رغم مذاقها الشهي، وسرعة الحصول عليها، إلا أنها تحمل العديد من الأخطار والأمراض التي تهدد صحتنا، وبعيداً عن الأمراض المعروفة التي قد تسببها الوجبات السريعة مثل السمنة وأمراض القلب، إلا أن قائمة الآثار السلبية الطويلة تزداد يوماً بعد الآخر.
إذ اكتشف باحثون ومختصون في التغذية أمراضاً عدة قد تسببها تلك الوجبات منها ألزهايمر، والاكتئاب والأمراض النفسية، فضلاً عن التسبب في تحويل بعض الأمراض العادية غير الخطرة بالمرة إلى أمراض قاتلة.
كل ذلك بسبب المضادات الحيوية المستخدمة في تربية الحيوانات والطيور، والتي تعتمد عليها الشركات العالمية في صناعة الوجبات السريعة، وهذا ما دفع المنظمة العالمية للمستهلك لتدشين حملة: “المضادات الحيوية خارج قائمة طعامنا”، للضغط على الشركات العالمية والمتعددة الجنسيات لوضع معايير لصناعة تلك الأطعمة.
حيث أشارت المنظمة العالمية لحماية المستهلك إلى أن ما يقرب من نصف المضادات الحيوية المنتجة عالمياً تُستخدم في التربية الحيوانية لتسريع النمو ومنع الأمراض عن الحيوانات والدواجن.
كما أكد القائمون على الحملة أن الشركات العالمية للوجبات السريعة والمتعددة الجنسيات كـ “ماكدونالدز، وكنتاكي، وصبواي” لم تستجب لطلب الحملة لتقديم التزامات عالمية محددة زمنياً لإنهاء الاستخدام الزراعي للمضادات الحيوية تلك.
• الأمراض البسيطة قد تكون قاتلة!
فيما أكدت المنظمة في تقريرها الذي نشرته مؤخراً أن انتشار الاستخدام الروتيني للمضادات الحيوية في تربية الحيوانات تسهم في العودة إلى عصر تكون فيه “الالتهابات البسيطة قادرة على أن تقتل”.
وألمح التقرير أنه في حال لم يتم السيطرة على هذا التهديد، فلن يكون هناك قدرة على علاج الأمراض العادية والالتهابات التي تعتمد على المضادات الحيوية لعلاجها مثل السل والالتهاب الرئوي.
• الوجبات السريعة مُسببة للزهايمر!:
وتُشير دراسة نشرها موقع Daily mail البريطاني إلى أن الوجبات السريعة تُصيب الإنسان بـ “ألزهايمر”، حيث يؤدي نمط النظام الغذائي غير الصحي إلى رفع نسبة الكوليسترول والبروتينات، والتي تساعد على انسداد شرايين المخ، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بألزهايمر.
فيما أكد وليام جرانت أحد المشاركين فى الدراسة والباحث بمركز أبحاث الصحة المختص بالتغذية، أن الوجبات السريعة عالية الدهون، بما تشمله القائمة من مشروبات غازية ومشروبات الطاقة واللحوم تساهم في الإصابة بألزهايمر، بينما يقلل تناول الحبوب الكاملة والفواكة والخضروات والأسماك من خطر الإصابة به.
• مسببة للأمراض النفسية أيضاً:
ومن المخاطر التي تسببها الوجبات السريعة أيضاً الإصابةُ بالأمراض النفسية، إذ أشار تقرير نشره موقع Daily mail البريطاني إلى أن الوجبات السريعة ترفع من معدلات الاكتئاب والأمراض النفسية.
وحول هذا قالت جوليا روكلدج الأستاذة بجامعة كانتربري بنيوزيلند، أن: “الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة الغنية بالدهون تنتشر بصورة كبيرة ويتزامن معها ارتفاع نسبة الإصابة بالاكتئاب، وهو ما جعلنا نفكر فى البحث وراء تزامن الظاهرتين”.
وقالت أنهم تمكنوا من اكتشاف علاقة قوية بين الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة النفسية والنظام الغذائي، حيث أن هذه الوجبات المصنعة لا تحتوي على الفيتامينات والمعادن التى يحتاجها الجسم مما يؤثر على الصحة العقلية للفرد.
وأوضحت أن الذين يعانون من الاضطرابات النفسية تتحسن حالتهم الصحية عندما يتناولون المكملات الغذائية والفيتامينات والمعادن المختلفة، وذلك بما فيها فيتامينات A, C, D, E، والمغنسيوم، الكالسيوم، الحديد، الفوسفور واليود والزنك بالإضافة إلى بعض الأحماض الأمينية.
• خطر على الأطفال:
لم يقتصر مخاطر الوجبات السريعة على المواد الغذائية الداخلة في تكوينها، بل يمتد كذلك إلى علب السندوتشات وأدوات تغليفها، والتي تدخل في تركيبها مادة “الفتالات” الكيميائية، وهي مادة ملينة للبلاستيك تنتقل للطعام عبر الأغلفة التي يُلف بها.
إذ إنه وفق دراسة أميركية أجريت بجامعة جورج واشنطن، فمن يقبلون على الوجبات السريعة ترتفع في أجسادهم مادة “الفتالات” الكيميائية بنسبة 40% مقارنة بمن لا يستهلكونها.
فيما تتسبب تلك المادة بعدد من الأمراض الخطيرة لدى الأطفال والبالغين، على حد سواء، حيث أظهر الأطفال الذين تعرضوا لمعدلات عالية من الفتالات مستوى ذكاء أدنى من المعدل.
كما تشير الدراسة إلى أنها قد تجعل الأطفال الذكور أكثر أنوثة؛ إذ إن هذه المادة تعيق عمل الهرمونات الذكورية مثل الأندروجين، ما قد يهدد بمواجهة مشاكل تناسلية في المستقبل.