «كيم»، يعلق الكوريون الجنوبيون أمال عريضة على منافسات الجليد، حيث أن لديهم مجموعة من أبرز نجوم العالم ببعض مسابقاتها.
وكان للنجمة «كيم» دورًا بارزًا في الارتقاء بمنافسات التزلج الفني في بلادها، بعدما توجت بالذهبية في أولمبياد فانكوفر 2010، والفضية بعدها بأربعة أعوام في أولمبياد سوتشي، والآن تعمل سفيرة للأولمبياد المقبل.