الروائى الأردنى صبحى فحماوى: الغرب وراء ميلاد الجماعات التكفيرية (حوار)

الروائي الأردني صبحي فحماوي

الروائي الأردني صبحي فحماوي


تصوير :
أدهم خورشيد

.smsBoxContainer-v1{
display: block;
text-align: center;
}
#NewsStory .news_SMSBox {

display: inline-block;
height: 50px;
padding: 0 15px;
text-align: center;
overflow: hidden;
border: 1px solid #c5c5c5;
width: auto !important;
margin: 10px auto 0;
background-color: #efefef;
}

.article .news_SMSBox {
margin-top: 45px;
padding: 0 10px;
overflow: hidden;
}

.news_SMSBox > p {
color: #cb0000;
margin-left: 5px;
max-width: 290px;
min-width: 50px;
font-size: 70% !important;
overflow: hidden;
margin: 0;

height: 50px;
line-height: 50px !important;
display: inline-block;
float:right;
}

.news_SMSBox > iframe {
float: none;
width: 275px;
display: inline-block;
height: 49px;
}

اشترك لتصلك أهم الأخبار

ترى لماذا اختارت جامعة شعيب الدكالى فى المغرب الروائى الأردنى صبحى فحماوى، موضوعا لـ«مؤتمر الرواية العربية الثالث» المقرر انعقاده إبريل من العام المقبل؟.. والإجابة- بحسب القائمين على المؤتمر- أن روايات صبحى فحماوى الإحدى عشرة حتى الآن، ثرية بما تستطيع أن نسميه: «الشكل والمضمون» أو «الأسلوب والمحتوى»، أو «اللفظ والمعنى».

وفى محاولة لتناول أساليب فحماوى، التعبيرية، والرمزية، والإبداعية الروائية، واستكشاف تقنياته السردية، ورصد لغته العربية التى تحاول تجسير بعض اللهجات الشامية المحلية، لإضفاء نغمة جديدة على اللغة العربية، بدل تعريضها لكلمات من لغات أجنبية تضعف لغتنا العربية الجميلة، كان الحوار معه على ضفاف نيل القاهرة.. وقال صاحب «الأرملة السوداء» إنه لا يريد أوصياء على دينه ولا ينتظر من يفسر له القرآن الذى نزل مفسرا بـ«لسان عربى مبين».. وإلى نص الحوار:

■ التعليم فى بلادنا العربية.. كحال مناهجنا الدراسية وحال طلابنا.. هل تراه قادرا على تقديم عالم مغاير قادر على الإبداع ومواجهة الأفكار المتطرفة؟

– المعلم الآن يتعرض للضرب فى كل مدارس الوطن العربى، لكن الأسوأ من المعلم وحاله، وسائل الإعلام التى تتحدث عنه، ولا تنس أن مسرحية «مدرسة المشاغبين» التى «عهَّرها» على سالم مأخوذة عن فيلم لـ«سيدنى بواتيه» والذى ساعد فيه الطلبة على معرفة الخير، وعلمهم كيف يتعاملون مع الحيوان وكيف يزرعون الأرض.. كيف يتمتعون بإنسانية قادرة علىى تغيير العالم، والسبب الرئيسى من وجهة نظرى، هو التربية، ورقابة المعلم الذى لم يأخد وضعه المالى أو الاجتماعى اللائق، كما أن المناهج الجامدة وراء هذا التراجع الذى نشهده على المستوى العربى. نحن ندرس فى مدارسنا الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية.. لماذا لا ندرس ثورة عرابى وثورة 1919 وثورة 23 يوليو.. لماذا لا ندرس تفاصيل عن بلادنا، عن مقاومة شعوبنا العربية للاستعمار؟ هم لا يدرسون تاريخنا ولا تعرف مدارسهم شيئًا عن حضارتنا.

■ لك نشاط إعلامى فى تليفزيون الأردن.. ما رأيك فيما يقدم من محتوى إعلامى كاد ينحصر بين شيوخ الفتوى وأفلام الجريمة وبرامج الرياضة؟

– لا أشجع الكرة بهذه الطاقات الهائلة التى أراها عربيا، ولكن ماذا لو أنفقنا كل هذه الطاقات مادية ومعنوية على الثقافة والمسرح، أما هؤلاء من يسمون أنفسهم مشايخ ودعاة فلست فى حاجة إلى تفسيراتهم للقرآن.. لست فى حاجة لمن يقول لى إن «عبدالحليم» غنى «أبو عيون جريئة» للرسول.. الله سبحانه وتعالى خلق القرآن بـ«لسان عربى مبين» وأنا أفهم اللغة العربية، ولست فى حاجة لمن يفسر لى لغتى بتوصية منه.. الدين لا يحتاج لتوصية من هؤلاء.. ترى كيف أصدق حديثا ينسبونه للرسول يقول فيه «إذا ولج الذباب فى إناء أحدكم فليغمسه بيده…» من هو المجنون الذى يفعل ذلك.. وأنا واثق أن الرسول لم يقل ذلك.. كل هذه خرافات لا مجال للحديث عنها الآن.

■ ثورات الربيع العربى.. هل أتت بالخير على العالم العربى أم بالخراب.. وهل كان للإسلام السياسى دور فيها؟

– كلمة الربيع العربى اختراع غربى، ونحن نعرف علاقتهم التدميرية بالعرب، فكما اخترعوا «ربيع براغ»، و«ربيع أوروبا الشرقية» وحطموها، ودمروا طاقات السوفييت حتى عادت الرأسمالية لتدمير العالم.. ومنذ ذلك الوقت، وهم يخططون لهذا المدعو «الربيع العربى» وكما كان بوش أول من أطلق لفظة «القاعدة»، كان الغرب أيضًا من وضع مصطلح «داعش» ليسير الإعلام وفق صياغتهم فى الغرب والشرق، ساعدهم فى ذلك بعض قادة العرب، فلم يكن الحكام ملائكة، بل بدأت من بينهم بذور الفناء التى استهلت بتونس، ثم لحقت بمصر قبل أن ينقذها رجال قادرون على حمايتها الآن. مرورا بما حدث من دمار فى العراق وسوريا.. ولا ننسى جملة كونداليزا رايس فى 2006 «لقد قام شرق أوسط كبير تتوسطه إسرائيل».

■ صبحى فحماوى.. أردنى الأصل، ولد فى فلسطين.. تخرج فى الإسكندرية ودرس فى أمريكا.. ماذا كان نتاج هذه الكوزمبوليتانيا؟

– أنا أديب عربى فى العموم، يدرك الصراع الغربى ضد العرب، ويحاول أن يرسم فى رواياته علاقة العرب بالغرب.

■ فكيف ترى علاقة الغرب بالعرب؟

– منذ عهد الإسكندر الأكبر وحتى اليوم والهجمة الغربية مستمرة فى ضربها للوطن العربى.. فى روايتى «على باب الهواء» أصف هذه العلاقة بين الشرق والغرب.. وعندما زرت كنيسة فى النرويج، سألت سيدة هناك «لماذا تضعون فى السقف الصليب مع نجمة داوود؟» قالت لى السؤال يؤكد أنك عربى بالتأكيد، ألا تفهم أن اليهودية والمسيحية شىء واحد.. لقد حُمل الغرب بالهم الصهيونى و«ماشى ولا بيدى»، إذا كنت أفهم أن حربا بين أنطونيو وإكتافيوس يهاجمون مصر فى معركة بحرية، لماذا تحرقون مكتبة الإسكندرية.. بكل ما فيها من تراث وعجائب كانت تضم كل ثقافات الدنيا.. كانت مستودعا للغة الهيروغليفية، والفارسية، والعربية والكنعانية. أنا أختلف معك فلماذا أطفئ هذا النور.. بالأمس فى بغداد وسوريا تم تدمير المتحف والمكتبات وأزالوا تراثك وتاريخك حتى كدت تسأل: من أكون.. هذا الغرب الحاقد لا يريد إلا نفسه، يقولون «pass and let them pass» ومع ذلك فتحنا أبوابنا للعولمة ولكنهم دخلوا برجلهم الـ«شمال» وأخذوا كل شىء وعندما حاولنا الذهاب إليهم قفلوا الأبواب فى وجوهنا. لنا تراث مختلف عن الغرب.. أحاول أن أفهم الغرب لا أكرهمم ولكنهم يكرهوننا.. تتدفق علينا كتب لا نهائية مترجمة عن عرب وكتاب ما أنزل الله بهم من سلطان، حتى المركز القومى للترجمة لا يحول تراثنا العربى لأى لغة أجنبية.. فى أمريكا وأوروبا لا أجد كتابا واحدا فى أى مكتبة لكاتب عربى أو حتى مترجم للغة أخرى عن العربية.. وعندما تترجم على نفقتك الخاصة لن يوزعوه.

■ ناقشنا مسألة الهوية فى روايتك «الحب فى زمن العولمة»؟

– نعم.. أتفق معك فرواية «الحب فى زمن العولمة» تناقش مسألة الهوية.. فهذا الرأسمالى الأردنى كان صبيا صار يمتلك مالا وأصبح رجل أعمال.. يقول له إذا شافونا بنردم فى النفايات النووية غرامتها مليون دولار ندفعها لأننا كسبانين 19 مليونا.. لايهمه مصلحة الوطن.. يتعاون مع الأجانب لمصالحه الشخصية.. لا يشغله أى شىء سوى فكرة الرأسمالية.. جيوبه تمتلئ ولا شىء يهم فأرصدته هى الأهم.. جزيرة فى البحر الكاريبى متران فى مترين فيها أكثر من 200 بنك تضع فلوسك بلا أى قيود.. لا من أين جئت بها.. رغم أنى عندما حاولت أن أضع ألف دولار فى بنك مصرى فوجئت بروتين وملل وسخافات رفضت أن أكمل فتح الحساب.. الرأسمالية شغلت العالم كله.

Leave a Reply