الصحة النفسية | المزيد من الثروة قد يُؤدِّي إلى المزيد من الإحباط



أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ النقودَ يُمكن أن تشتري السعادة, لكن ضمن حدٍّ مُعيَّن, حيث يجب ألاَّ يتجاوزَ هذا الحدُّ مبلغ 36 ألف دولار أمريكيّ تقريباً!

تفحَّص الباحِثون الناتجَ المحلِّي الإجمالي لكل شخص. ولكن، رغم أنَّ الناتج المحلّي الإجمالي ليس معياراً للدَّخل الشخصيّ, فهو يُعدُّ كمُؤشِّر عن مستويات العيش في البلد عادةً.

ومثلما هو مُتوقَّع, كشف تحليلُ البيانات من مختلف دول العالم عن أنَّ الرضا عن الحياة، بين الناس في البلدان الفقيرة, ازداد مع زيادة ثروة البلد وتمكُّنهم من تلبية احتياجاتهم الأساسيَّة.

لكن، تفاجأ الباحِثون عندما وجدوا أنّه بالنسبة إلى البلدان الغنيَّة, وصل الرضا عن الحياة إلى ذروته عندما وصل الناتج المحلّي الإجمالي في بلدانهم إلى ما يقرُب من 36 ألف دولارٍ أمريكيّ لكل شخص؛ وكان هناك انخفاضٌ بسيط في الرضا عن الحياة عندما تجاوز الناتج المحلّي الإجمالي مبلغ 36 ألف دولار أمريكيّ.

بيَّنت الدراسةُ أنَّ هذا الانخفاضَ قد يحدُث لأنَّ الحصولَ على المزيد من المال يُولِّدُ طموحات أعلى, ممَّا يُؤدِّي إلى الإحباط أو خيبة الأمل عندما لا تُحقَّق تلك الأهداف.

قال الخبير الاقتصاديّ لدى جامعة وورويك في بريطانيا: “هناك شعور بمُجاراة الناس الأغنياء عندما يُشاهد المرء الثروةَ والفُرص تُحيط به، وتجعله يطمح إلى الحصول على المزيد”.

“لكنَّ هذه الاختلافات بين الدَّخل الفعليّ والدَّخل الذي يطمح إليه الإنسان تُقوِّض من مستويات الرضا عن الحياة شيئاً فشيئاً؛ وبتعبيرٍ آخر, يُصبح ما نطمح إليه بمثابة هدف مُتحرِّك تزداد سرعته أكثر في البلدان الأغنى, ممَّا يُسبِّبُ هذا الانخفاض في السعادة والذي شاهدناه في التحليل الذي أجريناه”.

Leave a Reply