.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {
display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}
.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}
.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;
height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}
.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}
اشترك لتصلك أهم الأخبار
جامع عمرو بن العاص.. الجامع العتيق العريق.. تاج الجوامع، هو مسجد الفتح ومسجد أهل الرأى، هو الجامع الفريد النضير النضيد، الكامل المديد، إمام المساجد ومطلع الأنوار اللوامع. أول بيت لله وضع للمسلمين فى قارة أفريقيا، أقامه عمرو بن العاص، ويحمل اسمه فى مدينة الفسطاط أول حاضرة إسلامية لمصر، والذى يوجد فى منطقة مجمع الأديان التى تجسد الروح المصرى الأصيل فى التعايش والتسامح الدينى.
وهو رابع مسجد جامع بعد مساجد المدينة والكوفة والبصرة، كان فى أول أمره مسجدا بالغ البساطة، مساحة طولها 25 مترا وعرضها 15 مترا مغطاة بظلة من الخشب وسعف النخل قائمة على أعمدة من جذوع النخل، حيث أقيم محاذيا لضفة نهر النيل.
استوحى عمرو فى تخطيط المسجد والدار والعلاقة بينهما مسجد النبى- صلى الله عليه وسلم- وداره فى المدينة، وكانت جدرانه خالية من الزخارف والبياض والفرش، ولم يكن له صحن ولا مئذنة.
وجرى فتح بابين للجامع فى كل جانب من جوانبه الثلاثة الشرقى والشمالى والغربى، ثم بنى عمرو بن العاص لنفسه دارا شرقى الجامع سميت دار عمرو الكبرى ومن الشمال دارا لابنه عبدالله سميت دار عمرو الصغرى ثم دار الزبير بن العوام.
وتوالت على الجامع كثير من العمائر حتى إنه لم يبق من البناء الأصلى الذى بناه عمرو غير بقعة من الأرض توجد فى رواق القبلة فى النصف الشمالى من المسجد على يسار الواقف أمام المحراب الأوسط ومتجها نحو القبلة.
ويزدان بمئات القناديل التى بلغت نحو السبعمائة، تزين المسجد كالجواهر المرصعة الساطعة فى ليالى العبادة والتقرب إلى الله.
يقال إنه اجتمع على إقامة محرابه ثمانون من صحابة الرسول- صلى الله عليه وسلم- حسب رواية الكندى عن يزيد بن أبى حبيب: «سمعت أشياخنا ممن حضر مسجد الفتح جامع عمرو يقولون وقف على إقامة قبلة المسجد ثمانون رجلا من أصحاب رسول الله، فيهم الزبير بن العوام والمقداد وعبادة بن الصامت وأبوالدرداء وفضالة بن عبيد وعقبة بن عامر- رضى الله عنهم.
سبق الجامع الأزهر فى تدريس العلم بأربعة قرون، لم يقتصر على أداء الفرائض والخطب والمواعظ، ولكنه كان أول جامعة إسلامية، كما سبق جامعات الزيتونة والقيروان فى بذل العلم والدرس.
كانت تعقد فيه حلقات الدرس على كبار العلماء والفقهاء، الفرق بينهما أن دروس جامع عمرو كانت تطوعا وتبرعا، ولها أماكن للدرس وتلقى العلم تسمى الزوايا والتى كان أبرزها زاوية الشافعى، والزاوية المجدية والزاوية الزينية والزاوية الصاحبية، أما دروس الجامع الأزهر فكانت بتكليف من الدولة وكان مكانها يسمى الحلقة.
ضم أطول العلماء باعا فى العلم ممن كانوا يلقون فيه الدرس، ومنهم الإمام الشافعى، والليث بن سعد، والعز بن عبدالسلام وابن هشام، صاحب السيرة الشهيرة.
وإلى جانب العلم والدرس، كان مسجد عمرو مكانا للقضاء وفض المنازعات الدينية والمدنية وكان به بيت للمال.
الجامع له مكانة كبيرة فى قلوب المصلين، ويزدحم فى ليالى شهر رمضان الكريم، خاصة فى صلاة التراويح، حتى إنه لا يوجد موضع قدم فى المناسبات الدينية الكبرى.
وقال الدكتور رأفت النبراوى، أستاذ الآثار الإسلامية، عميد كلية الآثار سابقا، إن جامع عمرو كان رقعة بسيطة من الأرض وجميع مكوناته وعناصره المعمارية جاءت فى السنوات والقرون التالية، والتى دخلت فيها دار عمرو بن العاص وابنه عبدالله بن عمرو أحد كبار أئمة الفقه الإسلامى.
وأضاف النبرواى، لـ«المصرى اليوم»، أنه جرى على المسجد كثير من التوسعات خاصة فى العصرين المملوكى والعثمانى، موضحا أنه كان عبارة عن مستطيل، وأضيفت بعد ذلك مئذنة فى كل ركن، وأن مئذنته المدببة المعروفة باسم القلم هى عثمانية الطراز.
وأضاف أن مسجد عمرو له مكانة كبيرة فى مصر وأفريقيا والعالم الإسلامى، فإلى جانب المحاضرات والدروس العلمية التى تلقى فيه كانت تعقد فيه اجتماعات السلاطين لبحث شؤون الناس، وكان يسمح للمسيحيين بالحضور فى بداية العصر الإسلامى.