سحر الأحجار: «شظايا النجوم.. ودموع الآلهة.. وحامية الموتى في طريقهم للحياة الأخرى»

ايقونة

ايقونة


تصوير :
المصري اليوم

«ظن الرومان قديماً أنها شظايا تتساقط من النجوم فى السماء، واعتقد الإغريق أنها دموع آلهتهم، أما الفراعنة فأحاطوا بها موتاهم ظنًا منهم أن وجودها يحمى الأموات فى طريقهم إلى الحياة الأخرى».. إنها «الأحجار الكريمة».. تلك القطع المدهشة التى تتحدى الزمن، ولا تتوقف أو تقل قيمتها بمرور الزمن، حتى إنها استخدمت فى حضارات أخرى كتعبير عن الحب، وقدمت للنساء فى حفلات الزفاف اعتقاداً أنها تزيد من خصوبتهن.

ومع مرور السنوات بقيت قيمة تلك الأحجار ثابتة إلا أن معانيها وأغراضها تغيرت، واختلفت باختلاف نظرة الإنسان، الذى ربطها عقليًا باللون، وأصبح للألوان معان تعكسها أحجار تحمل فى طياتها مشاعر إنسانية عميقة، حللتها الكاتبة المتخصصة فى علم الأحجار الكريمة، أنطوانيت ماتلينز، التى نشرت ستة كتب فى هذا الشأن، كان آخرها باسم «الأحجار الكريمة الملونة».

وترتبط الأحجار الزرقاء ذهنيًا بالجنة والبحر، أما الحمراء فترمز للحب والرغبة، فيما تعبر الخضراء منها عن الولاء والتجدد كالزرع الذى ينمو مجددًا كلما قص منه.

قيمة تلك الأحجار ومعانيها قد تختلف حتى باختلاف الجنس، فالأصفر على الرجال يعنى السرية لكنه على العكس يعنى الكرم إذا ما ارتدته النساء، كذلك الأحجار البيضاء الشفافة، على سبيل المثال، فعادة ما تمثل الصداقة والشرف والالتزام الدينى بالنسبة للرجال، أما بالنسبة للنساء فترمز للنقاء والتأقلم والتفكير العميق.

سحر تلك الأحجار لا يتوقف هنا، فتلك القطع الملونة تحمل تاريخًا أيضًا يضيف لها قيمة فوق قيمتها. وربما تباع تلك الأحجار اليوم اعتمادًا على النقاء والشكل والوزن واللون، إلا أنها قد تساوى أكثر عند النظر لتاريخ كل منها، وهى الفكرة التى طبقها اتحاد تجارة الأحجار الكريمة الأمريكى، فأضاف مع كل قطعة تعرض للبيع «كارت معلومات»، يتحدث عن تاريخ تلك القطعة، وهو الأمر الذى استهوى المشترين الذين أسرتهم الفكرة بشدة.

أما بالنسبة للعلماء فإن تقديرهم لقيمة تلك الأحجار، كما تقول نينا بهنام، من بيت «بولجارى» للمجوهرات، يعود لموطنها الأصلى وارتباطها بالجبال والمحيطات والبيئة القديمة، فمثلًا يمكن تتبع بعض الأحجار المستخرجة من شرق أفريقيا لترى أنها تعود لجبل كان يومًا يربط بين مدغشقر وسريلانكا قبل 500 مليون عام وأصبح اليوم تاريخًا، كذلك يبلغ عمر بعض الأحجار الكريمة قرابة مليار عام. وتبقى تلك الأحجار ذات أهمية مختلفة، كل ينظر لها على طريقته وحسب اهتماماته، فربما تجذبك معانيها ورموزها، وربما يجذبك لها تاريخها مع الأشخاص، أو تاريخها مع الطبيعة، أو ربما مجرد فكرة أنها أحجار استطاعت الحفاظ على قيمتها العالية لآلاف السنوات، إلا أنه وبصرف النظر عما يجذبك إليها، يبقى الجميع متفقا على أنها حقًا أحجار ساحرة.

Leave a Reply