كشفت وثائق زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، التى أفرجت عنها وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (سى آى إيه)، مساء الأربعاء الماضى، عن العلاقة التى ربطت التنظيم الإرهابى بجماعة «الإخوان» الإرهابية.
وأظهرت إحدى الوثائق إقراراً من بن لادن بالتزامه وتأثره بجماعة الإخوان، تاريخياً ومنذ تأسيسها فى مصر على يد حسن البنا. وقالت شبكة «سكاى نيوز» البريطانية إن ما جاء فى وثائق «بن لادن» يؤكد وجهة النظر التى يراها الكثيرون بشأن أن كل التنظيمات الإرهابية خرجت من رحم الإخوان، غير أن الأخيرة أتقنت التلون وتبادل الأدوار.
وأضافت الشبكة أن الإخوان والتنظيمات الإرهابية تتشارك ذات الفكر، المتمثل فى تطبيق منظور خاص للدين الإسلامى، وجميعها لديها نفس الهدف ألا وهو الوصول لسدة الحكم وإنشاء ما يسمى دولة الخلافة، لكن يظل الاختلاف بين الجماعة والتنظيمات الإرهابية ممثلا فى الطريقة المتبعة فى الوصول إلى الهدف. وتابعت أن الإخوان استغلت القاعدة وداعش كجناح مسلح يدينان لها بالولاء ليقدما جناحهما السياسى باعتباره الوجه المعتدل القادر على استيعاب تلك التنظيمات، إلا أن تلك الوثائق الخاصة بـ«بن لادن» تؤكد طبيعة تلك العلاقة المشبوهة كما أنها تغير وجهة نظر المترددين حتى الآن فى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية.
وكشفت وثائق بن لادن، التى صادرتها القوات الأمريكية، خلال الهجوم على مقره السكنى فى باكستان حيث تم اغتياله، عن أبعاد الدور القطرى فى تنظيم القاعدة واعتبارها جهة مفضلة لعناصر وقيادات القاعدة، إذ جاء فى إحدى الرسائل التى وجهها «بن لادن» قبيل مقتله إلى زوجته الصغرى خيرية صابر، خلال استضافتها فى إيران مع ابنها حمزة بن لادن ضمن عدد كبير من قيادات القاعدة وأسرة بن لادن، والتى كتبها بتاريخ 30 صفر 1432هـ: «ذكرت فى رسالتك أنهم كانوا يقولون بأنهم إما أن يسفروكم إلى قطر أو سوريا.. فما الرأى الذى أبداه محمد وإخوانه وأنت وحمزة عند ذلك، وهل طلبت الذهاب إلى قطر؟ وإن طلبت فبماذا ردوا؟ والمراد أن نفهم هل تعمدوا إخراجكم إلى هذا الاتجاه لمتابعة مسيرتكم حيث إنهم توقعوا مجيئكم إلىّ؟».
ورداً على المعلومات التى نشرتها الوكالة الأمريكية حول العلاقة بين إيران والقاعدة وأن طهران عمدت إلى تزويد التنظيم الإرهابى بالمال والسلاح، نددت إيران بالمعلومات ووصفتها بـ«الكاذبة».
وكتب وزير الخارجية الإيرانى، محمد جواد ظريف، فى تغريدة، مساء أمس الأول، قال فيها إن الأخبار الكاذبة لـ«سى آى إيه»، ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات حول وثائق منتقاة لتنظيم القاعدة متعلقة بإيران لا يمكنها إلغاء دور حلفاء الولايات المتحدة فى هجوم 11 سبتمبر، فيما قالت شبكة «سكاى نيوز»، أمس، إن تجميد وزارة الخزانة الأمريكية أرصدة 6 من قيادات التنظيم الموجودين فى إيران يؤكد أن طهران كانت حلقة مهمة فى تمويل التنظيم الإرهابى لاستهداف أمن دول المنطقة.
وكشفت وثائق أبوت آباد توجيه تنظيم القاعدة لقياداته بالانتحار، خشية الوقوع فى قبضة الأجهزة الأمنية، وذلك منعاً لإفشاء أى معلومات أو أسرار تتعلق بالتنظيم ومموليه وداعميه، وظهر فى رسالة مطولة من المرجح أنها تعود إلى بن لادن، دعوة قيادات التنظيم إلى الانتحار، بأيسر الطرق وأسهلها كى لا يقعوا فى الأسر، كما كشفت الوثائق أن أسامة بن لادن خطط لقتل الأمير هارى، وأنه سعى إلى تتبع تحركاته داخل العراق، حين كان من المفترض أن يشارك فى مهام عسكرية فى العراق فى مايو 2007، ولكن الخطة تغيرت فى اللحظة الأخيرة خشية أن يتم استهدافه وانتقلت مهامه إلى أفغانستان سراً.