إنجاز كروى كبير حققه منتخب مصر الأول ببلوغه نهائيات كأس العالم بروسيا 2018، عقب 28 عاماً من الغياب عن المشاركة، حيث عاد الفراعنة مجدداً في الحدث الكروى الأكبر عالمياً بعد مشاركة أخيرة في مونديال 1990 بإيطاليا.
وعلى مدار 28 عاماً تبدلت العديد من الأمور وطرأت العديد من التغيرات بشتى جوانب الحياة سواء في مصر أو في العالم أجمع، وهو ما نرصده في التقرير التالى:
مع صعود منتخب مصر لمونديال 1990 بلغ عدد سكان المحروسة 50 مليون نسمة، طبقاً لمركز التعبئة العامة والإحصاء، ووصل هذا العدد إلى الضعف مع بلوغ الفراعنة مونديال 2018، فحسب آخر إحصائية لسكان مصر لمركز التعبئة بلغ عدد سكان البلاد 100 مليون نسمة.
ولم يكن محمد صلاح، نجم منتخب مصر الحالى، صاحب هدفى صعود الفراعنة لمونديال 2018، قد وُلد بعد، خلال صعود منتخب البلاد لكأس العالم 1990، حيث يعد نجم ليفربول الإنجليزى من مواليد عام 1992، حاله حال أغلب نجوم منتخبنا من الجيل الحالى، بينما يتولى صاحب هدف بلوغ الفراعنة لمونديال إيطاليا 1990، حسام حسن، المسؤولية الفنية لفريق المصرى البورسعيدى في الوقت الحالى.
في عام 1990 كانت مكافأة لاعبى منتخب مصر هي شهادة استثمار بقيمة 30 ألف جنيه لكل لاعب، بينما كانت جائزة الدولة للاعبى الفراعنة بعد بلوغ مونديال روسيا 2018 هي حصول كل منهم على مليون ونصف المليون جنيه، وهو ما يعنى حصول محمد صلاح على 50 ضعف مكافأة مجدى عبدالغنى ورفاقه من جيل التسعينيات.
عندما سجل حسام حسن هدفه في شباك المنتخب الجزائرى ليعلن عن تواجد مصر بمونديال 1990 كان سعر الذهب في مصر عيار 24 يبلغ 14 جنيهاً فقط، في حين شهد اليوم الذي سجل خلاله محمد صلاح ثنائية تأهل الفراعنة لمونديال روسيا 2018 وصول سعر عيار 24 للذهب في البلاد لـ740 جنيهاً بزيادة تبلغ حوالى 725 جنيهاً خلال 28 عاماً.
مع خوض منتخب مصر مشواره بمونديال 1990 كان هيكتور كوبر المدير الفنى الحالى لمنتخب مصر والذى قاد الفراعنة لمونديال روسيا، يبلغ من العمر 35 عاماً، تدفعه خبرته لقيادة خط وسط فريق هوركان الأرجنتينى وشغل مركز لاعب الارتكاز في منتصف ميدان الفريق، حيث اعتزل كوبر اللعبة في عام 1992 وهو العام الذي شهد مولد نجم ليفربول ومنتخبنا القومى محمد صلاح.
خلال المشاركة الأخيرة للفراعنة في مونديال إيطاليا عام 1990 كان عصام الحضرى، قائد منتخب مصر الحالى والذى يقترب من رقم قياسى عالمى كأكبر لاعب سناً يشارك في تاريخ كأس العالم، يبلغ من العمر 17 عاماً- يعيش في فترة المراهقة حاله حال جميع الشباب في هذه السن، يلعب في فريق الناشئين بنادى دمياط بعد حصوله على دبلوم الزراعة.
تراوح سعر الدولار الأمريكى في عام 1990 مقارنة بالجنيه المصرى ما بين 160 و170 قرشاً، فيما يشهد الدولار في الوقت الحالى ارتفاعاً كبيراً أمام الجنيه المصرى، حيث يتراوح سعره بين 17 و17.5 جنيه مصرى، الحال ذاته لباقى السلع الإنتاجية والتى يقيسها دائماً المصريون بسعر كيلو اللحم الذي بلغ 4 جنيهات في عام 1990 في الوقت الذي يصل إلى 160 و180 جنيهاً في الأسواق المصرية ومحال الجزارة في العام الحالى.
ثورة تكنولوجية عظيمة شهدتها الألفية الحالية مازالت مستمرة في العديد من الانبهارات والاختراعات التي لم تكن حاضرة مع بلوغ الفراعنة مونديال 1990، فلم يكن يعرف المصريون وقتها العديد من الاختراعات على رأسها الهواتف المحمولة والشبكة العنكبوتية «الإنترنت» بل الحاسوب الآلى «الكمبيوتر» و«الآى باد» و«الآى فون» وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة، فكان «الوكمان»، عبارة عن مسجل صغير الحجم يحتوى على سماعات أذن، هو أحدث الاختراعات التي عرفها المصريون مع بلوغ منتخب بلادهم المونديال عام 1990.