كيف يرى الإعلام الغربي الحملة السعودية؟

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعلن إطلاق مشروع «نيوم» الاقتصادي الذي يمتد عبر مصر والأردن خلال مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلي بالرياض - صورة أرشيفية

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعلن إطلاق مشروع «نيوم» الاقتصادي الذي يمتد عبر مصر والأردن خلال مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلي بالرياض – صورة أرشيفية


تصوير :
أ.ف.ب

تصدر قرار السعودية المفاجئ باعتقال عدة أفراد من العائلة المالكة ورجال أعمال، اهتمامات الصحف الغربية، الخطوة التي حللها البعض بأنها محاولة لتدعيم سلطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما حاول البعض الربط بين القرارات الأخيرة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن احتجاز الأمير متعب بن عبدالله، وزير الحرس الوطني واستبداله بالأمير خالد بن عياف يؤسس لـ«بسط سيطرة ولي العهد على المؤسسات الأمنية»، والتي كان يسيطر عليها سابقاً أفرع مختلفة من الأسرة الحاكمة.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن تحقيق الفساد الذي استهدف أفراد العائلة المالكة، «استعراض للقوة من قبل ولي العهد» يهدف إلى إزالة أي معارضة محتملة خلال عمله على خطته للإصلاح، ورؤيته الطموح للسعودية.

وأكد زميل معهد «راجاراثنام للدراسات الدولية»، جيمس دورسي، للصحيفة أن «عمليات الاحتجاز تخرق تقاليد توافق الآراء داخل الأسرة الحاكمة، والتي تعادل شؤونها الداخلية سرية الكرملين في عهد الاتحاد السوفيتي»، وأضاف: «ومع ذلك، فإن عمليات الإقالة والاحتجاز تشير إلى أن الأمير اختار بدلا من إقامة تحالفات، توسيع قبضته الحديدية على الأسرة الحاكمة والجيش والحرس الوطني لمواجهة ما يبدو أنه معارضة تتوسع داخل الأسرة وكذلك الجيش بسبب إصلاحاته وحرب اليمن».

ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الخطوة جاءت في أعقاب حملة احتجاز واسعة في سبتمبر الماضي طالت المعارضين السياسيين، اعتقل على إثرها نحو 30 من رجال الدين والمثقفين.

وقال محرر الأسواق الناشئة في شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية، جون ديفتيريوس، إن عملية التطهير كانت جزءا من «إصلاح من القمة إلى القاع»، وأشار إلى أن هناك مخاوف منذ فترة حول الفساد داخل السعودية، موضحاً أن «تصحيح أسعار النفط غير اللعبة، وهناك من لا يستطيعون تحملها كما فعلوا خلال الـ20 عاما الماضية».

وشدد فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية «لندن للاقتصاد» للشبكة، على أن العالم يشهد «ولادة نظام جديد في السعودية»، وقال: «إن ولي العهد لا يعزز سلطته فحسب، بل يرسم رؤيته للمملكة ويضع رؤيته موضع التنفيذ»، مشيراً إلى أن «كثيرا من الناس قلل من قدرة ولي العهد، ليس فقط لتعزيز سلطته ولكن لهيكلة الدولة والاقتصاد»، وأضاف أن «السعودية تمر بمرحلة انتقالية كبرى، تستغرق بعض الوقت حتى يصبح هذا النظام الجديد راسخا وواضحا».

وقال خبير اقتصادي في بنك خليجي كبير، رفض ذكر اسمه، لوكالة «رويترز»: «لا يوجد أحد في السعودية يعتقد أن الفساد هو سبب عمليات التطهير»، مضيفاً أن «الأمر يتعلق بتدعيم السلطة والإحباط، لأن الإصلاحات لم تحدث بسرعة كافية».

وبحسب وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، رأى الباحث في معهد «جيمس إيه بيكر للسياسة العامة»، كريستيان كواتس، أن الاعتقالات تهدف لضمان سلاسة انتقال ولي العهد إلى العرش، وقال: «بصفته قائدا سيبقى في السلطة لعقود من الزمن، لذلك يعيد الأمير محمد إعادة تشكيل المملكة في صورته، بالإشارة للخطوة التي تبعد عن التوازن التوافقي للمصالح المتنافسة التي ميزت الحكم السعودي في الماضي».

ورأت وكالة «بلومبرج» الأمريكية أن الخطوة السعودية «غير المسبوقة» تعني أن السعوديين «جادون في الإصلاح». وقال محمد على ياسين، الرئيس التنفيذي لشركة «أبوظبي الوطنية للأوراق المالية» للوكالة: «لقد تم تدشين مبدأ المساءلة، الجميع سيشعر بالقلق الآن، ولا أحد محصنا»، وأوضح «بعض هذه الأسماء كانت في مناصبها لمدة 30 عاما،وهذا يؤثر على المملكة القابضة والخطوط السعودية ووزارة المالية».

وقلل مازن السديري، رئيس قسم الأبحاث بشركة «الراجحي المالية»، في الرياض للوكالة، من تأثير تلك الخطوة على الاقتصاد السعودي، قائلا: «هناك بعض التكهنات الأولية بشكل عام، لأن الناس يشعرون بالقلق إزاء ما حدث، وسيتم ترجمة ذلك في أداء البورصة»، وأضاف «لكن إذا نظرتم إلى المدى الطويل، فينبغي أن ينظر إليها على أنه تدبير إيجابي للبلد والسوق».

حاولت شبكة «سي.إن.بي.سي» الأمريكية إيجاد الصلة بين «لاعبي القوة» السعوديين، بحسب وصفها، وترامب الذي سارع بالاتصال بالعاهل السعودي، عقب الخطوة غير المتوقعة، وبعد زيارة سرية لمستشار البيت الأبيض، جاريد كوشنر، صهر ترامب قبل أيام.

وأشارت الشبكة إلى أن ترامب تربطه علاقة قوية بالأمير محمد بن سلمان والمستثمر السعودي الوليد بن طلال، ولفتت إلى أنه بالإضافة إلى احتمال أن زيارة ترامب إلى السعودية كانت من تنظيم «بن سلمان»، فإن ولي العهد السعودي تربطه علاقة قوية مع «كوشنر»، وأبرزت الشبكة الخلاف بين الرئيس الأمريكي، والوليد بن طلال، الذي هاجم ترشح ترامب للرئاسة عام 2015.

وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه بعد اعتقال «بن طلال»، سيتردد صداه على استثماراته في العالم، والذي يملك حصصا كبيرة في «تويتر»، و«ليفت»، «سيتي جروب» و«21 سينشيري فوكس»، كما يشارك بعض رجال الأعمل مثل بيل جيتس، روبرت مردوخ، ومايكل بلومبرج.

Leave a Reply