تعدد نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث عقد اجتماعات لبحث تداعيات العمل الإرهابي بمسجد الروضة بسيناء، وتقديم الدعم لأسر الضحايا، والتوجيه بخطة للتنمية الشاملة بمنطقة بئر العبد، واستعراض الأوضاع الاقتصادية، ومتابعة عمل جميع قطاعات وزارة الزراعة، وشهد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، واستقبل وزير الدفاع الروسي.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، ومجدي عبدالغفار وزير الداخلية، وخالد فوزي رئيس المخابرات العامة، لبحث تداعيات العمل الإرهابي الغادر الذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء في مسجد «الروضة» بمنطقة بئر العبدبشمال سيناء.
واطلع الرئيس على تقارير حول الحادث من الوزراء، وتطورات جهود ملاحقة العناصر الإرهابية التي نفذته وشاركت فيه، حيث شدد على ضرورة بذل أقصى الجهد من كل الجهات المعنية للقبض على مرتكبيه، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ أقصى درجات الاستعداد والجاهزية لمجابهة أي أخطار أو عمليات إرهابية والقضاء على مرتكبيها.
وأكد الرئيس خلال الاجتماع ثقته في أن مصر قادرة على الانتصار في الحرب ضد الإرهاب، واجتثاثه تماماً من جذوره، بفضل صمود شعبها وتضحياته.
وأدانت رئاسة الجمهورية ببالغ القوة وبأقسى العبارات العملَ الإرهابي الآثم الذي تعرضت له البلاد، وأسفر عن استشهاد مواطنين مصريين من أبناء هذا الشعب العظيم بينما يؤدون صلاة الجمعة في أحد المساجد بمنطقة بئر العبدفي شمال سيناء.
وقال بيان للرئاسة: وإذ تنعى رئاسة الجمهورية شهداء الوطن وتتقدم بخالص العزاء لأسرهم وذويهم، تؤكد أن هذا العمل الغادر الخسيس، الذي يعكس انعدام إنسانية مرتكبيه، لن يمر دون عقاب رادع وحاسم، وأن يد العدالة ستطول كل من شارك، وساهم، ودعّم أو موّل أو حرض على ارتكاب هذا الاعتداء الجبان على مصلين آمنين عزّل داخل أحد بيوت الله«.
وأضاف البيان:كما يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الألم الذي يشعر به أبناء الشعب المصري في هذه اللحظات القاسية لن يذهب سُدى، وإنما سيستمد منه المصريون الأمل والعزيمة للانتصار في هذه الحرب التي تخوضها مصر بشرف وقوة ضد الإرهاب الأسود، الذي سيلقى هزيمته ونهايته فوق أرض مصر المباركة، بمشيئة الله، وبثقة وإيمان شعبها الصامد العظيم.
ثم عقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتور مصطفي مدبولي القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وتلقى تقريرا حول الحالة الصحية لمصابي الحادث الإرهابي الآثم الذي تعرض له مسجد الروضة، وذلك في ضوء الزيارة التي قام بها الدكتور مدبولي برفقة وزيري الصحة والتنمية المحلية للمستشفيات التي تم نقل المصابين إليها بالقاهرة.
ووجه الرئيس بمواصلة الحكومة تقديم كافة أوجه الدعم لأسر ضحايا الحادث الإرهابي الأليم، فضلاً عن المتابعة الدورية لحالة المصابين وتوفير الرعاية الطبية الكاملة لهم، بالإضافة إلى تقديم الدعم المادي والاجتماعي اللازم حتى إتمام شفائهم، كما وجه بالبدء في إعداد خطة تنمية شاملة لمنطقة بئر العبد، وذلك إلى جانب الخطط التنموية الجاري تنفيذها بالفعل في سيناء.
ووجه الرئيس أيضا بمواصلة الحكومة جهودها لتنفيذ مختلف الخطط التنموية والانتهاء من المشروعات الجارية وفقاً للبرامج الزمنية المحددة، بما يساهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين وتحقيق تقدم ملموس وسريع على صعيد تحقيق التنمية الشاملة باعتبارها أحد أهم محاور مواجهة الإرهاب بكافة جوانبه.
وتلقى الرئيس السيسى اتصالات هاتفية من العديد من زعماء العالم للإعراب عن خالص التعازي في ضحايا الهجوم الإرهابي الآثم بمسجد الروضة بشمال سيناء، والتأكيد على دعم بلادهم لجهود مصر في مكافحة الإرهاب، وأكد الرئيس خلال هذه الاتصالات ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل مكافحة الإرهاب الذي بات خطرا يهدد أمن واستقرار العالم بأسره، وعزم مصر على مواصلة جهودها للقضاء على الإرهاب والفكر المتطرف واجتثاثه من جذوره، وأن حادث مسجد الروضة بشمال سيناء لن يُزيد الشعب المصري إلا إصراراً على مواصلة معركته الباسلة ضد الارهاب وقوى الظلام، ومن بين هؤلاء الزعماء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس العراقي فؤاد معصوم والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وسعد الحريري رئيس وزراء لبنان، ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، والرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، ورئيس جمهورية توجو فورى جيناسنجي.
وفي اجتماع عقده الرئيس السيسي مع طارق عامر محافظ البنك المركزي، شدد الرئيس على أهمية الاستمرار في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواصلة خفض الدين العام وزيادة الاحتياطي النقدي، مع ضرورة مراعاة محدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية، والعمل على توفير الموارد المالية اللازمة لإتاحة السلع الأساسية للمواطنين والحفاظ على استقرار أسعارها.
وتم خلال الاجتماع استعراض أوضاع السياسة النقدية وما يتخذه البنك المركزي من خطوات للمساعدة في تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي، حيث أشار طارق عامر إلى التقييم الإيجابي لبعثة صندوق النقد الدولي حول برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه مصر، وذلك بعد الزيارة الأخيرة التي أجرتها بعثة الصندوق للقاهرة، حيث أكد رئيس البعثة أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة على مستوى السياسات مستمرة في تحقيق نتائج إيجابية، منوها لاستعادة ثقة السوق وتعزيز النمو وتقليص عجز الموازنة والعجز في ميزان المدفوعات.
كما أكد محافظ البنك المركزي استمرار التحسن في هيكل النمو الاقتصادي حيث انخفضت معدلات الاستهلاك وارتفعت معدلات الصادرات، كما تراجعت معدلات التضخم والبطالة واستمر نمو الناتج المحلى الإجمالي الحقيقي في الارتفاع، كما أن احتياطي النقد الأجنبي ارتفع ليصل إلى 36.7 مليار دولار أمريكي ليسجل أعلى مستوى له تاريخيا.
وأشار محافظ البنك المركزي أيضاً إلى أن القطاع المصرفي يشهد استقرارًا كبيرًا، وتتوفر لديه معدلات سيولة وقاعدة رأسمالية مرتفعة ساهمت في تجاوز هذا القطاع للعديد من الأزمات المحلية والدولية، الأمر الذي يساعد في تمويل كافة أنواع المشروعات بما في ذلك المشروعات القومية، وهو ما يساهم في زيادة نمو الناتج المحلى الإجمالي لمصر، منوهاً في هذا الصدد إلى أن البنك المركزي كان قد ألزم كافة البنوك المصرية بتوجيه 20% من محافظ التسهيلات الائتمانية لديها للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر خلال 4 سنوات تنتهي في 2020، وذلك لتشجيع تلك المشروعات.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتناول الاجتماع متابعة عمل وزارة الزراعة في كافة القطاعات، ومن منظور تنموي، مع استعراض ما تم من إنجازات خلال العام الحالي 2017 وأهم المشاكل القائمة وكيفية حلها، وذلك في إطار توجيهات رئيس الجمهورية بإنشاء مجتمعات زراعية جديدة لزيادة إنتاج المحاصيل، وكذلك إقامة مشروعات الإنتاج الحيواني والداجنى.
كما تم مناقشة مشاركة وزارة الزراعة في خطة تنمية منطقة بئر العبدبشمال سيناء وفقاً لتوجيهات الرئيس الصادرة للحكومة مؤخراً في هذا الشأن في أعقاب الحادث الإرهابي الذي وقع في قرية الروضة.
وأشار الدكتور عبدالمنعم البنا إلى نجاح الوزارة مؤخرا في فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية من المنتجات الزراعية في كل من الصين وأندونيسيا وفيتنام وتايوان، فضلا عن إلغاء الحظر المفروض على بعض المنتجات والمحاصيل الزراعية من قبل الكويت والأردن والإمارات والبحرين وأستراليا، وقال إن صادرات مصر في عدد من المحاصيل خاصة الموالح شهدت هذا الموسم طفرة كبيرة، الأمر الذي يؤكد الثقة التي تحظى بها المنتجات المصرية في الأسواق الدولية في ظل الإجراءات والمواصفات التي أقرتها وزارة الزراعة.
وتم أيضا استعراض آخر مستجدات مشروع البتلو ومشروع تربية مليون رأس ماشية لتطوير قطاع الإنتاج الحيواني وزيادة الإنتاج المصري من اللحوم والألبان.
وأكد الرئيس خلال الاجتماع أهمية استمرار العمل على تحقيق نهضة زراعية شاملة تساهم في تحقيق الأمن الغذائي، وذلك عن طريق انتهاج مسارات غير تقليدية تتوافق مع حجم التحديات الراهنة، وتهدف إلى دعم المشروعات الناجحة ذات الإنتاج والعائد المتميز، وإيجاد حلول للمشروعات المتعثرة الأخرى التي لا تعمل بكفاءة.
كما وجه الرئيس بضرورة التنسيق فيما بين وزارتي الري والزراعة باعتبارهما قطاعي أعمال مشترك لحل مشاكل الفلاحين والمزارعين وتحسين مستوى الخدمات الزراعية والمائية المقدمة لهم، وعلى رأسها رفع كفاءة شبكة الترع والمصارف على كافة الرقعة الزراعية في مصر.
واطلع الرئيس أيضا على الخطوات المتخذة من قبل وزارة الزراعة للنهوض بإنتاجية محصول القطن المصري كماً وكيفاً، وذلك في إطار توجيهاته بالعمل على استعادة القطن المصري لمكانته العالمية التي اشتهر بها.
وشدد على أن أية مشروعات تعمل الدولة على إقامتها سواء في مجال الزراعة أو غيرها يجب أن تستوفى عدداً من عوامل النجاح قبل الشروع في إقامتها، في مقدمتها إعداد الدراسات المتكاملة، وتوافر ضمانات تحقيق النتائج واستمرارية الإدارة بكفاءة.
وشهد الرئيس السيسي الاحتفال الذي أقامته وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، وشهد الاحتفال تكريم الرئيس لعدد من العلماء بمنحهم وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديراً لجهودهم العلمية والدعوية في دعم القضايا الإسلامية.
وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة قال فيها إن ذكرى مولد نبيّ الرحمةِ هذا العام تأتي بعد أيامٍ قليلة من حادثٍ أليم أوجع قلوبنا وأصاب العالم كله بالصدمة، حادثٌ إرهابيٌ جبان استهدف أبرياءً مُصلّين داخل أحد بيوت الله، حادثٌ اقترفته أيدى مجرمين تجردوا من أدنى معاني الإنسانية ومن أي صفاتٍ للرحمة، من التي نادى بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.. نبي الرحمة.
وتساءل الرئيس قائلا: كيف لمن يدعون اتباعهم لنهج الرسول الكريم أن يقترفوا مثل هذه الجرائم البشعة؟… كيف لمن يدعون انتماءهم لدين الإسلام الذي يحث على التراحم ونشر التسامح أن ينشروا الفساد في الأرض؟.
وأضاف الرئيس إن مصر تواجه خلال الأعوام الماضية حرباً مكتملة الأركان، تسعى إلى هدم الدولة واستنزاف جهودها للحيلولة دون استقرار هذا الوطن وازدهاره، وإن العمليات الإرهابية التي تتعرض لها مصر تهدف إلى عرقلة جهود التنمية واستنزاف الاقتصاد.
وأوضح الرئيس أنه كان لزاماً على الدولة المصرية ومؤسساتها أن تتحرك على عدة محاور في آنٍ واحد لتواجه تلك المخططات بكل حزم وقوة، فعلي الصعيد الأمني.. تحرص الدولة على التصدي لكل من تسوّل له نفسه أن يهدد أمنها واستقرارها، وكلف الفريق محمد فريد حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة بمسئولية استعادة الأمن والاستقرار في سيناء خلال ثلاثة أشهر بالتعاون مع وزارة الداخلية.
وعلى الجانب الآخر تعمل الدولة على تحقيق تنمية شاملة، وتحقيق معدلات نمو مرتفعة وإنشاء بنية تحتية متطورة تنقل مصر من حالٍ إلى حالٍ أفضل، وتوفير فرص العمل للشباب ومستوى معيشة كريم للمواطنين.
وأكد الرئيس أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتحصينها من الأفكار الظلامية الهدامة لا يقل أهمية عن المحورين السابق ذكرهما..إن لم يكن الأهم على الإطلاق، ومن هنا جاءت دعوته لتجديد الخطاب الديني، سعياً لتنقيته من الأفكار المغلوطة التي يستغلها البعض لتضليل أبنائنا واجتذابهم إلى طريق الظلام والتدمير.
ودعا الرئيس المصريين إلى التكاتف من أجل بناء الإنسان والفرد، كما دعا كل أم وكل أب أن يحافظوا على أبنائهم من سعي كل غادرٍ لاستغلالهم كوقود للإرهاب والكراهية.. ودعا أيضا كل شابة وشاب لأن يتسلحوا بالعلم وقيم التعايش وقبول الأخر ليواجهوا بها أرباب الجهل وكارهي الحياة.. ورجال الدين ومفكريه إلى مزيد من العمل على نشر قيم التسامح والرحمة والاستنارة.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، حيث أعرب الرئيس عن اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة التي تربطها بروسيا، وحرصها على مواصلة تعزيزها في على كافة الأصعدة خلال المرحلة المقبلة وخاصة في المجال العسكري، في ضوء ما يتعرض له الشرق الأوسط من تحديات وعلى رأسها الإرهاب، الأمر الذي يتطلب تكثيف التعاون بين البلدين للتغلب عليها واستعادة الاستقرار بالمنطقة.
ونقل الوزير الروسي تعازي الرئيس «بوتين» في ضحايا الحادث الإرهابي الآثم الذي استهدف مسجد الروضة بشمال سيناء، مؤكداً وقوف روسيا بجانب مصر وتضامنها الكامل معها في مواجهة الإرهاب.
وشهد اللقاء مباحثات حول سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، حيث تم الاتفاق على الاستمرار في تطوير وتعزيز التعاون القائم على هذا الصعيد، كما تم بحث سبل مواجهة المخاطر الناتجة عن انتشار الإرهاب والتطرف، حيث اتفق الجانبان على أهمية تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
وتطرق اللقاء كذلك إلى تناول آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد الرئيس أهمية تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بما يحافظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين حول الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.