تقع جزيرة «رودس» في اليونان، وتعرف تاريخيا بكونها موقع تواجد «أبوللو رودوس» سابقا وهو الذي كان إحدي عجائب الدنيا السبع، والجزيرة تقع بالقرب من الساحل الجنوبي لتركيا، في منتصف المسافة بين جزر اليونان الرئيسية وقبرص.
وتعد جزيرة «رودس» أبعد الجزر الشرقية بالنسبة لليونان، وبحر إيجة، وهي تبعد عن غرب تركيا بحوالي ١٨ كيلو مترا وكانت هذه الجزيرة، «التي تقع جنوب غرب الدولة العثمانية» مثل جزيرة قبرص مصدر ازعاج دائم للدولة العثمانية والسواحل الشامية والمصرية، وذلك لأن كرسي البابوية قد جعل هذه الجزر وقفا على جماعة فرسان المعبدوفرسان القديس يوحنا الصليبية لتكون قواعد انطلاق للإغارة على بلاد المسلمين.
وكانت رودس بخاصة هي الحصن الحصين لفرسان القديس يوحنا الذين كانوا يقطعون طريق الحجيج العثماني ولذا فقد قررسليمان القانوني فتح هذه الجزيرة العنيدة، وأعد حملة كبيرة كان هو على رأسها وخاض معارك عنيفة وسقط آلاف الشهداء، إلى أن نجح في فتحها لتسقط في يد العثمانيين «زي النهارده» في ٢٠ديسمبر 1255 بعد ما ظل السلطان يحاصرها طيلة عام.
المدهش أن أساطيل الدول الغربية لم تخف لإنقاذ المحاصرين وبعد سقوطها قام السلطان سليمان القانوني بطرد فرسان يوحنا، وانتقلوا إلى جزيرة «مالطا» التي أعطاهم الإمبراطور«شارلكان» الإسباني حكمها ومازالت قلعة القائد الأعلي لفرسان القديس يوحنا قائمة هناك تطل منها المدافع القديمة كمعلم سياحي من معالمها أما المدنية ذاتها فهي معلم سياحي آخر من أروع معالم الجزيرة.