حذَّرَ باحِثون من أنَّ الأشخاصَ، الذين يعملونَ في مقاهي النَّارجيلة، يُواجِهونَ زِيادةً في خطر التعرُّض إلى التدخين السلبيّ.
قالَ المُعدُّ الرَّئيسيّ للدِّراسة تيري غوردون، اختصاصيّ السُّموميَّات والأستاذ في قسم الطبّ البيئيّ لدى مركز لانغون الطبِّي في جامعة نيويورك: “غالباً ما يُعفَى استخدامُ النَّرجيلة من القوانين المُتعلِّقة بنظافة الهواء في الأماكن المُغلَقة، والتي تهدُف إلى وِقاية الناس من التدخين السلبيّ، وأعتقد أنَّ دِراستَنا سبَّاقةٌ في الرَّبط بين النوعيَّة الرديئة للهواء في مقاهي النَّرجيلة والتأثيرات السلبيَّة في الأشخاص الذين يعملون فيها، ممَّا يتطلَّب مُراقبةً أفضل لهذا النَّوع من الأعمال لوِقاية الناس”.
نوَّهَ الباحِثون إلى أنَّ الوِلايات المُتَّحِدة تشهد إقبالاً على مقاهي واستِراحات النَّرجيلة، وأنَّ مدينةَ نيويورك وحدها تحتوي على حوالي 140 من هذه الأمكنة.
تفحَّصَ الباحِثون حالات 10 من العامِلين في مقاهي النَّرجيلة بعدَ أن أنهوا ساعات عملهم، ووجدوا أنَّهم استنشقوا مُستوياتٍ مُرتفِعةٍ من أوَّل أكسيد الكربُون والنيكوتين في أثناء العمل، كما ظهرت لديهم أيضاً علاماتُ الالتِهاب التي تترافق مع مرض السبيل التنفُّسي والرِّئتين عادةً.
بيَّنت الدِّراسةُ أنَّ نتائجَ الاختِبار، عند بعض العاملين في مقاهي النَّرجيلة، كانت مُتشابِهةً مع النتائج التي لُوحِظت عند الأشخاص الذين يُدخِّنون بكثافة.
قالَ الباحِثون إنَّ العديدَ من الأشخاص في مُقتبَل العُمر ينظرون إلى النَّرجيلة على أنَّها بديلٌ آمِن عن السَّجائر العاديَّة، ولكن تُسلِّطُ نتائجُ الدِّراسة الضوءَ على الخطر الذي يُواجِهه المُدخِّنون والأشخاص الذين يتعرَّضون إلى التدخين السلبيّ معاً بسبب النَّرجيلة.
قالَ غوردون: “أعتقِدُ أنَّ نتائجَ دراستنا تُمثِّلُ تحدِّياً لما يعتقِده البعض حول أنَّ التعرُّضَ السلبيّ إلى دخان النَّرجيلة آمِنٌ، ونأمل أن تُشجِّعَ النتائجُ على إجراء المزيد من الأبحاث حول نوعيَّة الهواء في الأماكِن المُغلَقة بهدف سنّ قوانين لحِماية العاملين والزبائن في وقتٍ واحِدٍ”.
قالَ الباحِثون إنَّ التعرُّضَ إلى التدخين السلبيّ يأتي في المرتبة الثالثة لأكثر أسباب الوفاة شُيوعاً في الوِلايات المُتَّحِدة، حيث يُؤدِّي إلى 35 ألف حالة وفاة بسبب مرض القلب و3000 حالة وفاة بسبب سرطان الرِّئة في كل عام، وذلك بين الأشخاص الذين لم يُدخِّنوا على الإطلاق.