«المقتنى».. عاشق فى «محراب الفن»

ايقونة

ايقونة


تصوير :
المصري اليوم

«عشاق فن».. هم نجوم ظل لا يبخلون وسط المراحل التى يمر بها الفن التشكيلى، بدفع أموال طائلة بهدف اقتناء العمل الفنى المميز، بعد أن تقودهم «نداهة العشق»، إلى اقتناء قطع ولوحات قد يراها آخرون «عادية».

ويتخطى مفهوم «المقتنى» مجرد شراء الأعمال الفنية أو مجرد القدرة المادية للقيام بهذا الدور، فهو شخص له حس فنى خاص يدفعه لشراء أعمال معينة يعلم جيداً أن قيمتها الفنية ستزداد، وبهذا الحس والشغف ربما يتحكم فى سوق الفن بشكل كبير.

وعن أهمية دور المقتنى، يقول الدكتور أشرف رضا، أستاذ الفنون الجميلة، إن هذا الشخص المقتنى يعد الحلقة الأهم فى توثيق الفنون، فلولا الحس الفنى الذى يتميز به المقتنى، ربما لم تصل أعمال فنية قيمة للعالم كله بعد مضى عشرات السنوات، ولولا رؤيته الفنية النابعة من مجرد حب للفن، حتى وإن لم يملك الموهبة، ما بيعت أعمال فنية مصرية بملايين الدولارات.

ويضيف أن هناك 10 مقتنين مصريين أصبحوا أسماء وصلت إلى السوق الفنية الدولية باقتنائهم كنوز الفن التشكيلى المصرى، مثل لوحة الفنان محمود سعيد التى بيعت فى أحد المزادات بـ 2 مليون دولار، كما أن كبار المقتنين المصريين كان لهم الدور الأهم فى عمل أول كتالوج مُسبب لفنان مصرى فى التاريخ وهو الفنان محمود سعيد.

ويوضح «رضا» أن عددا من هؤلاء المقتنين، الذين يفضلون دائماَ الابتعاد عن الشهرة والأضواء، كانوا وراء إقامة أول معرض فى باريس عن السريالية المصرية، ثم أصدروا كتابا يجمع كل الأعمال الفنية التى قدمت خلال المعرض لتوثيق دور السريالية المصرية كمهد لما شهده العالم بعد ذلك فى هذا الفن. وعن الاستثمار فى الفن، يقول «رضا» إنه أمر مقبول لأنه بالأساس قائم على فكرة حب الفن وتوثيقه، كما أنه لولا هذا الفكر ربما اندثرت أعمال قيمة كثيرة. ويضيف «رضا» أن وجود المقتنين فى مصر والعالم العربى ساعد فى انتعاش سوق الفنون الذى تشهده المنطقة العربية، خاصة دولة الإمارات التى أصبحت من أهم الدول العربية المعنية بالفنون والثقافة، ويظهر ذلك جلياً فى عدة كيانات مثل لوفر أبوظبى الذى افتتح مؤخرا، وهذا الرواج من شأنه أن يصب فى مصلحة الفن سواء فى مصر أو بقية الدول العربية.

Leave a Reply