أعلنت دراسة أميركية جديدة أن المسنين الذين يتبعون حمية البحر المتوسط ربما يستفيدون من تحسن صحة المخ وتراجع خطر التعرض لتدهور الإدراك.
وقالت كبيرة الباحثين في مركز أبحاث مرض الزهايمز بمايو كلينيك في روتشستر في ولاية مينيسوتا الأميركية، روزبد روبرتس “تشير الدراسة إلى أن اتباع نمط غذائي صحي وعناصر غذائية معينة له تأثير على المؤشرات الحيوية لعلم أمراض الدماغ”.
وتشمل حمية البحر المتوسط السمك واللحم الخالي من الدهون والعدس والمكسرات والحبوب الكاملة والفاكهة والخضراوات والدهون الصحية.
وحللت روبرتس وزملاؤها بيانات من 672 مشاركاً في دراسة لمايو كلينيك عن الشيخوخة. وفي البداية لم يكن أي مشارك يعاني من الخرف ولم يكن أحد منهم يقيم في دار للمسنين أو مصاباً بمرض ميؤوس من شفائه. ودخل المشاركون الدراسة في 2004 بأعمار تتراوح بين 70 و89 عاماً.
ووصف المشاركون نظامهم الغذائي في استطلاع وأجريت لهم اختبارات على الذاكرة والوظائف التنفيذية واللغة والمهارات البصرية المكانية والتدهور الإدراكي. كما استخدم الباحثون أيضاً الرنين المغناطيسي لقياس سُمك القشرة الدماغية في مناطق عدة بالدماغ.
ووجدت روبرتس وزملاؤها أن المرضى المسنين الذين يتبعون حمية البحر المتوسط زادت لديهم كثافة القشرة الدماغية في كل فصوص المخ. وقال الباحثون في دورية الزهايمر والخرف إن زيادة تناول العدس والسمك بشكل خاص كانت مرتبطة بزيادة سمك القشرة الدماغية.
ولم تتابع الدراسة المرضى بشكل طويل بما يكفي لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بشكل فعلي بأي مشكلات إدراكية فيما بعد.
من جانبها، قالت متخصصة في علم الأوبئة في المركز الطبي بجامعة كولومبيا في نيويورك، يان جو، إن الدراسة لا يمكن أن تثبت ما إذا كانت حمية البحر المتوسط تقلل بالفعل من ضمور المخ.
ولم تشارك جو في الدراسة الجديدة، لكنها وفريقها وجدوا صلة بين نظام البحر المتوسط الغذائي وحجم المخ في أبحاثهم الخاصة. وقالت إن “تلك دراسات تعتمد على الرصد والمراقبة وليست تجارب سريرية، ومن ثم فلا يمكن إقامة علاقة سببية”.
وأضافت أنه من الممكن على سبيل المثال أن تؤدي التغيرات في بنية الدماغ إلى عادات غذائية سيئة، مشيرة إلى أنه “كما يعرف الكثيرون لا يوجد لدينا علاج لمرض الزهايمر وظهوره يستغرق فترة طويلة. من المهم أن نجد عوامل تتعلق بنمط الحياة يمكن أن تمنع أو تؤخر ظهور المرض”.
كذلك لفتت إلى أنه على الرغم من أنه لا يمكن لطبيب أن يصف حمية البحر المتوسط للمرضى المسنين فلا يوجد ضرر من اتباع هذا النظام.