نشرت صحيفة «эксперт» الروسية تحقيقاً عن قرار عودة الرحلات المباشرة بين القاهرة وموسكو بعنوان «مرة أخرى يمكنك أن تطير إلى مصر»، واستطلعت آراء عدد من الخبراء والمهنيين الروس عن هذه الخطوة، حيث أكدوا أن السوق المصرية تحتاج فى المستقبل القريب لسيناريو إنمائى مماثل لما تم تنفيذه قبل عام فى تركيا، حيث قدم منظمو الرحلات السياحية فى السوق التركية حزما تشجيعية على الرحلات المنتظمة لتركيا، غير أنها كانت مكلفة للسياح الروس. لكن شركات الفنادق فى السوق التركية خفّضت الأسعار، وأخذ الروس يبدون اهتماما بهذا المنتج السياحى.
يقول أركادى جينيس، مدير خدمات السفر فى أونيتوتريب، إن التدفق السياحى إلى مصر سوف ينمو إذا تم استيفاء ثلاثة شروط: أولا يحدد منظمو الرحلات السياحية مسألة اللوجستيات بين القاهرة والغردقة وشرم الشيخ. ثانيا- احتساب التكلفة المطلوبة للوصول إلى الوجهة النهائية للمنتجعات المصرية، وهل ستكون معقولة أم مبالغا فيها، وكذلك الوقت.
ثالثا: أن تتوفر الرحلات الجوية إلى القاهرة فى الجدول الزمنى للمطارات الروسية الإقليمية، لأن مصر هى من الوجهات المفضلة بالنسبة للروس، وأن نحو مائة ألف سائح روسى سافروا إلى مصر حتى أثناء حظر الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين «وبالنسبة لعطلات رأس السنة الجديدة، ارتفعت مبيعات التذاكر إلى مصر بنسبة 28%، ولكنها حصة لا تتجاوز 0.1% من جميع مبيعات تذاكر الطيران للوجهات الدولية.
أما ألكسندر سيزينتسيف، المدير العام لخدمة الإنترنت للمسافرين فى بيليتيكس، قال إنه رغم عدم وجود خطوط طيران بين البلدين، فالغردقة كانت الوجهة المصرية الأكثر شعبية فى عام 2017 وبنسبة 47٪ من إجمالى المبيعات إلى مصر، تليها شرم الشيخ (42٪) والقاهرة (11٪). ووفقا لموقع أونيتوتريب، فإن 92٪ من المسافرين الروس الراغبين فى السفر إلى مصر يسافرون من موسكو وسانت بطرسبرج جوا، عبر العواصم، وهو ما زاد من الحد الأدنى للرحلة من موسكو إلى الغردقة وشرم الشيخ إلى سبع ساعات، من سانت بطرسبرج إلى 10 ساعات، مع زيادة فى تكلفة تذكرة السفر التى تم شراؤها فى عام 2017 إلى 25 ألف روبل، مقارنة بسعر الرحلة من المدن الروسية إلى تركيا والتى تصل إلى نحو 11 ألف روبل.
أما فلاديمير إنياكين، صاحب شركة سياحية، فقال إن معظم منظمى الرحلات السياحية استقبل نبأ افتتاح الرحلات الجوية إلى مصر بكل سرور- لأنه حتى وقت قريب كانت مصر للروس ثانية أهم سوق سياحية- لكن خلال الفترة الماضية فقد جاذبيته، ولا سيما فى وجود المنافس الرئيسى للمصريين- تركيا.
ويتابع: «العديد من السياح الروس يشعرون بالملل بالفعل من الاتجاه للمقصد المصرى، رغم وجود بحر جميل ودافئ وانخفاض الأسعار، وفى الوقت الحالى، من غير المحتمل اليوم أن تكون مصر قادرة على تحدى تركيا، لأنه بأسعار معقولة يمكن للسائح الحصول على خدمة أفضل، لذلك سوف يستغرق المقصد المصرى وقتا طويلا لاستعادة مستواه السابق».
أما فلاديمير كانتروفيتش، النائب الأول لرئيس الاتحاد الروسى لمشغلى الجولات السياحية، فقال: تتمتع مصر بشعبية أكثر من تركيا فى الشتاء غير أن تشغيل الرحلات المنتظمة بين القاهرة وموسكو لن يحدث ثورة فى نقل السياح الروس لمصر، لكنها فرصة للوصول لهذا البلد، لكن تظل رحلات الطيران الشارتر الأكثر جاذبية، من حيث رخص الأسعار الإجمالية للرحلة، ورغم الإعلان عن موعد عودة الرحلات المنتظمة، فلا يوجد حديث عن المنافسة بين منتجعات مصر فى السوق الروسية، لكن المؤكد أنه وعلى المدى الطويل ستحدث زيادة فى الحركة السياحية من روسيا إلى مصر.